أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Sep-2017

البطالة *إسماعيل الشريف

 الدستور-في أحضان البطالة تولد آلاف الرذائل – محمد الغزالي

 
فتحت المدارس أبوابها، حيث تشاهد الأطفال وهم يمرحون ويقفزون في طريقهم إلى مدارسهم، يدخلون البهجة والفرح والأمل إلى القلوب، سيكبرون ويتخرجون، وستتحول هذه العيون المشعة إلى عيون تسكنها المرارة والإحباط وستقف ساكنا عاجزا وأنت ترى ابنك الشاب أو ابنتك وقد أكلته أو أكلتها الهموم، وهما يفتتحان مرحلة جديدة من حياتهما، لأنهما لم يجدا وظيفة بعد.
سيبذل ابنك كلٌ جهده وستتعب قدماه وهو يبحث عن وظيفة، سيقابل وسيُعتذر له بلاطفة أو بفجاجة، سيشعر بمزيج من الغضب والإحباط وخيبة الأمل والشفقة على الذات وأحيانا كرهها، سيخجل وهو يكذب بعد أن رفض عشرات الوظائف لأنها لا تناسب إمكانياته.
الجلوس في المنزل أمر مخيف والبحث المستمر المضني عن أية وظيفة هو أمر مليء بالجراح، وكم هو مزعج أن تسمع السؤال اليومي من الجميع «اشتغلت ولا لسا؟»، أشعرُ معك بالضغط النفسي والضغط المالي سواء عليك وأنت تأخذ مصروفك من والدك، أو من أهلك الذين انتظروا سنوات وسنوات لتحمل معهم جزءا من أعباء الحياة.
الذنب ليس ذنبك، فلست وحدك في هذا الكفاح المضني، فهنالك أيضا %14 من القوى العاملة الأردنية ترزخ تحت وطأة البطالة، وهنالك 84 ألف خريج جديد تتنافس معهم على خمسة أو ستة آلاف وظيفة حكومية وخمسة عشر ألف وظيفة في القطاع الخاص، أي أنك على الأرجح ستنضم لستين ألف خريج بلا وظيفة، لن تتنافس فقط مع أبناء وطنك فهنالك مليون وأربعمائة ألف وافد يجتهدون في سوق العمل، وأشقاء سوريون هربوا من حجيم بلدهم أعطوا تصاريح عمل.
ستحاول البحث عن حلم في الخارج، ولكن الأوضاع صعبة أيضا في كل مكان، في الخليج العربي تبدلت الأحوال وبعض أصدقائك فقدوا وظائفهم هناك، ثم ستفكر بأوروبا التي سدت أبوابها أمام سيل من اللاجئين.
أخيرا ستلعن كل شيء، وتلقي باللوم على حكومتك!
ولكن في حقيقة الأمر، فالحكومات تبذل جهودا كبيرة في مكافحة البطالة، فرئيس الوزراء أعلن عن مشروع وطني كبير للتشغيل، يتضمن سلسلة من الإجراءات المهمة لزيادة تشغيل الأردنيين من خلال التدريب وتوفير الدعم المادي للمتدربين وتقديم حوافز للمستثمرين عند تشغيل الأردنيين والإحلال التدريجي للعمالة المحلية محل الوافدة.
ولكن بعد أن اطلعنا على تقرير البنك الدولي الأخير الذي تحدث عن مسألتين بالغتين في الخطورة والأهمية وهما أن ثلث السكان معرضون للانضمام إلى جيوش الفقراء، وأن هنالك تدهورا في الثقة بين الشباب والحكومة بسبب عدم توفر فرص العمل، فوجب على الحكومة أخذ سياسات أكثر شراسة وحزما في مكافحة البطالة، كأن تطلق مشروعا وطنيا كبيرا تحت اسم وثيقة التأمين ضد البطالة، يعطي أي عاطل عن العمل الحق في حد أدنى من الأجر ما دام لا يعمل، يمول من الضرائب على الشركات وميزانية مقابلة من الحكومة.
مثل هذه المشاريع يراها الخبراء خلافية، والذين ضدها يرون أنها تؤدي إلى الاتكالية، ولكن برأيي أنها مفيدة في الظروف الاقتصادية الصعبة، فهي توفر من المصادر المخصصة للبطالة المقنعة لتعود بها على المزيد من العاطلين عن العمل، وتخفف من الازدحام غير المنتج في الشوارع، وقد تلجأ الحكومة إلى تخفيض ساعات العمل وزيادة الإجازة السنوية، ما سيؤدي إلى استيعاب قوى عاملة إضافية، أو إعطاء حوافز للشركات التي توظف صغار السن.
لست خبيرا في هذا الأمر ولكن الذي أعرفه أن البطالة بين الشباب هي أمر جل خطير، ستكون دائما عقبة كبيرة في حربنا على الإرهاب ولها انعكاسات سلبية على الأمان الاجتماعي والأمني في بلدنا.