أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Jan-2019

دراسة: توجه الحكومات في العالم نحو التشجير بات أمرا ضروريا

 الغد-فرح عطيات

 أظهر تقرير حديث أن توجه الحكومات في العالم نحو التشجير بات “أمرا ضروريا” للمساهمة في إزالة ثاني أكسيد الكربون، للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية والحد من تأثيرات تغير المناخ.
وأشار التقرير إلى أن مجموع الغابات المزروعة في دول العالم وصل لنحو 50 مليون هكتار منذ بداية القرن الماضي وحتى العام 2015، من بينها 47 ألف هكتار من الاشجار تم زراعتها في الأردن من قبل الحكومة، رغم أنه لا يوجد أي تقييم حديث يشير إلى نسب إزالة الغابات في المملكة، وفقا لاحصائيات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في هذا الشأن.
ولفت التقرير، الذي نشره مؤخرا موقع كاربون بريف (Carbon Brief) المتخصص في شؤون التغير المناخي، فإن العديد من الخبراء أثاروا ” مخاوفهم من أن يكون التحريج مكلفاً وصعباً في الإدارة، ويمكن أن يستولي على كميات كبيرة من الأراضي، في حين يشير البعض إلى أن العديد من المناطق ما تزال تصارع إزالة الغابات، وقد لا تكون قادرة على حماية الجديدة من الدمار”.
ويقدم التقرير ثلاثة أنواع مختلفة من التحريج التي تتبعها البلدان، من بينها الأردن، والتي يوضحها عالم غابات من جامعة أدنبره لدكتور شارلوت ويلر بانها تشمل “التجديد الطبيعي من خلال زراعة الأشجار الأصلية في محاولة لاستعادة مساحة ما يشبه الغابات الطبيعية، والمزارع التجارية لأي من الأخشاب أو المنتجات، مثل عجينة الورق”، واما النوع الأخير فهو “الحراجة الزراعية” عبر زراعة الأشجار لإنتاج المحاصيل، أو إدراجها في المواقع الزراعية.
وتختلف كمية الكربون التي يمكن تخزينها من قبل كل نوع من أنواع الحراجة على نطاق واسع، كما جاء في التقرير الذي اوضح أن “الغابات الاستوائية الطبيعية تحتفظ في أي مكان من 3-600 طن من الكربون للهكتار الواحد، ولن يتم الحصول على هذا المستوى من التخزين داخل مزارع الأخشاب”، كما أنه “غالبًا ما تميل الغابات المجددة طبيعيًا إلى أن تكون غنية بالكربون أكثر من المزارع لعدة أسباب”.
وتحتوي الغابات الطبيعية، بحسب ما ورد فيه، على أنواع نباتية أكبر بكثير، والتي تحتل ارتفاعات ومساحات مختلفة في المظلة، ما يعني أنها قادرة بشكل أفضل على التقاط أشعة الشمس، والتي تعد العنصر الأساسي لعملية التمثيل الضوئي، وهي عملية تمتص الأشجار فيها ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وتستخدمه في بناء أوراق وإطلاق براعم جديدة.
ويجري “التشجير” في دول العالم، ومن بينها الأردن، من النتائج الرئيسية للتقرير الخاص للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) التي أشارت أنه من المحتمل أن “تكون هناك حاجة إلى درجة ما من “التحريج” للحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة”، والذي يعرف بانه عملية تزرع فيها الغابات الجديدة عبر الأرض دون أشجار.
من ناحية أخرى ، تزرع المزارع الخشبية كل عقد أو نحو ذلك، إذا تم استخدام الخشب المقطوع في البناء، فيمكنه الاحتفاظ بأكبر قدر من الكربون، ومع ذلك في حال استعماله كوقود فسيتم إطلاق هذا الكربون المخزن مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.
وجدت الأبحاث التي غطتها “كربون بريف” في وقت سابق أن العودة العالمية للأراضي غير الحرجية إلى الغابات يمكن أن تعادل حوالي 253 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بين 2018-2100، وهذا يعادل حوالي سبعة أعوام من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على المستوى العالمي بمستوياتها الحالية.
ويصف بعض الخبراء، وفق ما جاء في التقرير، بأن ذلك حل طبيعي لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، اذ إن التقنيات “الطبيعية” قد تأتي مع منافع مشتركة للبيئة، مثل توفير موائل جديدة للحياة البرية، وقد يكون من الأفضل استقبالها من قبل الجمهور.
ومع ذلك ، يجادل آخرون بأن التحريج سيأتي مع التحديات البيئية الخاصة به، من بينها أن القيام بذلك على نطاق واسع يتطلب قدرا كبيرا من تغير استخدام الأراضي، الأمر الذي يمكن أن يقلل من المساحة المتاحة لإنتاج الأحياء البرية والغذاء.
وقد ورد هذا القلق في التقرير الخاص الذي أعده الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ ، والذي أشار إلى أنه” حتى في حالة مواصلة تخفيضات الانبعاثات الحادة ، فإنه يتعين القيام بالتشجير عبر 500 مليون هكتار من الأراضي وهي مساحة تبلغ ضعف مساحة الأرجنتين من أجل الحد من الاحترار إلى 1.5 درجة مئوية.
ومع ذلك، فإن الغابات المتنامية في هذه المناظر الطبيعية تتطلب على الأرجح استخدام الأسمدة النيتروجينية، كما تشير تقارير عالمية بأنه” ينتج مجموعة من غازات الدفيئة القوية المعروفة باسم أكاسيد النيتروز، إلى جانب ثاني أكسيد الكربون”.
وبين التقرير أن “هناك مشكلة أخرى وهي أن إمكانات التشجير الكربوني الناتجة عن التشجير تعتمد بشكل كبير على نوع الأشجار المزروعة، في حين أن التجديد الطبيعي يوفر أكبر مخزونات الكربون، فإن الأنواع الأخرى من التحريج، مثل الحراجة الزراعية، قد تكون أكثر عملية بالنسبة للسكان المحليين في بعض المناطق”.
ومع ذلك ، أظهرت الأبحاث الحديثة التي غطتها “كاربون بريف” أن الإجراءات البسيطة، مثل استخدام مزيج من أنواع الأشجار بدلاً من الزراعة الأحادية، يمكن أن تعزز إمكانية تخزين الكربون في المزارع.
ومن التحديات الأخرى ضمان حماية الغابات المزروعة من التهديدات مثل تعرضها للإزالة غير المشروعة والحرائق، اذ سجل عام 2017 الماضي ثاني أعلى رقم قياسي في تاريخ فقدان الغطاء الشجري، وفقاً لتحليل من معهد الموارد العالمية (WRI) ، حيث فقدت المناطق المدارية في العالم منطقة غابات بحجم فيتنام في غضون عامين فقط.