أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Jun-2018

تزايد نشاط البحث عن الذهب في نيجيريا لتنويع العائدات

 أ ف ب: يعرف سكان ولاية اوسون في جنوب غرب نيجيريا ان منجما متراميا للذهب يقبع تحت اشجار الكاكاو وجبال الخيزران في الغابة الإستوائية، ويعربون عن الأمل في الاستثمار في مناجم الذهب وليس فقط في حقول النفط.

كما ان الحكومة تسعى اليوم إلى أعادة تنشيط قطاع التعدين المتراجع وتنويع عائداتها التي تعاني منذ انهيار اسعار النفط في منتصف عام 2014.
وتراهن بعض الشركات على هذا القطاع، أملا في تكرار التجربة الناجحة لبلدان مجاورة مثل غانا والسنغال وسيراليون.
وفي صباح يوم رطب، يرافق سيغون لاوسون، المدير العام لشركة «ثور اكسبلورايشن» زائريه إلى موقع المنجم الذي اشترته شركته.
زقال لاوسون خلال السير على طريق من التراب الأحمر وتجتاحه الحشرات الطائرة «لا احد يعرف التعدين في نيجيريا».
وقد حفرت الحكومة المنجم إبان الثمانينيات، «لكن النفط كان غزيرا إلى درجة حملتهم بكل بساطة على التخلي عنه»، كما أضاف لدى توقفه عند حافة خندق يبلغ عمقه 20 مترا.
وتابع الخبير الجيولوجي القول أمام وسيط بريطاني أعجب كما يبدو بالرقم، ان «الذهب يظهر على عمق 210 امتار».
ويأمل لاوسون في ان يبدأ الانتاج على نطاق واسع في اول منجم بهذا الحجم في نيجيريا مطلع 2020. وقال «انه في متناول اليد. نحن موجودون في إقليم صغير يحتوي على ذهب لم يبحث عنه أحد بواسطة التكنولوجيا الحديثة».
والبحث عن الذهب قصة قديمة في غرب أفريقيا. فالمنطقة التي كانت آنذاك ضمن مملكتي اسانتي ومالي شكلت مصدرا مهما في القرون الوسطى للسبائك المتجهة إلى البحر المتوسط والعالم الاسلامي.
وقد طغت تجارة الرق على هذه التجارة إلى ان أعيد إحياؤها في نهاية القرن التاسع عشر، عندما أدخل الأوروبيون تقنيات صناعية جديدة للتعدين.
وشهدت سنوات الألفين طفرة أخرى، إذ ساعد التقدم التقني في اكتشاف مواقع جديدة وجعل التعدين اكثر انتاجية.
لكن هذه التكنولوجيات الجديدة احتاجت إلى وقت حتى تصل إلى نيجيريا.
وعلى الطريق المؤدية إلى المنجم، تستضيف مدينة إيليسا سوقا صغيرة يبيع فيها عمال المناجم الحرفيون قطعا من الذهب المستخرج من التراب بعد جهود حثيثة.
وقال أدييي باميديلي أدينيجي، الزعيم التقليدي لدى استقباله مسؤولي «ثور اكسبلوريشن» في منزله في إليسا، «دائما ما توافر لدينا الذهب، لكن لم تتوافر لدينا الموارد لاستثماره .»وأضاف «رأيي واضح جدا، يجب الانصراف إلى العمل. نعتمد عليكم حتى نستفيد منه».
وفي نيجيريا كما في كل أنحاء غرب إفريقيا، يعمل عشرات آلاف الأشخاص، وسط ظروف بالغة الخطورة، في مناجم مفتوحة، بحثا عن الذهب والقصدير والياقوت الازرق.
وقالت كاساندرا مارك-تيسين، الباحثة في جامعة بال السويسرية، ان «عددهم وضعف القوانين التي ترعى أشطتهم تشكل إنذارا لعدد كبير من دعاة حماية البيئة في المنطقة». وأضافت ان «استخدام عمالة الأطفال والوفيات العرضية للقاصرين وتهريب المعادن هي مشاكل أيضا».
وقد شيدت نيجيريا صناعة نفطية وغازية متطورة جدا على حساب الصناعات الأخرى. ويعتمد اكبر اقتصاد في أفريقيا على النفط بنسبة 70% من إيراداته العامة، رغم الموارد المهمة للحديد والذهب والمعادن الأخرى.
منذ وصولها إلى الحكم عام 2015، تحاول حكومة الرئيس محمد بخاري تجاوز هذه التبعية للمحروقات.
وفي العام الماضي، وافق «البنك الدولي» على اعتماد قيمته 150 مليون دولار لدعم نمو قطاع المناجم في نيجيريا الذي يشكل في الوقت الراهن اقل من 1% من إجمالي الناتج المحلي.
ويواجه القطاع المنجمي في نيجيريا مشاكل كبيرة، خصوصا نقص البُنى التحتية الاساسية لنقل المواد الخام، وعدم كفاية المعطيات الجيولوجية.
وقال غابرييل اولوميد اوديديران، المسؤول عن الاستثمارات لدى «أسيت اند ريسورس مانجمنت كومبني» في لاغوس «يجب ان تكون جشعا على المدى البعيد من اجل النجاح في نيجيريا». واضاف ان «محاولة جني المال سريعا لا تجدي نفعا هنا».
ويرى سيغون لاوسون، الذي طمع بالمنجم طوال سنوات قبل ان يشتريه، نفسه رائدا في «الاندفاعة الجديدة» نحو الذهب. لكنه سينشر الدراسة حول الجدوى النهائية قبل ان يبدأ الأعمال في المنجم.
واكد الخبير الجيولوجي بحماسة ان «تطوير المنجم مسألة تتخطى الواقعية إلى حد ما. لم نتخيل انها ستصل إلى هذا الحد».