أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Feb-2018

أسواق المال في حالة ذعر… هل هي نهاية قاسية لسباق ترامب؟

 د ب ا: تعد البورصة من الموضوعات المحببة لدى دونالد ترامب، ولا غرابة في ذلك. فقد رافقت الفترة الرئاسية الحالية للرئيس الأمريكي صعودا مستمرا في البورصة حيث «حطم سوق الأسهم رقما قياسيا تلو الآخر» حسبما قال ترامب مؤخرا في خطابه الأخير الذي قدم من خلاله كشف حساب عن الفترة التي قضاها في منصبه.

قال ترامب ان أرباح البورصة بلغت ثمانية تريليون دولار خلال السنة الأولى من حكمه، وأن جميع الأمريكيين استفادوا من ذلك.
ولكن سرعان ما حدث الاستيقاظ المفزع أمس الأول حيث شهدت سوق الأسهم الأمريكية هبوطا حادا وجذب معه البورصات العالمية إلى الأسفل.
فهل يعني ذلك نهاية سباق ترامب؟ إذاتسود حالة طوارئ في بورصة وول ستريت. فقد خسر مؤشر داو جونز الأمريكي أكثر من 800 نقطة خلال 15 دقيقة فقط ثم فقد نحو 1600 نقطة في ذروة انهياره، وهي خسارة لم يتكبدها في يوم واحد من قبل.
وفي نهاية اليوم كانت الخسارة أقل نسبيا حيث أغلق مؤشر داو بخسارة نحو 1100 نقطة مما يعني تراجعا بنسبة 4.6 في المئة.
كانت آخر مرة يحدث فيها هذا التدني المفاجئ في عام 2011 «فما حدث الإثنين يمكن أن يوصف بأنه انهيار» حسبا قال الخبير توماس ألتمان من شركة «كيو سي» للاستثمارات.
وطال الهبوط البورصات العالمية أيضا.
ولا يزال التجار والمحللون يجدون صعوبة في معرفة أسباب هذا الانهيار في الولايات المتحدة على وجه الدقة «حيث لا يزال الكثير من المستثمرين في حالة ذعر تامة»، حسبما رأى ألتمان، مضيفا «السبب في ذلك هو مزيج من أسعار مبالغ فيها سابقا في أمريكا وتحمس مفرط ثم ارتفاع مفاجئ في الفائدة» حسب تفسير دانيل سورينز من مكتب «فاينغولد» لأبحاث سوق المال. وكان تقرير سوق العمل الأمريكي يوم الجمعة الماضي قد كسر معنويات المستثمرين بالفعل. وكان تباطؤ نمو الأجور رغم الازدهار الاقتصادي أكثر مما كان متوقعا، وهو ما كان جميلا للأمريكيين من ناحية، ولكنه ربما حرك مخاوف التضخم من ناحية أخرى، الأمر الذي ربما أجبر البنك المركزي الأمريكي على زيادة الفائدة الرئيسية بنسبة أكثر مما كان يخطط لها، وذلك لكبح ارتفاع الأسعار.
وعلى الجانب الآخر فإن ارتفاع الفائدة لا يعجب المستثمرين حيث إن هذه الفائدة تزيد سعر المال والقروض البنكية مما يؤدي لتثبيط النمو الاقتصادي. ولكن هل يصلح هذا «الخوف من الفائدة البنكية» وحده كتفسير للانهيار؟
يجيب كريغ إيرلام من شركة «أواندا» للاستثمار في الأسهم عن هذا السؤال قائلا «هناك بالطبع الكثير من الأسئلة التي تطرح مرة أخرى عن التجارة الذاتية عند التحدث عن هذا الانهيار».
ولأن جزءا كبيرا من أسواق المال يوجه من خلال برامج حاسوبية، فإن التجارة تتم بشكل ذاتي. فعندما تتجاوز بعض الأسهم حاجزا معينا من السعر فإن برامج «التداول الخوارزمي» تتخلى عن أسهم أخرى في السوق مما يزيد بذلك من تدني أسعار الأسهم.
ويعتقد إيرلام أن الظاهرة التي يطلق عليها تعبير «الانهيار المفاجئ» حدثت هذه المرة أيضا.
فهل انتهى تصحيح أسعار الأسهم بهذا السقوط القصير؟ يفضل خبراء أسواق المال التحفظ في الرد على هذا السؤال.
ورجح وين ثين من مؤسسة «براون برازرز» للاستثمارات أن تستمر حالة التأهب في الأسواق. ولكن من المؤكد الآن أن الرئيس ترامب سيعاني من تفاخره السابق بانتعاش البورصة.
وذلك لأنه كان يعتبر دائما الارتفاع في أسعار الأسهم إنجازا شخصيا له، واعتبر أداء البورصة مقياسا لإنجازاته السياسية، واعتبر الأسعار في البورصة هي استطلاعات الرأي الحقيقية عن أدائه، وقال «ها أنتم أولاء ترون ما يحدث مع أسواق الأسهم، الناس يدركون ما نفعله». وبالفعل كان باستطاعة كل من يفهم أن الاقتصاد ان يعرف ان رئيسا لم يمكث في منصبه سوى عام واحد لا يمكن أن يكون هو من حقق هذه القفزات. ولا يمكن للإصلاح الضريبي الذي لم يمر على اعتماده سوى بضعة أسابيع أن يكون السبب وراء ارتفاع أسعار الشركات الأمريكية بواقع ثمانية تريليون دولار وكأنه ساحر. ربما أصبح اعتبار ترامب هذا الارتفاع في البورصة كيدا مرتدا عليه الآن، حيث كتب جي كارني، مستشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، عل «توتر» قائلا «إذا نسبت الارتفاع لك فإن السقوط منك أيضا».
إضافة إلى ذلك فإن سوق الأسهم ليس على أية حال مرادفا لحالة السوق، حسبما رأى كارني وهو ما جعل الحكومة السابقة لا تتفاخر بأسواق الأسهم. ولكن النبرة الصادرة عن البيت الأبيض كانت موضوعية بشكل مفاجئ وغير معتاد، حيث أكد أن سياسة الرئيس تركز بالدرجة الأولى على البيانات الاقتصادية الأساسية بعيدة المدى «والتي لا تزال قوية بشكل غير معتاد» حسبما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز.