الراي-قلنا في مقال سابق إن أعضاء جماعة عمان لحوارات المستقبل عادوا من زيارتهم إلى مصانع مركز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتصميم والتطوير «كادبي « بشحنة أمل كبيرة جراء ماشاهدوه من ثروة علمية تحولت إلى منجزات مادية، تشكل رافدا من روافد الاقتصاد الوطني لتنوع منتجاته، وبفعل آليات عمله التي تمثل رؤية استراتيجية متقدمة، لتحديد المتطلب الدفاعي والأمني للأردن، من خلال علاقة تكاملية بين مجموعة مكونات هذا المتطلب. وهي مكونات تستند إلى فكر القائد الأعلى للقوات المسلحة، ثم فكر القيادة العامة للجيش ولقيادات الأجهزة الأمنية يتم من خلالها تحديد مصادر التهديد للأمن الوطني، ومن ثم وضع السياسة الدفاعية والأمنية الوطنية، وخطط لتسليح القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وفق حاجات كل منها. بعد أن يتم تحديد المتطلب من قبل المستخدم، يبدأ الجهد العلمي والعملي « لكادبي»، حيث يتم تشكيل لجنة لكل متطلب جديد، كما تجري دراسات جدوي لكل مرحلة من مراحل إنتاج هذا المتطلب، تليها مرحلة التصميم والتطوير للمنتج المطلوب، وماهي التكنولوجيا اللازمة لإتمامه، تلي ذلك مرحلة تصميم النموذج الأولي، ثم يتم فحصه وأختباره ميدانياً، حتى إذا ما اجتاز المنتج الاختبارات المقررة تمت عملية الإنتاج ودخول المنتج إلى الخدمة حاملاً بصمة « كادبي» التي تحمل فلسفة تعكس فكر جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن ثم حرص جنوده على تجسيد هذا الفكر في عمل علمي، يقود إلى إنتاج متميز، يخضع أمام أدق الاختبارات العلمية والعملية.
 
تتنوع منتجات «كادبي « فمنها العسكري والأمني، ومنها ما يجمع بن الاثنين، كسيارات الإسعاف بمختلف أنواعها، وكذلك آليات الإخلاء الجماعي وآليات الحلول الطبية المتنقلة التي قامت الشركة الأردنية لصناعة الآليات الخفيفة وهي أحد شركات « كادبي « بتصفيحها، مثلما قامت بتصفيح آليات نقل الأموال، ونقل الشخصيات المهمة وغيرها من الآليات التي دخلت الخدمة، علماً بأن أعمال الشركة لا تتوقف عند تصفيح الآليات، بل تتجاوز ذلك إلى إدخال تعديلات جوهرية على الكثير من الآليات، مثل آلية القيادة والسيطرة ومركبات الشرطة.
 
شركة أخرى من شركات « كادبي « أنجزت الكثير، هي الأردنية لحلول التصنيع والخدمات، التي قامت بتطوير أنواع من الدبابات، وتجهيز وتعديل أبراج رماية، بالإضافة إلى تصنيعها غرف المدرعة، وصيانة وتجهيز وتعديل كاسحات الثلوج وتنكات المياه وعربات القطار.
 
ومن مكونات عقد مركز الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتصميم والتطوير الشركة الأردنية المتقدمة لتشكيل المعادن، ذات البصمة الوضحة بإضافاتها النوعية على منتجات صناعية مدنية وعسكرية، كإنتاج الغرف المصفحة، والأبراج وقواعد الأسلحة وسكك الأسلحة الرشاشة، وغير ذلك كثير.
 
لا يكتمل الحديث عن إنجازات « كادبي « دون الحديث عن صاروخ النشاب وهو من طراز الصواريخ التي ترمي عن الكتف، والذي صار علامة فارقة في القدرات الصناعية الأردنية في هذا المجال، لقدرته على اختراق جميع الأسلحة المدرعة.
 
ومن مجموعة « كادبي « أيضاً الشركة الأردنية لصناعة الذخائر والخدمات المساندة، التي تقوم بتصنيع مختلف أنواع الذخائر الخفيفة، بالإضافة إلى تأسيس وإدامة المستودعات المتخصصة بالذخيرة، كما تقوم بإجراء عمليات الفحص والتقيم لمختلف أنواع الذخائر، وكذلك تفكيك الذخائر وأجزائها وإخراجها من الخدمة.
 
لا تكتمل بهجة الحديث عن « كادبي «، دون الحديث عن الشركة الأردنية لتصميم الأسلحة الخفيفة التي تجعلك تفتخر كأردني بصناعة بلدك، بعد أن تمسك بيدك المسدس الأردني من طراز 9ملم، الذي قامت الشركة بصناعته، مثلما قامت بصناعة الحربة الأردنية، بالإضافة إلى صناعتها لمدفع الهاون 60ملم وبندقية م ع، بالإضافة إلى تحديثها بندقية م16 وكلها منجزات تثلج صدر أي أردني غيور. يقودنا الحديث عن صناعات « كادبي « للحديث عن الأولى للألياف المُركبة كواحدة من مكونات عقد كادبي المضيئة، وهي الشركة التي تتولي صناعة البطانيات المضادة للقنابل والستر المضادة للرصاص والطعن، والخوذ المضادة للرصاص، والأحذية الخاصة التي تتناسب مع تنوع العوامل الجوية واختلاف التضاريس، ليقودنا الحديث إلى شركة أسلسان الشرق الأوسط إحدي شركات « كادبي « المتخصصة بصناعة المناظير المتعددة ومنها المناظير ذات الرؤية الليلية للمركبات المدرعة والبنادق وغير ذلك من المناظير المتقدمة.
 
كما بدأنا الحديث بالقول إن القطاعين المدني والعسكري يمكنهما الاستفادة من منتجات «كادبي» نختمه بالحديث أيضاً عن بعض ما تقدمه « كادبي «، ويمكن للقطاعين الاستفادة منه أعني به الخدمات التي تقدمها شركة سيكيورتياس الشرق الأوسط وأفريقيا والأردنية الدولية، للحماية إحدي شركات كادبي والتي تقدم الحماية المسلحة وغير المسلحة للشركات والأفراد، بالإضافة إلى عمليات الرصد وكاميرات المراقبة، كما تقدم خدمة الحراسة الشخصية والأنظمة الأمنية المتكاملة بالإضافة إلى خدمة الاستشارات الأمنية ومهام التدريب.
 
طويلة هي قائمة صناعات « كادبي « على أن أعظم صناعاتها هي صناعتها للإعتزاز الوطني الذي يتعاظم في أعماق كل من يطلع على هذه الصناعات.