أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2022

العدينات : قرار «المركزي» برفع أسعار الفائدة ضروري

 الدستور

 أكد مدير عام جريدة الدستور والخبير الاقتصادي أيمن عدينات أن قرار البنك المركزي الاردني برفع الفائدة مؤخرا بعد أن رفع الفدرالي الأمريكي الفائدة كان ضروريا للمحافظة على وضع الدينار (المرتبط بالدولار) كوعاء ادخاري جاذب أمام الجميع.
 
وأشار خلال حديثه صباح أمس لقناة رؤيا الى أن معظم التضخم في الاردن مستورد من الخارج، وأن الحل يكمن في زيادة الانتاج والعمل على منظومة للنهوض بالاقتصاد، مؤكدا بأن لدينا فرصا كبيرة للاعتماد على الذات وخصوصا في قطاعي السياحة والزراعة.. وفي ما يلي نص الحوار:
 
== قناة رؤيا: بات من حكم المؤكد أن يقرر البنك المركزي الأردني رفع الفائدة من جديد بعد تأكيدات على رفعها من قبل البنك الفدرالي الأمريكي في شهر أيلول المقبل، والتوقعات التي يرجحها الخبراء أن يكون الرفع من 50 إلى 75 نقطة أساس للمحافظة على الدينار وأيضاً خفض نسبة التضخم التي وصلت في الاردن بنهاية تموز الماضي إلى 5.34، فهل رفع الفائدة سيخفض التضخم ؟، وهل يمكن أن نتعايش مع معدل تضخم عال؟. نتحدث عن رفع متوقع أو شبه أكيد للفائدة، فكم تتوقع أن تكون النسبة؟ وهل تضم صوتك إلى صوت الخبراء بأن تكون من 50 إلى 70 أو 75 نقطة أساس؟.
 
** العدينات: مسلسل الرفع المستمر لأسعار الفائدة من قبل الولايات المتحده يشير إلى الأزمة الحقيقية التي تعاني منها الاقتصادات العالمية والاقتصاد الامريكي، فرفع سعر الفائدة الذي كان في شهر تموز الماضي بواقع 75 نقطة أساس جاء وسط تباين في اداء المؤشرات الاقتصادية في الولايات المتحدة الأميركية، فنحن نتحدث عن مؤشرات بعضها إيجابي فيما يتعلق بحدة التراجع في النمو الاقتصادي خلال الربع الأول من -1.6 إلى -0.9، وبنفس الوقت كنا نتحدث عن تراجع في نسبة التضخم من 9.1 إلى 8.5، وأيضاً نتحدث عن ثبات في سوق العمل لكن لا يزال الخوف من الركود يتصاعد.
 
وضمن هذه البيانات، الآن رفع سعر الفائدة في تقدير الخبراء الذي سيكون في أيلول، سيتراوح ما بين 50 إلى 75 نقطة أساس. وهذا يكون في ظل عمل جاد وحقيقي في مكافحة التضخم وبالتالي الحد من كبح جماحه.
 
== قناة رؤيا: اليوم نتحدث عن رفع فائدة شبه أكيد، ولكن فعلياً رفعنا الفائدة مرتين أو ثلاث خلال الفترة الماضية، هل كان هنالك فائدة، أم فقط رفعنا الفائدة على القروض، ولم تعد الناس تحصل على قروض؟، قمنا بعمل إجراءات، ولكن هل تم كبح جماح التضخم، هل فعلياً استفاد الأردن من رفع الفائدة أم إجبارياً يجب ان نقوم برفع الفائدة لأن البنك الفدرالي الأمريكي رفعها؟.
 
** العدينات: رفع اسعار الفائدة كان أمرا ضروريا لا بد منه، وهذا أمر حتمي حتى نواكب رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، ونحافظ على وضع الدينار كوعاء ادخاري جاذب أمام الجميع. الآن هذا ضرورة وحتمية وأولوية لدى البنك المركزي. هذه السياسة نجحت لغاية الآن في الحفاظ على قوة الدينار الأردني كوعاء ادخاري.
 
نحن نواكب، ولكن هذا يتطلب أيضاً مزيدا من الإجراءات الداخلية التي يجب أن نعمل عليها حتى نمتص الآثار التضخمية الموجودة حالياً.
 
== قناة رؤيا: ما هي الاجراءات؟..وإذا ابتعدنا كل البعد عن أن نبقى نرفع أسعار الفائدة كلّما قام الفدرالي الأمريكي بالرفع، فهل هناك اقتراحات أو حلول نضعها أمام الحكومة وأمام المسؤولين حتى نوقف قليلاً رفع الفائدة، لأنه في النهاية فان الشعب يتأثر بشكل كبير من رفع أسعار الفائدة.
 
** العدينات: أمر طبيعي أن يتأثر المواطن من رفع أسعار الفائدة، ونحن نعلم أن هذا التضخم معظمه مستورد من الخارج، كوننا نستورد أكثر من 85 بالمائة من احتياجاتنا، فنحن لا يوجد لدينا اكتفاء ذاتي، ومن الطبيعي أن نتأثر. الحل في زيادة الانتاج.. والعمل على أرض الواقع لإيجاد منظومة عمل حقيقية للنهوض بالاقتصاد، ولدينا فرص كبيرة جداً، فالقطاع السياحي مهم جداً، ونحن الآن نتحدث عن فصل سياحي موجود لدينا، ولقد خرجنا من كورونا، فما هي البرامج التي أعددناها لاستقطاب السياحة الخارجية من دول الخليج العربي؟.. في دول الخليج العربي الناتج المحلي الإجمالي أكثر من ترليون دولار، وخاصة وان 70 بالمئة من الانفاق يمثل انفاقا خاصا، لدينا فرصة كبيرة لاستقطاب السياحة، فهل صممنا برامج سياحية تناسب احتياجات المواطن في تلك الدول الشقيقة؟.
 
النقطة الثانية، لدينا القطاع الزراعي، وهو قطاع مهم جداً وحيوي وقادر على تحقيق الاكتفاء الذاتي، فمثلا احدى دول الجوار تغطي 95 بالمئة من احتياجاتها، والقطاع الزراعي لديها ينتج 11 مليار دولار، بينما القطاع الزراعي لدينا لا يغطي أكثر من مليار دولار كزراعات لا يزال ينقصها الأتمتة والآلة والتحديث. كما لدينا قطاع تصدير العمالة، وما زلنا لغاية الآن غير قادرين على الولوج للأسواق بشكل كبير لتسويقها، فما زلنا نتحدث عن تحويلات عمالة ومنذ 5-10 سنوات بحدود ملياري دينار،.. فأين تصدير العمالة؟! أين قراءة الأسواق الخارجية والعمالة؟!.. ليس لدينا ذلك؟ وأيضاً الصادرات وتخفيف كلف التصدير وكلف الانتاج والتوسع في الطاقة النظيفة؟.. الطاقة النظيفة لا زالت تشكل حوالي 20 بالمئة من اجمالي الطاقة المنتجة في الأردن، وكلف الطاقة من أهم معوقات الانتاج لأن هناك ارتفاعا في كلف الطاقة، ولدينا فرص كبيرة وحقيقية..
 
ولدينا قطاع التعليم والاستفادة من اقتصادات التعليم، وقادرون أن نتحرك في اقتصادات التعليم من اجل الاستثمار فيه، وعلى سبيل المثال الهند تمنح شهادات دكتوراه في اليوم الواحد يعادل ما يمنحه الوطن العربي خلال عام كامل، فأين العمل على ذلك؟! فلو استقطبنا 100 ألف طالب من دول الخليج فهذا سينعكس بأكثر من مليار دينار على الاقتصاد الوطني بروابط تشابكية أمامية وخلفية.. نريد عملا حقيقيا على الأرض، فالخطط جميلة وجيدة لكن أين العمل على ذلك، نحن بحاجة إلى زيادة الإنتاج حتى نمتص التضخم.
 
== قناة رؤيا: هي إجراءات عديدة يجب أن تترافق مع ما يتخذه البنك المركزي حتى نحافظ على الاقتصاد المحلي وحتى يبقى المواطن مرتاحا.. نشكر أيمن العدينات مدير عام صحيفة الدستور والخبير الاقتصادي.