أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    31-May-2018

تراجع حاد لثقة جيل الألفية في الشركات

 «الحياة» 

 
يتطلع جيل الألفية والجيل «ز» الذي يليه، وبعد التغييرات الجيوسياسية والاجتماعية المهمة التي شهدها العام الماضي، إلى التغيير الإيجابي التي تعمد الشركات على إحداثه في العالم على الأصعدة كافة، خصوصاً المسائل الاجتماعية التي بدأ بعض القادة بمعالجتها.
 
 
وأشار الاستطلاع السنوي السابع حول الألفية الذي أصدرته شركة «ديلويت»، إلى «عدم ارتياح جيل الألفية عموماً بدوافع الشركات». وشمل الاستطلاع 10455 فرداً من جيل الألفية في 36 دولة، إضافة إلى ما أظهرته آراء نحو 1850 فرداً من الجيل «ز» دخلوا سوق العمل أخيراً في 6 دول شملها الاستطلاع.
 
وأشار إلى «انخفاض ثقة جيل الألفية بتأثير الشركات الإيجابي في المجتمع، خلافاً لاستطلاعي «ديلويت» السابقين، إذ أفاد 48 في المئة من أبناء جيل الألفية، بأن الشركات تلعب دوراً مهماً في تحسين المجتمع، في مقابل 65 في المئة عام 2017، كما أفاد 47 في المئة منهم بأن قادتها ملتزمون بتحسين المجتمع، مقابل 62 في المئة العام الماضي».
 
وأظهرت السنوات الست الماضية تناغماً كبيراً بين جيل الألفية والجيل «ز» من جهة، ودور الشركات في تحسين المجتمع من جهة أخرى، إذ يعتقد كل من الجيلين أن نجاح الشركات لا يقاس فقط بأدائها المالي، بل يتعدى ذلك إلى الجهود التي توظفها الشركات لخلق فرص العمل، والابتكار، وتعزيز حياة الموظفين ومسيرتهم الوظيفية، وإحداث تأثير إيجابي في المجتمع والبيئة. ولدى سؤالهم عن أولويات شركاتهم الحالية، أشاروا إلى زيادة الأرباح، وتفعيل الكفاءة، وإنتاج أو بيع السلع والخدمات، وهي 3 مسائل يجب أن تحظى بأقل نسبة اهتمام ممكن.
 
وقال الرئيس التنفيذي في «ديلويت الشرق الأوسط» عمر الفاهوم: «تشير نتائج الاستطلاع إلى أن التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والجيوسياسية السريعة التي سُجلت العام الماضي، أثّرت في نظرة جيل الألفية والجيل (ز) بالشركات، ما يشكل جرس إنذار لقادة الشركات في كل مكان، إذ يشعر هذان الجيلان بأن قادة الشركات في الشرق الأوسط وعالمياً ربما ركزوا على أهمية تحقيق أجنداتهم من دون إيلاء المجتمع أولوية كافية أو مساهمة ذات قيمة». وأضاف: «تظهر هذه الدراسة أن الشركات تحتاج إلى تحديد المسائل التي من شأنها أن تؤثر إيجاباً في المجتمعات، وأن تركز على مسائل التنوع وتعزيز شعور الانتماء لدى الموظفين والمرونة في أماكن العمل ودعم المجتمع، إذا كانت ترغب في كسب ثقة موظفيها من الجيلين وولائهم».
 
وسجل خلال العام الحالي انخفاض ثقة جيل الألفية بالشركات وبالقادة السياسيين في شكل ملحوظ. وأظهر استطلاع حول تأثير مجموعات معينة إيجاباً أو سلباً في المجتمع، بمن فيها قادة المنظمات غير الحكومية والمنظمات غير الربحية وقادة الشركات والقادة الدينيون والسياسيون، أن 19 في المئة منهم فقط يعتقد أن للسياسيين تأثيراً إيجابياً في المجتمع. ويعتقد 44 في المئة من جيل الألفية أن الشركات قادرة على إحداث تغيير إيجابي فعليّ في المجتمع، كذلك أفاد 75 في المئة من جيل الألفية بأن الشركات المتعددة الجنسية تتمتع بالقدرة على التصدي للتحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي تواجه المجتمع. وكل هذه النتائج تشير إلى ضرورة التزام الشركات بتحسين المجتمع وخلق فرص عمل وزيادة الأرباح في آن واحد.
 
وتراجعت مستويات الولاء مقارنة بالعامين الماضيين، إذ توقع 43 في المئة من جيل الألفية ترك وظائفهم خلال عامين، بينما توقع 28 في المئة منهم فقط البقاء أكثر من 5 أعوام. وتمثل هاتان النسبتان 15 نقطة، أي بزيادة 7 نقاط مئوية مقارنة بالعام السابق. وتوقع جزء من جيل الألفية ترك وظائفهم الحالية طواعية خلال العامين المقبلين، كما اعتبر 62 في المئة منهم أن الاقتصاد غير المنتظم وغير المرتبط بعقد تقليدي أو ما يعرف بـ «اقتصاد العربة» بديل عملي للعمل بدوام كامل، ناهيك بانخفاض ولاء الموظفين الناشئين من الجيل «ز»، إذ صرّح 61 في المئة منهم باستعدادهم لترك وظائفهم الحالية خلال عامين إذا ما تسنى لهم ذلك.
 
ويدرك جيل الألفية والجيل «ز» التحول الجذري الذي تشهده سوق العمل مع الثورة الصناعية الرابعة، وهي الاتجاه الحالي للأتمتة وتبادل البيانات في تقنيات التصنيع بما في ذلك الأنظمة الإلكترونية الفيزيائية، وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية، والتي ستمكن أبناء هذا الجيل من التحرر من النشاطات الروتينية والتركيز على عمل أكثر إبداعاً. ومع ذلك، فإن كثراً منهم لا يشعرون بالارتياح إزاء الثورة الصناعية الرابعة، إذ أشار استطلاع «ديلويت» إلى أن 17 في المئة من المستطلعين من جيل الألفية و32 في المئة من الذين يعملون في شركات تستخدم تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على نطاق واسع، يخشون استبدال بعض وظائفهم أو كلها في إطار الثورة الصناعية الرابعة. ولفت إلى أن «4 من 10 أفراد من جيل الألفية، و3 من 10 من العاملين من جيل ز، يشعرون بأن لديهم المهارات الضرورية للنجاح، ويتوقعون مساهمة الشركات التي يعملون فيها لإعدادهم لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة والنجاح في هذا العصر الجديد».
 
وقالت الشريكة المسؤولة عن إدارة المواهب والتواصل في «ديلويت الشرق الأوسط» رنا غندور سلهب: «تظهر مستويات الولاء المتقلبة فرصة فريدة للشركات لمضاعفة قدرتها في جذب المواهب واستبقائها، وعلى الشركات الاستماع إلى آراء جيل الألفية، وإعادة تصور النهج المتبع في إدارة المواهب في إطار الثورة الصناعية الرابعة، وتسليط الضوء من جديد على التعلم والتطوير لمساعدة الجميع على الارتقاء بحياتهم المهنية طوال حياتهم».