بكين -الدستور - ايهاب مجاهد - قال عميد كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الاجنبية ببكين د.ليو شين لو، إن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية سيرتفع من 240 مليار دولار العام الماضي إلى 600 مليار في السنوات العشر المقبلة.  واشار في محاضرة أمام الوفد الإعلامي العربي الذي يزور الصين، أن «الحزام والطريق» الذي اطلق الرئيس الصيني مبادرته قبل نحو اربعة اعوام سيصبح أطول ممر اقتصادي في العالم، وأن قيمة التبادل التجاري بين الصين والدول الواقعة على الطريق ومن بينها الدول العربية، سيصل خلال عشر سنوات إلى 2.5 ترليون دولار.

ولفت أن قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة في الخارج ستصل إلى 100 مليار دولار في الفترة القادمة، وان قيمة استثماراتها المباشرة مع الدول العربية تبلغ 2.2 مليار دولار، خاصة وان الصين حريصة على تحقيق الالتقاء فيما بين التنمية فيها والتنمية في الدول العربية بما يساعد الدول العربية على توفير فرص العمل ودفع التنمية الصناعية والاقتصادية فيها.

وبين ان الدول العربية شريك اساسي للصين في المبادرة لاحياء طريق الحرير القديم لاحياء التجارة وزيادة الاستثمارات ونقل التكنولوجيا الصناعية وتوفير فرص العمل للمجتمع العربي مما يعود بالنفع على الجميع، لافتا الي موافقة 60 دوله علي المبادرة بمجموع سكان اكثر من 4 مليارات نسمة من العالم.  واكد ان الشراكة مع الدول العربية الاهم علي الاطلاق لاحتياج الصين لشراء الطاقة، حيث سيصل اعتماد الصين على النفط المستورد إلى 74% حتى عام 2030.

 وبين ان احياء طريق الحرير سوف يحد من سيطرة الولايات المتحدة على القنوات البحرية العالمية والتي لا تريد نجاح مبادرة الحزام والطريق، مشيرا الى الفارق الكبير بين الصين وامريكا في التعاون مع الدول الصديقة حيث الاولى ستقدم التكنولوجيا التي تسمح بالتنمية الاقتصادية لهذه الدول بينما الثانية ترغب في سوق لاستهلاك منتجاتها فقط. 

وقال ان الصين اهتمت بشؤونها الداخلية فقط خلال الـ40 عاما الماضيه والان اصبحت دولة كبيرة وعليها واجب والتزام تجاه السياسة الخارجية ومساعدة الدول الصديقة وعلى رأسها الدول العربية التي تمتلك المواد الخام التي تقدمها للدول المتقدمة والاخيرة لم تقدم التكنولوجيا للعرب لتصنيع منتجاتهم وهذا ما سوف تقدمه الصين.

وبين أن الصين تشجع الشركات الصينية على تعزيز استثماراتها في الدول العربية في مجالات الطاقة والبترو كيماويات والزراعة والتصنيع والخدمات سعيا منها لزيادة الرصيد الاستثماري الصيني غير المالي في الدول العربية من 10 مليارات دولار العام الماضي إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة.

وأشار إلى أن هناك فرصا للارتقاء بمستوى التعاون الصيني العربي في مجال التكنولوجيا المتقدمة مثل الطاقة النووية والفضاء والأقدار الصناعية والطاقة الجديدة، وأنه يمكن بحث إقامة «المركز الصيني العربي لنقل التكنولوجيا» وبناء «مركز التدريب العربي للاستخدامات السلمية».

ولفت إلى إمكانية بحث مشروع تشغيل نظام «بيدو» الصيني لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية في الدول العربية واستخدامه في مختلف مجالات النقل والزراعة «الذكية».