وسط تحول كبير نحو مزيد بالاتصال بالإنترنت، ودخول التقنيات الحديثة في كل القطاعات ومجالات حياتنا اليومية: في الصناعة، التعليم، النقل ، الصحة، الترفيه وغيرها الكثير من المجالات، يزيد اهتمام الناس وصناع القرار والشركات العالمية بتطبيق مفهوم ” انترنت الاشياء” كواحد من المفاهيم الرئيسية لعملية التحول الرقمي. 

وتوقعت دراسة عالمية حديثة يسجّل الانفاق العالمي على تطبيقات ” انترنت الاشياء” حوالي 745 مليار دولار في العام الحالي 2019. 

وقدرت الدراسة – التي نشرتها قبل أيام مؤسسة ” اي دي سي” البحثية العالمية – زيادة حجم الانفاق على ” انترنت الاشياء” بنسبة قدرها 15.4 % وذلك لدى المقارنة بحجم الانفاق عليها في العام الماضي 2018 والذي بلغ وقتها 646 مليار دولار. 

وتوقعت الدراسة ان يحافظ الانفاق على ” انترنت الاشياء” على معدل نمو سنوي مكون من خانتين خلال فترة التوقعات 2017-2022 ليصل الى حاجز التريليون دولار في العام 2022.

وأكدت الدراسة توسع استخدامات ” إنترنت الاشياء” في كل القطاعات الاقتصادية ومن قبل جميع المؤسسات في الحكومة والقطاع الخاص وفي استخدامات الافراد والمستهلكين، فاليوم أصبح المنزل الذكي وتشغيل وسائل الطاقة والتبريد والتكييف ووسائل الترفيه والتلفزيون من خلال تطبيقات واجهزة مرتبطة بالهاتف الذكي، كذلك هناك الكثير الكثير من التطبيقات في النقل والمدن الذكية والزراعة والصناعة والصحة. وأشارت الدراسة إلى أن مفاهيم إنترنت الاشياء اصبحت تسهل حياة الناس وتساعد اصحاب القرارات في كل القطاعات على اتخاذ القرارات المثلى في ظل توافر كم هائل من البيانات. 

ومفهوم “إنترنت الأشياء” يمكن تعريفه على انه “قدرة الأدوات والأجهزة المختلفة من الاتصال بالإنترنت وربطها ببعضها ما يسمح بتبادل المعلومات بينهم عن طريق الارسال والاستقبال”، ولكن المصطلح في الفترة الأخيرة توسع ليشمل كافة المجالات فهذا اصبح يشمل ما يسمى بالاجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، والملابس الذكية، ومفاهيم المدن الذكية والمنازل الذكية والبنايات الذكية، والاجهزة التي تزودنا بمعلومات طبية وصحية، وما يتعلق بتوفير نظم نقل ذكية وغيرها الكثير، والاجهزة التي تسمح لنا بالتحكم في انظمة الانارة والتكييف والتبريد، والتحكم وادارة الاعمال عن بعد، والتحكم والاستفادة من انظمة النقل الذكية وغيرها من المفاهيم.

وباختصار يمكن القول بأن “إنترنت الاشياء” مفهوم يشمل أي شيء يمكن ان تلتصق به وحدة معالجة وخاصية اتصال بالإنترنت، فمن خلال ادوات وخدمات إنترنت الاشياء نستطيع التحكم بانظمة الانارة والتكييف والنقل والري والزراعة عبر وحدات المعالجة التي نربطها بالاشياء التي ستزودنا بالمعلومات التي تساعدنا على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب.

ويمكن تعريف انترنت الاشياء باختصار على انها عملية “أتمتة كل الاشياء و توصيلها بالانترنت لتقوم بوظيفة محددة”.

الى ذلك قالت دراسة “اي دي سي” بان الاستخدام الاستهلاكي لإنترنت الاشياء سيتركز في مفاهيم المنزل الذكي، والعافية الشخصية (الصحة)، وترفيه السيارة المتصل. 

واظهرت دراسة ”اي دي سي” ان الولايات المتحدة والصين القائد العالمي لإنفاق إنترنت الأشياء في عام 2019 بقيمة 194 مليار دولار و 182 مليار دولار على التوالي. وستتبعها اليابان (65.4 مليار دولار) ، وألمانيا (35.5 مليار دولار) ، وكوريا (25.7 مليار دولار) ، وفرنسا (25.6 مليار دولار) ، والمملكة المتحدة (25.5 مليار دولار). وتوجد جميع البلدان التي ستشهد أسرع نمو لإنترنت الأشياء خلال فترة التنبؤ في أميركا اللاتينية: المكسيك (معدل النمو السنوي المركب بنسبة 28.3 %) ، وكولومبيا (24.9٪ CAGR) ، وشيلي (معدل النمو السنوي المركب 23.3 %).