أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2020

الملاذات الاقتصادية الآمنة*د. حسام باسم حداد

 الراي

منذ بداية العام ومع ازدياد التوترات الجيوسياسية في المنطقة شكلت الضربات العسكرية ما بين الولايات المتحدة وايران صدمة مع وجود عدد من المخاطر الاقتصادية والمالية التي أثرت سلباً على الاستثمار والتشغيل والتمويل وحتما ستؤثر بشكل مباشر على إجمالي الناتج المحلي العالمي. فالسؤال الذي يطرح نفسه في هذه المرحلة مالذي ينتظر الاقتصاد العالمي هذا العام؟ لا نتحدث عن الركود فحسب ولا عن تباطؤ النمو الاقتصادي ومعدلاته ولا حتى عن الحرب التجارية ما بين الولايات المتحدة والصين، ولكن عن الضربة الأميركية الجوية التي استهدفت قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني وما تلاها من رد إيراني طال قواعد عسكرية أميركية في العراق مما أثار صدمة اقتصادية وعالمية أثرت على البورصات العالمية وأسعار النفط والذهب.
 
ومع ازدياد التوترات والتصريحات السياسية نجد أن التصنيفات الائتمانية تنبئ عن صدمة مالية واقتصادية ستؤثر على كافة القطاعات كالنفط والبنوك وغيرها من القطاعات. إن البعد عن المخاطرة سينعكس سلباً بالنسبة لمصدري أوراق الدين الذين لديهم احتياجات تمويل خارجية كبيرة واحتياطات أصغر وغير كافية نسبياً. أما من جهة منتجي النفط الخام فإن ارتفاع أسعار النفط قد تخفف الأثار السلبية على الائتمان مع مواصلة الدول المنتجة للنفط لعمليات التصدير.
 
في أعقاب الضربات العسكرية والتوترات التي سيطرت على الأسواق المالية وجه المستثمرون نظرهم نحو الأصول والملاذات الآمنة التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب والعملات بشكل قياسي، وإلى أن تهدأ المخاوف يعتبرالمستثمرون الذهب ملاذاً استثمارياً آمناًوأداة للتحوط واستثماراً بديلاً أفضل من النفط في مرحلة يسودها ضبابية المشهد السياسي. إن التوقعات المحتملة أن ترتفع أسعار الذهب فوق مستوياتها وذلك بناءً على الطلب والقدرة على الامدادت النفطية مما سينعكس سلباً على الاسعار. إن أسعار الذهب ترتبط بتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية مؤثرة بشكل مباشر على قيمة العملة مما يزيد الطلب على المعادن النفيسة مما قد يسبب ضعفاًبالنشاط الاقتصادي.
 
إن ظروف عدم التأكد والتصعيد في المواجهات العسكرية تدفع أسعار الذهب للتنامي وتوجه الطلب نحو الملاذات الآمنة كالمعادن وبعض العملات المستقرة كالين الياباني، مع التوجه للبيع الكثيف للأسهم، وارتفاع مؤشر أسهم النفط والغاز بنسبة (0.6%) فقد استفادت أسهم الطاقة من ارتفاع أسعار النفط أيضاً. بشكل عام يبقى الذهب الملاذ الآمن وسط التوترات السياسية والاقتصادية أما بالنسبة إلى المعادن النفيسة كالبلاديوم، والبلاتين والفضة فقد ارتفعت عن مستوياتها لتسجل ذروة قياسية.
 
يرى الاقتصاديون بأن التأزم السياسي الأميركي الإيراني ما هو إلا مرحلة يجب أن لايبالغ المستثمرين في ردات فعلهم حيالها. وبالنظر إلى الحالات الماضية من عدم التأكد الجيوسياسي فإن تقلبات الاسواق ستكون لأجل قصير، لذا يتوجب على المستثمرين أن لايغيروا باستراتيجياتهم وأن ينفذوا خططا مالية طويلة الأمد. يتطلع المستثمرون لشراء أسهم التكنولوجيا المنخفضة الكلفة عاقدين الأمل على ما شهدتهُ هذه الأسهم من ارتفاع في العام الماضي. برأيي يتوجب على المستثمرين أن لا يتطلعوا إلى المخاطر الجيوسياسية على أنها تهديداً طويل الأمد، فإذا ما نظرنا للمستثمرين على مدى العقود الماضية فنجدهم يلجؤون للسندات الحكومية في الحروب متمسكين بالأسهم وقد حققوا عوائد مرضية برغم التداعيات العالمية آنذاك دون الحاجة للتحوط المرتفع الكلفة.