أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    09-Dec-2018

فرص محدودة لخروج تحالف «رينو ـ نيسان» حيا من الإنعاش
فايننشال تايمز -
بعد وقت قصير من تعهد كارلوس غصن بجعل تحالف رينو ـ نيسان "لا رجعة فيه" في فصل الربيع من هذا العام، رفض مسؤول تنفيذي في شركة صناعة السيارات اليابانية فكرة أن الشراكة التي مضى عليها 19 عاما يُمكن أن تنهار في حال ذهاب رئيسها ذي الشخصية الآسرة.
قال المسؤول التنفيذي: "إنه تحالف سبق أن تغلب على الاختلافات الثقافية". وأضاف: "حتى إذا طلب منا أن نرفع أيدينا عن بعضنا بعضا، فإننا لا نعرف من أين نبدأ".
بعد مرور سبعة أشهر، يواجه التحالف الفرنسي الياباني أكبر أزماته على الإطلاق بعد اعتقال غصن الشهر الماضي، عندما هبطت طائرته الخاصة في مطار طوكيو، وخروجه المفاجئ من منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة نيسان وميتسوبيشي موتورز ـ الأخيرة العضو الثالث في التحالف. يزعم المدعون العامون في طوكيو أن غصن، الذي يبقى الرئيس التنفيذي لشركة رينو، خفض أجره في الوثائق المالية، بينما اتهمته شركة نيسان باستخدام نفقات الشركة لأغراض شخصية.
وفقا لهيئة الإذاعة اليابانية NHK، غصن الذي لم يتم اتهامه رسميا بأي جريمة، لكنه يبقى رهن الاحتجاز في اليابان، يرفض هذه المزاعم.
على مدى العقدين الماضيين كان يُنظر إلى تحالف رينو ـ نيسان باعتباره واحدا من الأمثلة القليلة الناجحة في صناعة مبعثرة شهدت عمليات دمج سيئة انهارت عند مواجهة سلاسل التوريد المعقدة والثقافات الوطنية المتباينة. مثلا، شراكة ديملر الكارثية لمدة 11 عاما مع كرايزلر التي انهارت في عام 2009. كذلك مرت سوزوكي بمرحلة طلاق فوضوي دام أربعة أعوام لإنهاء العلاقة مع شركة فولكسفاجن الألمانية.
حتى إن تمكنت "رينو" و"نيسان" من المضي قدما بدون غصن، فإن الشراكة من غير المحتمل أن تبقى في شكلها الحالي. الضغوط العميقة التي يتعرض لها التحالف الآن تثير أسئلة ملحة حول صناعة بحاجة إلى التعاون أكثر من أي وقت مضى، لأنها تواجه منافسة جديدة ناتجة عن ظهور السيارات الكهربائية الذاتية القيادة.
في أحد الأطراف، تفضل بعض شركات صناعة السيارات أن تتولى الملكية الكاملة للعلامات التجارية، مثلما كان الحال مع استحواذ "فولكسفاجن" على "بورش" و"أودي". كذلك فعلت شركة جيلي الصينية عندما اشترت "فولفو للسيارات" من "فورد" في عام 2010. لكن حتى تنجح هذه الحالات، فإن الحفاظ على هوية واستقلالية العلامة التجارية أمر بالغ الأهمية.
شركات أخرى مثل تويوتا وهوندا فضلت شراكات مرنة تزيد من نقاط القوة أو الضعف لكل منها في مناطق جغرافية أو تكنولوجية معينة. يشير نقاد هذا الترتيب إلى عدم وضوح إلى أين يمكن أن يمضي هذا التعاون. في حالة "تويوتا"، التحالف الذي يشهد توسعا كبيرا يبدو كأنه مأوى لشركات يابانية أصغر – مثل سوبارو وسوزوكي ومازدا – التي تسعى لصد عمليات الاستحواذ الأجنبية.
هناك أيضا فيات ـ كرايزلر، وهي نتاج جهد سيرجيو ماركيوني، رئيسها التنفيذي الكندي ـ الإيطالي الراحل، الذي أنقذ شركة فيات الإيطالية من الإفلاس ودمجها مع شركة صناعة السيارات الأمريكية المتعثرة. الآن ستكون مهمة مايك مانلي، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة فيات ـ كرايزلر، نقل المجموعة إلى مرحلتها التالية من النمو في غياب رأس الشركة صاحب الشخصية الآسرة الذي توفي في تموز (يوليو).
لكن في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة مجموعة واسعة من التحالفات في الأعوام الأخيرة، لم يسبق أن اعتمدت أي منها البُنية غير الملائمة وغير المتناسبة لتحالف رينو ـ نيسان.
فعلى الرغم من أنه يوصف بأنه "تحالف أنداد"، إلا أنه لم يكن قط علاقة بين ندَّين، بل كان أشبه بعلاقة بين والد وطفل، على الأقل من حيث هيكلة رأس المال. بموجب الشروط الحالية، تملك رينو 43 في المائة من الأسهم وحقوق التصويت في نيسان، مقارنة بحصة المجموعة اليابانية البالغة 15 في المائة في رينو، التي لا تمنحها حق التصويت.
قبل الاعتقال، كان غصن يخطط لعملية دمج بين رينو ونيسان، وهي صفقة عارضها مجلس إدارة شركة صناعة السيارات اليابانية وكان يبحث عن طرق لحجبها.
مع غصن أو من دونه، كان من الواضح بشكل متزايد لكلا الشركتين أنه لم يكن من الممكن الحفاظ على هيكل التحالف الأصلي الذي أنشئ في عام 1999. عدم التوازن الذي كان من الممكن احتماله عندما أنقذت رينو شركة نيسان من حافة الإفلاس لم يعد مقبولا بسبب نمو إيرادات المجموعة اليابانية السنوية بنسبة 60 في المائة أكثر من شريكتها الفرنسية.
حتى بعد كل تلك الأعوام معا، خروج غصن المفاجئ من نيسان أوضح مدى سهولة وضع العلاقة بين الطرفين أمام امتحان وجعل حالة من عدم الثقة تتسلل إليها. مشاعر اللبس العالقة التي تحيط باعتقال غصن والتحقيق الداخلي الذي تجريه شركة نيسان منذ عدة أشهر جعل التنفيذيين في رينو غير مرتاحين من الطريقة التي تتعامل بها شريكتهم اليابانية مع المزاعم ضد رئيسهم.
بعد أن شجعت الشركة بحماس ما يسمى أوجه التعاضد في التحالف، لم تمر فترة طويلة قبل أن يشير موظفو نيسان إلى ما اعتبروه معاملة غير متكافئة سمحت لرينو بالاستفادة أكثر من علاقتهما الوثيقة في الإنتاج ومشاركة المكونات.
الضربة القوية التي أصابت تحالف نيسان ـ رينو لا تعني أن طريقة تويوتا، أو أنموذج فولكسفاجن الخاص بالتحالفات هو الحل الأفضل.
لكن إذا أريد للتحالف الياباني ـ الفرنسي أن يبقى على قيد الحياة، فلا يوجد سوى خيارات قليلة لتحقيق ذلك: إما أن تشتري رينو حصة أغلبية في نيسان، أو تزيد المجموعة اليابانية من مقتنياتها في الشريكة الفرنسية لكي تكون في وضع أفضل يمثل ميزان القوى الحالي. ثم هناك الخيار الأكثر تطرفا، وهو أن يتخلى الطرفان كل عن الآخر من أجل العثور على شركاء جدد.