أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-May-2019

خلافات أمريكا والصين... من الخاسر؟*لما جمال العبسه

 الدستور-منذ اكثر من عامين والرئيس الامريكي دونالد ترامب يفاجئ العالم بقرارات ذات ابعاد سياسية واقتصادية اقل ما يقال بانها لا تخدم احدا، بل ولها اثار  سلبية ذات ارتدادات لا نبالغ ان قلنا خطيرة على المدى القصير والمتوسط، اخر هذه الاجراءات كان عدم التوصل الى اتفاق تجاري بين عملاقي الاقتصاد في العالم؛ الصين والولايات المتحدة، وقامت الادارة الامريكية على الفور بفرض زيادة ضرائب على الاف السلع الصينية المصدرة الى السوق الامريكي لتصل الى 25% بدلا من 10% سابقا، لتقول ان هذه الزيادة من شأنها توفير ايرادات اضافية للولايات المتحدة تصل الى 200 مليار دولار.

الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي بدأتها ادارة الرئيس الامريكي ترامب كان لها الاثر الواضح على اداء الاقتصاد العالمي، الذي استقر نموه عند معدلات ليست بالمرتفعة نتيجة هذه السياسات، وبالنظر الى الامر نرى ان الولايات المتحدة الامريكية ممثلة بادارتها الحالية والتي تمكنت من تحقيق تحسن اقتصادي ملحوظ خلال العامين الماضيين على حساب العديد من الدول، الا انها قد تعاني جراء الحرب الاقتصادية التي بدأتها مع العملاق الصيني، هذا الامر قد يعيد تقديرات نسب النمو العالمي لتحقق تراجعا خلال النصف الثاني من العام الحالي.
في ظل ترجيح تفاقم الصراع بين الطرفين ليصبح أكثر تعقيدا واستعصاء على الحل، فان الاجراءات الصينية ستكون بالمثل ولن يكون الرد الصيني اقل حدة مما بدأته الولايات المتحدة التي سيرتفع حتما في اسواقها اسعار المنتجات الصينية المطلوبة اساسا في السوق الامريكية وتلقى قبولا من المستهلك هناك خاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا.
وصل الحد في سياسة الادارة الامريكية الحالية الى فرض شروط من الصعب على دولة كالصين بنظامها الحالي قبولها، فان غايات هذه الادارة استغلال التقدم الاقتصادي الملحوظ في الصين وطلبها دخول الشركات الامريكية الى هناك دون قيود، بالاضافة الى شائكة الموضوع المتعلق بالتكنولوجيا، وهنا تكمن العقدة لدى الولايات المتحدة في ظل التقدم الباهر الذي تحققه شركات صينية في هذا المجال، وغزوها للاسواق حول العالم، لدرجة ان بعضها قد يحتل المرتبة الاولى عالميا في مجالات تكنولوجية متعددة، وهذا بالطبع يخالف عقيدة الرئيس الامريكي الحالي.
إن المرحلة المقبلة من التنافس بين الصين والولايات المتحدة ستخاض في قطاع التكنولوجيا، ذلك ان الطرفين سيحاولان تثبيت موقفهما على أنهما القوة الرائدة في هذا المجال، خاصة وان كلا الدولتين تُقران بان ازدهارهما وثراءهما وأمنهما الاقتصادي والعسكري سيكون كله مرتبطا بالاحتفاظ على الغلبة التكنولوجية، وان المعركة التكنولوجية بين الدولتين بدأت فعليا وفي قلبها العملاق الصيني «شركة هواوي العالمية»، وما تعرضت له من اجراءات ذات صبغة قاسية خلال الاشهر الماضية.
من جانب اخر، فان هذا الخلاف عميق الهوة قد يؤثرعلى الطاقة الانتاجية التي قد تتحول الى دول ككندا ودول في امريكيا اللاتينية وبعض دول شرق اسيا، وبالتالي سيكون الاقتصادان العملاقان هما الخاسران، ومن المرجح ان يكون الاقتصاد الامريكي اكثر خسارة من الاخر.