أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Oct-2020

ماكرون وحرية المعتقد* زيان زوانه
عمان اكسشينج -
لم يكن الرئيس الفرنسي ماكرون حكيما في تناوله لحادث قطع رأس الأستاذ الفرنسي البشع ، وكان يجدر به وبمستشاريه أن يقارنوا بين موقف العالم وزعمائه عندما حضروا لباريس بعد أحد الحوادث الإرهابية  ليتكاتفوا مع الشعب الفرنسي وبين إدانتهم لمعالجته الأخيرة ، وتعديه على حرية المعتقد ، التي تحترمها شعوب الأرض وتحج إلى رموزها بقداسة وتزورها بإجلال في القدس وبيت لحم والقاهرة ودمشق وكربلاء والنجف وروما وبرشلونة ولندن وموسكو وباريس والهند والصين ، والقائمة تطول .
 
لم يتصرف ماكرون كزعيم للفرنسيين ، بل كسياسي ينقل معركته الداخلية مع حركة السترات الصفراء والفرنسيين المضربين والمعارضين لمشاريعه لتعديل قوانين الضمان الإجتماعي وسوق العمل والمنظومة الضريبية ، وتحميله فقرائهم مزيدا من الأعباء ، ما دفعهم ليطلقوا عليه " رئيس الأغنياء الفرنسيين " ، محركا معركته إلى آفاق خارجية .
 
أما نظريته حول الإسلام السياسي والإرهاب ، فقد نسي الرئيس الفرنسي أن الغرب الرأسمالي من أوجد توظيف الإسلام في حربه ضد الإتحاد السوفييتي الشيوعي الكافر في العالم من حلف بغداد إلى أفغانستان ، كما يوظف اليوم المسيحية والإسلام في حربه ضد الصين الشيوعية . ونسي ماكرون دروس التاريخ القديم عندما تحالفت الكنيسة مع الحكام لأغراض سياسية مصلحية أنشأت نظام حكم جمعهما ، لدرجة إصدار " شهادات الغفران " ، ونسي تضحيات الشعوب الأوروبية لتصل إلى فصل الكنيسة عن السياسة.  
 
لفرنسا استثمارات وازنة في الأردن تخدم مصالح الشعبين ، عندما تخلق وظائف للإردنيين والفرنسيين ، وقد فتح الأردن الرسمي والقطاع الخاص الأردني بوابة الإقتصاد الأردني أمام هذه الإستثمارات بشراكة ما زالت قائمة حتى الآن .
 
نتذكر في عيد المولد النبوي الشريف اليوم الآيات الكريمة " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " ، وقوله تعالى " وجزاء سيئة سيئة مثلها ، فمن عفا وأصلح فأجره على الله ، إنه لا يحب الظالمين " صدق الله العظيم ، مراهنين على حكماء الإتحاد الأوروبي لوقف تدحرج كرة الثلج التي أوجدها ماكرون.