أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Sep-2020

في إطار الصورة الكاملة*لما جمال العبسه

 الدستور

عقدان من الزمان كانت عملية النهوض بمفهومها الواسع احد ابرز عناوين الحكومات المتعاقبة، وتصدرت كأحد اهم المواضيع للحديث عنها واقعا وحاضرا ومستقبلا، ووضعت في سبيلها العديد من الخطط وكانت المشاريع التنموية تتوارد على طاولات البحث كمنطلق اساسي للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، الا ان الواقع ومآسيه فاق التوقعات، واضحت الاحلام مجرد احلام، وجميع ما تقدم لم يتجاوز بضع كلمات رُصت بعناية فائقة على الورق، بالمقابل كانت دورة الحياة مع شظفها تسير ولو متعثرة بشكل او بآخر، الا ان الطارئ العالمي كان الكاشف عن ابرز عثرات النهوض  بشقيه الاجتماعي والاقتصادي في المملكة، ومعه ظهر التقصير الكبير الذي نال مناطق على امتداد الوطن لتتضح معه ضآلة الانجاز مقارنة مع ضخامة الحديث.
 
مع تتالي الاجراءات الحكومية منذ شهر آذار الماضي وحتى اليوم وكان اشهرها عملية «العزل» للمناطق على وجه الخصوص، والاصرار على تمحور العمل الحكومي ضمن دائرة فيروس كورونا المستجد وتجاهل ما دونه، اوصلنا باعتراف رئيس الحكومة الى مستوى صعب من ضائفة اقتصادية خانقة، وبالطبع تأثير كبير جدا على عملية النهوض وتحقيق مفهومها ليطال كافة المجتمع الاردني، فعلى سبيل المثال عزل منطقة غور الصافي جنوب المملكة، كشف الوجه الحقيقي للمعاناة ، فهو احدى جيوب الفقر الثلاثين المنتشرة في الاردن، وزادت معاناته الاقتصادية مع اجراءات العزل على حدود المنطقة  بينما لا اثر له داخلها  فالجميع لا يكاد يذكر اسم الفيروس او يهتم بخبر عنه، كما ان عين الرقيب غافلة عنه فمن وجد فرصة عمل في احد المزارع ذهب دون تردد متحديا ارتفاع درجات الحرارة فداءا للقمة العيش.
 
فرض العزل على اي من جيوب الفقر هو اطار خارجي لصورة رسمتها الحكومة تتضمن سلسلة الاجراءات الحتمية لمنع انتشار جائحة فيروس «كورونا» ونسيت معها ان تنظر الى جوانب اعمق واشد قسوة من ضرر الفيروس الا وهو «الفقر» والعوز، هذه الصورة نسيت معها الادارة الرسمية  تبعات اقتصادية فرضت نفسها بقوة على هذه المجتمعات التي تعيش عائلات بعضها على اقل من 1.5 دينار يوميا في ظروف صحية تتسبب بامراض اعتى من الفيروس، ويتشرذم اطفال  بين الطرقات سعيا وراء صدقات عابرة قد تسد رمق يومهم.
 
الصورة الكبيرة للعمل الحكومي في ظل هذه الجائحة بقيت ناقصة وتجلى ظهور النقص مع وضعها في اطار لم يظهر جماليتها بقدر ما اوضح نقصانها، فكان من الاوجب اعطاء الاولوية لهذه الفئات المجتمعية وتخصيص دخل لمتضرري الجائحة القاطنين في جيوب الفقر، اللذين لا يهمهم التصريح الحكومي اليومي حول عدد الاصابات والاجراءات المتبعة على قسوتها ولا اطلاق العمل والدراسة عن بعد، بقدر ما يهمهم ايجاد لقمة عيشهم يوما بيوم.
 
ان الخروج من اطار المدن الكبيرة او المحافظات بمفهومها الواسع الى تلك المناطق التي يعاني اهلها الامرين وزادت معاناتهم منذ آذار الماضي وحتى اليوم مكملا للعمل الرسمي في مكافحة الجائحة وتبعاتها، وان اعطاءهم الاولوية امر في غاية الاهمية، فالنهوض بالمجتمعات هو الاساس في بداية الطريق لتحقيق رفاه اقتصادي اجتماعي  بالمفهوم السليم.