أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    27-Jun-2016

أوروبا تتحصن... وبريطانيا في مأزق

«الحياة»تتصاعد الضغوط على الطبقة السياسية في لندن هذا الأسبوع من أجل الإسراع في إيجاد مخرج من المأزق الذي دخلته بريطانيا والاتحاد الأوروبي ككل، نتيجة النتائج السلبية للاستفتاء على مستقبل المملكة المتحدة في الاتحاد الذي بدأ أجراءات لتحصين الدول الاعضاء والأسواق المالية من أي هزات. وتزايد في بريطانيا عدد الموقعين على عريضة تطالب بإعطاء بلادهم فرصة تدارك الأزمة من خلال تنظيم استفتاء ثان يجددون فيه تمسكهم بعضوية بلادهم في الاتحاد. وتجاوز عدد الموقعين الثلاثة ملايين بحلول مساء امس، ما دفع رئيس الوزراء السابق توني بلير الى عدم استبعاد امكان تجاوب مجلس العموم (البرلمان) مع العريضة التي استندت الى المطالبة بتضمين استفتاء بهذه الأهمية شرطين، ان يحظى بغالبية الثلثين ونسبة اقبال لا تقل عن ثلاثة ارباع الناخبين.
 
وفشلت اسكتلندا في محاولة للالتفاف على نتيجة الاستفتاء بعدما رفض المسؤولون في بروكسيل القبول باقتراح رئيسة الحكومة المحلية نيكولا ستيرجن بأن يقرر البرلمان الأسكتلندي بمفرده عدم الاعتراف بمفاعيل الاستفتاء البريطاني من اجل الحفاظ على عضوية اسكتلندا في الاتحاد. ولفت المسؤولون في بروكسيل الى انه يتعين على اسكتلندا تقديم طلب خاص بالانضمام الى الاتحاد، فقط في حال انفصلت رسمياً عن المملكة المتحدة.
 
ودخل حزبا «المحافظين» و»العمال» في بريطانيا ما يمكن ان يكون اسوأ ازماتهما منذ تأسيسهما، اذ واجه «العمال» انقساماً خطراً بين فريق يؤيد زعيمه جيريمي كوربن وآخر يضم مجموعة من القياديين الذين يحمّلونه مسؤولية تقصير مكّن حملة الانسحاب من اجتياح المعاقل التقليدية للحزب. اما المحافظون فتخبطوا في محاولات لمنع عمدة لندن السابق بوريس جونسون من خلافة رئيس الوزراء ديفيد كامرون، في وقت تزايد الرهان على وزيرة الداخلية تيريزا ماي للتصدي لمد جونسون وفريقه المناهض للاتحاد الأوروبي.
 
وعشية انعقاد القمة الأوروبية بمشاركة بريطانيا الرمزية في بروكسيل الثلثاء - الأربعاء، تضاربت تصريحات المسؤولين الألمان حول منح بريطانيا «فرصة لإعادة التفكير في عواقب الخروج»، فيما أتخذت المؤسسات البيروقراطية في بروكسيل خطوات لتسريع عملية الانسحاب، بتشكيلها هيئة خاصة للبحث في مختلف الجوانب التقنية والفنية في مسار الانفصال.
 
ويتوقع أن يضغط البرلمان الأوروبي في اجتماع استثنائي صباح غد الثلثاء على المسؤولين في المملكة المتحدة للإسراع في تفعيل البند 50 من المعاهدة الأوروبية المتعلقة بالانسحاب. كما عين مجلس الاتحاد الأوروبي (المجلس الوزاري) الديبلوماسي البلجيكي ديدييه سييوس مسؤولاً عن الوحدة الخاصة بتفعيل البند 50.
 
وتستضيف المستشارة الألمانية انغيلا مركل رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ولاحقاً رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في برلين اليوم، لمناقشة كيفية التعاطي مع الأزمة.
 
في الوقت ذاته، شددت الولايات المتحدة على وجوب ايجاد وسائل من شأنها أن تقلل أخطار اضطراب أسواق المال وتطمئن الرأي العام وتحفظ العلاقات العابرة للأطلسي. وعكس دخول الإدارة الأميركية على الخط الشعور بحساسية المرحلة. ويتوقع ان ينقل وزير الخارجية الأميركي جون كيري، موفداً من الرئيس باراك أوباما اقتراحات ونصائح الإدارة الأميركية في اجتماع يعقده مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني في بروكسيل حيث يتوقف اليوم، في طريقه الى لندن.
 
وشدد كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني في روما أمس على الحاجة الى ايجاد سبل كفيلة بتجاوز الأزمة بأقل ضرر ممكن. وتوجه كيري الى أسواق المال والرأي العام بالتعبير عن ثقة الادارة الأميركية المطلقه باجتياز المرحله بطريقة مدروسة وهادئه تخدم قوة الاتحاد الأوروبي وأسواق المال والأمن الدولي.
 
وأكد كيري وجوب البحث في أزمة خروج بريطانيا في نطاق المصالح والقيم التي تربط بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وذكر بأن ٢٢ دولة عضواً في الاتحاد تحظى ايضاً بعضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو) «ما يعطي العلاقة بعداً حيوياً».