أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Apr-2015

عدن اليمن .. يمني أنا يا وجع اليماني !؟
الراي - محمد رفيع
(أنا اليمنيُّ يا وَجعَ اليماني # و جُرحُ الأرضِ تحمله اليدانِ
طلبنا السلمَ والطاغوتُ يأبى # غرمنا العيشَ في كنفِ الأماني
صبرنا صبرَ مَن عشقَ البلادَ # و قلنا النصر أو خلد الجنانِ)
الشاعر التونسي؛ مازن الشريف
مرفأ عدن؛ هو واحد من أهم مرافىء البحر الأحمر المؤثّرة على البحر الأبيض المتوسط ومرافئه، تعتبر عدن هي موطن ومقام للسفن، وكلمة عدن تعني أقام بالمكان، ويقال (عدن البلد) أي توطّن البلد.
عدن؛ هي مدينة يمنية تقع على ساحل خليج عدن و بحر العرب في جنوب البلاد، وهي العاصمة الاقتصادية لليمن، شهدت عدن أحداثاً تاريخية هامة، وعرفت بأنها عين اليمن،  تبعد عدن عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 363 كيلو متراً، ويمثل سكان محافظة عدن ما نسبته 3% من إجمالي سكان اليمن تقريباً، وتعتبر أهم منفذ طبيعي على بحر العرب والمحيط الهندي فضلاً عن تحكمها بطريق البحر الأحمر.
 تتكون عدن من عدة مناطق هي؛ كريتر، المعلّا، التواهي، خور مكسر، الشيخ عثمان، المنصورة، دار سعد، البريقة. وتكتسب المدينة أهميتها السياحيّة من شواطئها الدافئة ومنتجعاتها الجميلة.
وورد ذكرها في (سفر حزقيال) في العهد القديم كأحد المدن ذات العلاقة التجارية مع صور اللبنانية، كون عدن كانت أحد المحطات المهمة لتجارة التوابل الذي كان منتعشا لمدة ألفية كاملة.
كانت المدينة في بدايتها شبه جزيرة صغيرة بلا موارد طبيعية تذكر ولكن موقعها بين مصر والهند جعلها ذا شأن مهم في طريق التجارة العالمية القديم. حيث كانت المدينة موطن مملكة أوسان القديمة من القرن الثامن للسابع ق.م.
 في بدايات القرن السابع ق.م، شن كربئيل وتر الأول ملك مملكة سبأ حملة على أوسان، قُتل خلالها وفق النصوص السبئية ستة عشر ألف قتيل، وتم استعباد أربعين ألف نسمة وتقديم ملوك أوسان قرابين للإله إيل مقه وفقا للكتابة التي كربئيل وتر الأول تركها في صرواح مخلداً فيها انتصاره.
وفي النصف الثاني من القرن الأول ق.م، عزم الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر السيطرة على (العربية السعيدة) وبلوغ المحيط الهندي. وأُرسل حاكم مصر الروماني أيليوس غالوس عام 25 ق.م ،وانتهت الحملة بنتائج كارثية، وفناء الجيش الروماني أمام أسوار مأرب.
في عام 275 للميلاد أسقط الحِميَّريون مملكة سبأ ، وسيطروا على عدن. حيث ترجّح دراسات أثرية حديثة غير مكتملة، أنّ الحِميَّريين  هُم مَن شيّدوا صهاريج المياه الضخمة المعروفة حالياً بـ(صهاريج عدن)، والتي تخزّن قرابة 13,638,2757 لتر من الماء.
فيما بعد سقطت مملكة حمير في الربع الأول من القرن السادس قبل الميلاد، وذكر يوسف ذو نواس باب المندب في إحدى كتاباته، فقد كانت قوات مملكة أكسوم تدخل اليمن من خلاله، أرسل الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول أسطولاً لقتال اليهود الحِميَّريين ودعم مملكة أكسوم ومسيحيي نجران، دخل الأسطول عن طريق عدن. وتشير المصادر البيزنطية أن الإمبراطورية الساسانية سيطرت على المدينة عام 671 للميلاد.
و مع دخول الإسلام إلى اليمن في القرن السابع الميلادي، كانت عدن قد شهدت فترة ركود استمرت حتى القرن التاسع الميلادي. حيث كانت عدن في سنين الإسلام الأولى تتبع مخلاف الجند (تعز).
وسيطرت على عدن دولة بني زياد في 819م والصليحيون، وعقب سقوط الدولة الصليحية استقلّ بنو زريع بعدن لحوالي 40 عاماً، تمكنت القبائل الزيدية من هزيمة الأيوبيين عام 1226، إلا أن عمر بن رسول مؤسس الدولة الرسولية تمكّن من صدهم، فأحكم سيطرته على عدن، واستعادت المدينة مكانتها خلال أيام الرسوليين فحفروا الآبار وبنوا المدارس وانتعشت عدن تجارياً، وسنّوا عددا من القوانين والأنظمة لتقنين التجارة في المدينة.
و تمكّن بنو طاهر من السيطرة على عدن بعد بني رسول ويصفها الرحالة الإيطالي لودوفيكو دي فيرثاما بأنها من أقوى المدن المشاهدة على مستوى الأرض خلال أيام الطاهريين. وتمكن الملك الظافر عامر بن عبدالوهاب من صد البرتغاليين عن عدن. ومن ثم سقطت الدولة الطاهرية وبقيت سيطرتهم على عدن. وبعد ذلك سيطرت الإمبراطورية العثمانية على المدينة عام 1538م.
كان هدف الأتراك منصبّاً على منع البرتغاليين من السيطرة على عدن، فشهدت المدينة أياما عصيبة بالإضافة لحقيقة أنّ ميناء (المخا) اكتسب أهمية أكبر على حساب عدن خلال القرن السادس عشر. فانخفض تعداد المدينة وتحولت إلى قرية صغيرة بتعداد لا يتجاوز 600 نسمة. بينما كان تعدادها يقارب الثمانين ألف نسمة أيام الدولة الرسولية.
ثم احتلّت بريطانيا مدينة عدن في كانون الثاني 1839، وانتعشت عدن من جديد بعد ثلاثمائة سنة من الركود، واستوطنها تجاّر يهود وفرس وهنود واعتمد الإنجليز على تقسيم صارم بين المدينة والريف.
وخلال أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، أصبحت عدن أحد أكثر موانئ العالم نشاطاً، بل كانت الثانية في الترتيب بعد نيويورك. وبقيام ثورة 14 أكتوبر عام 1963، أعلنت بريطانيا أنها ستخرج من عدن عام 1968، ما فجّر أعمال العنف بين فصائل ما سمي بالـ(مقاومة) لاحتكار تقرير المصير عقب خروج الإنجليز.
وكان للجبهة القومية للتحرير، بقيادة قحطان الشعبي، اليد العليا قبل خروج الإنجليز من عدن عام 1967، وبعد خروج الإنجليز قامت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية برئاسة قحطان الشعبي، واتّخذت عدن عاصمة للدولة.
ثم قامت حركة تصحيحية في اليمن الجنوبي، وقامت باعتقال الرئيس قحطان الشعبي، وأدخلت العامل الأيديولوجي الماركسي في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وغيّرت اسمها إلى (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، وبدأوا بتأميم قطاعات واسعة من الاقتصاد.
وبحلول عام 1974، وضع القادة الشباب الجدد أول خطة خمسية لجميع المحافظات الجنوبية. حيث كان ميناء عدن مصدر الدخل القومي الأكبر لجمهورية اليمن الجنوبي.
وفي كانون ثاني  1986، تمزّقت عدن، بسبب تناحر فصيلين في الحزب الاشتراكي اليمني، التي أدت لاندلاع الحرب الأهلية في 1986. وقصفت مدينة عدن خلال الحرب من البرّ والجو.
في 1990، قامت الوحدة اليمنية، وأعتبر علي سالم البيض نائبا لعلي عبد الله صالح. وبعد أربع سنوات، قامت حرب صيف 1994 واستعادت القوات الحكومية السيطرة على المدينة، أعقب ذلك عمليات نهب منظّمة.
ظلّت عدن في حالة ركود سياسي لمدّة 25 عاماً، حتى لجوء الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي إليها، ومباشرة أعماله منها.
هناك العديد من المعالم العمرانية في مدينة عدن، منها؛  ساعة (بيغ بن) عدن؛ وتقع في التواهي. قلعة صيرة؛ الموقع؛ على جزيرة صيرة. صهاريج عدن؛ الموقع: كريتر. منارة عدن؛ الموقع: كريتر. خرطوم الفيل؛ الموقع: الساحل الذهبي، التواهي. مسجد أبان؛ الموقع: كريتر. المتحف الوطني للآثار، يقع في مدينة كريتر، ويطل على البحر المواجه لقلعة صيرة. المتحف الحربي؛ يقع في شارع المتحف بمدينة كريتر.