أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Mar-2018

الزراعة والمزارعون *د. فايز الربيع

 الراي-اعتز بأنني ابن لمزارع، وعشقت الزراعة وعشتها، منذ ستينات القرن الماضي وما زلت، أحب الارض والماء والشجر واعرف بالتجربة والممارسة انواع المزروعات الخضرية والاشجار، كانت الزراعة هي دخلنا الوحيد، وكانت مزارعنا بجانب نهر الاردن نزرع بايدينا، ليس لدينا عمالة وافدة، كل الاسرة تعمل، كان الانتاج طبيعيا، كما هو الناس، لم نعرف الزراعة المهرمنه، رائحة الثمر ما زالت في انوفنا، كان الماء وفيرا، والأرض خصبة، والحال مستورة، كما هو الحال في الارض المروية، كانت في الارض البعلية، يتعاون الناس في الزراعة والحصاد، ويفهمون معنى التكافل والتكامل في الأوقات التي تحتاج الزراعة الى (فزعة) الجيران وتطورت الزراعة، وازداد عدد المزارعين، وبدأ التصدير للخارج، كانت العلاقات بين دول الجوار طبيعية، تأخذ السيارات المحصول وتسافر وهم يستفيدون ونحن نستفيد، تعقدت الأمور، ومع التطور زادت المشاكل، اثرت الأوضاع السياسية على المزارعين، لم يكن هناك ضرائب على مدخلات الزراعة، لا البذور ولا الاسمدة ولا المبيدات، ولَم يعرف الناس الاقتراض للزراعة ولا هموم الديون، كان لدينا جمعيات تعاونية زراعية، تقوم بالمساعدة أصبحت الزراعة تحتاج الى تصدير وتسويق لوفرة المحصول، وأصبحت الكوارث الطبيعية تؤثر على المزارع، وتراكمت الديون على المزارعين لم يتقدم التسويق وينظم، ليستوعب المحاصيل، فتكدس الانتاج وانخفضت مداخيل المزارعين، وهجر بعضهم ارضه ليعمل في اي عمل يدر عليه دخلا ثابتاً، الزراعة تشكل حوالي ٤٪ من الناتج القومي ولكن اعداد الذين يعملون بها يشكلون نسبة عالية من السكان، نرى الان المزارعين يجتمعون امام مجلس النواب، تجتمع معهم الحكومة، وتصرف لهم الوعود لحل مشاكلهم، يتفرقون على أمل الحل، ثم لا حل، يعود المزارعون مرة اخرى الى الاعتصام، لديهم مطالب حقيقية وواقعية الفقر ومتطلبات الدين والأبناء تدفعهم الى المطالبة اكثر، والاصرار على الحل، ويتدخل مجلس النواب بلجنته الزراعية، وما زالت الأمور تراوح مكانها.

 
الاردن سلة غدائية في الشتاء، والصيف ومنتوجاتنا مطلوبة على مستوى العالم، لماذا لا تكون خطة تصديرية تستوعب المنتوج لماذا لا يكون للمزارعين صندوق طوارئ برأسمال مجزٍ، يقف معهم حين تضيق بهم السبل، لدينا وزارة زراعة، ومؤسسة اقراض، والاف المرشدين والمديريات والموظفين هم في خدمة المزارعين، هذا القطاع يمثل الطبقة التي كانت تسمى الوسطى، لابد من التراجع عن القرارات التي اتخذت بشأنهم بخصوص الضرائب على مدخلات الانتاج، ويتبعهم مربو الدواجن والمواشي، ومشاكلهم من الأعلاف والتصدير، ومنع الاحتكارات وزيادة الأسعار، نحن ما زلنا لا تنطبق علينا مواصفات البلد الصناعي، ولا التكنولوجي، نحن مزارعون في طول البلاد وعرضها، وهذا القطاع بحاجة الى مراجعة جادة، ووقفة إيجابية تدعمهم، وترفع عن كاهلهم اعباء السنين، هم اباء وأسر يطحنها الفقر، وتنهشها البطالة، فلا اقل من ان نستجيب لمطالبهم المحقة، وندفع بهذا القطاع قدما حتى نستطيع ان نطلب منهم البقاء في ارضهم قبل ان نتحول الى بلد يستورد بدلا من ان نكون بلدا مُصَدِّرا، وهذه مسؤولية اصحاب القرار.