أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    11-Mar-2018

حوار الحكومة مع الشباب *عصام قضماني

 الراي-ربما يحتاج الحوار مع الشباب الى أكثر من جولة يخرج فيها عن مألوف الحوارات المعتادة التي تكرس المطلبية وتوجيه النقد واللوم المتبادل.

 
حسنا، فكرة رائدة أن تبدأ الحكومة حوارا مع الشباب يقف فيه رئيس الوزراء والوزراء في المواجهة, وإن كان الفريق الحكومي ترك للحوار أن يسير كما أتفق, فقد كان ينبغي له أن يخرج عن أسلوب الرد والرد المعاكس.
 
الشباب تقمصوا دور النواب والحكومة بدت وكأنها تجلس تحت القبة, هل كان ينبغي أن تكون أجندة الحكومة معدة بإتقان أكثر لمثل هذه الإجتماعات.
 
الشباب والشابات من المشاركين, تحدثوا كثيرا كما لم يتحدثوا من قبل فهي فرصة لتفريغ مجموعة من العواطف المحشورة, فجل غايتهم من المشاركة هي أن يكون هناك من يصغي وقد حدث ذلك وإن كان لم يلب طموح الشباب أحيانا لكنه شكل بداية مثيرة لحوارات هادئة يكون الإصغاء فيها سيد الموقف.
 
فن الإصغاء هو أول ما يمكن عمله لبداية تفكيك المشاكل قبل مواجهة التحديات, وفيه يكمن سر المعرفة والتعلم من الآخر , وقد استمعنا الى مداخلات وإن لم تحمل رؤى مركزة حيال القضايا والملفات المطروحة في جانب الإصلاحات السياسية أو الإصلاحات الإقتصادية والإجتماعية, لكنها خطوة تسجل لصالح حرية التعبير والمشاركة من أجل التغيير.
 
لا يمكن إنكار وجود الفجوة بين الأجيال, على الأقل في شكل المفاهيم المتراكمة, فمفهوم الإصلاح السياسي عند الشباب بدا مختلفا كذلك الأمر بالنسبة لمفهوم الإصلاح الإقتصادي, الذي ربما سيحتاج منا خلال الفترة المقبلة الى حملة توعية لتصحيح بعض المفاهيم المختلطة, والتثقيف الإقتصادي والسياسي كما هو مسؤولية الجامعات هو كذلك مسؤولية المجتمع ومؤسساته وأظنه غائبا.
 
هذه بداية جديدة لحوار شبابي عله يحمل تنوعا وتعددية وجرأة أكبر في الطرح مستقبلا لكن النقاط المشتركة بين الأجيال كما بدت في اللقاء واحدة فالمواطن, لا يحتاج الا الى أذان صاغية تستمع له ومسؤولين يسألونه حاجاته وتطلعاته وآماله والأهم يشركونه في صنع القرار الخاص بحاجات منطقته, فالخطط تبدأ من المكان ذاته بمعنى المثل الدارج « أهل مكة أدرى بشعابها».
 
الملاحظة الجديرة هي ضعف دور الجامعات فهو إما محدود جدا أو غائب أحيانا, في كل الخطط والبرامج وخصوصا التوظيف الأمثل للقوى البشرية الفتية المحشورة بين أسوار هذه الجامعات المتمثلة بما يزيد على 100 ألف طالب وطالبة, ومهمة الجامعات تنتهي خارج أسوارها, وحركتها في المجتمعات التي تتواجد فيها معدومة إلا من استثناءات هنا أو هناك.
 
حتى تخرج الحوارات في المستقبل عن سياقها التقليدي تحتاج الى أجندة مسبقة تجعل منها أكثر إنتاجية.