العبقري فرنانديز مواليد 1995م، لم يدرس في روضة أو مدرسة، بل تلقى تعليمه على يد والده، فاجتاز الثانوية وهو في الخامسة. وسيبهجنا هذا المساء أن نلتقيه في منتدى عبد الحميد شومان؛ ليتحدث عن تجربته الشخصية، وعن علاقة الرياضيات بالفنون والعلوم، وما تتطلبه دراستها من اتزان وتجريد.

اشتعلت مواقع التواصل الاحتماعي، قبل يومين، بخبر فشل التلميذ حافظ 16 سنة، نجل بشار الأسد، في أولمبياد الرياضيات المقامة في رومانيا، وحلوله بمركز متأخر ضمن أكثر من 600 مشاركاً. وليس هذا الفشل الأول للفتى، فقد أخفق في العام الماضي في البرازيل، ومن قبله بهونغ كونغ.

لا أعرف كيف تنسجم معادلة حافظ الصغير مع الرياضيات؟ وكيف لمن ترعرع في بيت تمسك بالقمع والقتل والتعامي عن أرقام المسجونين والمهجرين والشهداء، كيف له أن يفلح في علم عبقري، حتى لو غمر في بحر من المعادلات. الرياضيات توازن وانسجام. فكيف لمن شاهد أباه يلقي براميله العمياء أن يفلح بعلم يحتاج الدقة والتجريد.

أولادنا يتعلمون من أفعالنا. ولهذا فالفتى سيخلف أبيه بعد الأبد بقليل. كما خلف أبوه جده حافظ الأول. وهناك لن تحتاج إلى أية معادلة أو أرقام. بل لن تحتاج إلى الرياضيات ابداً. فأنت رضعت أنك عدد متناهٍ، وكل من سواك أصفار صغار. أنت رقم لا يقبل القسمة على شيء. أنك عدد صحيح، وما عداك كسور لا تجبر.

لا بد أن أباك قدوتك الكبرى، وأفعاله طيلة السنوات السبع الحمراء، هي التي ترسخ في وجدانك. ولهذا لا خوف عليك. سيرتب الأمر، وتكون حافظ الثاني. فلا تدع الجذور التربيعية أو التكعيبية تتسلل إلى حساباتك. لا تأبه بخط الأعداد. ولا بتناسقها، لا تنشغل بالتفاضل أو التكامل. بل عليك بالدوائر. أقصد دوائر المخابرات البرية والبحرية والجوية والفضائية. 

فمن كان يصدق، أن أباك الذي درس طب العيون، سينقلب لتلك الوحشية، ليغدو قاصفا للبراميل المتفجرة العمياء. وسيكون مسؤولا عن خراب بلد، بسبب استبداده وغطرسته، حتى بات محتلا من كل القوى الدولية التي اتخذته طاولة قمار.

فلا تجزع من فشلك برياضيات الأعداد. فكل ما تحتاج رياضيات البراميل المتفجرة، كي تخلف أباك.