استقبلت السلطات المصرية، أمس، أولى رحلات الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيروايز»، بعد توقف غامض استمر أسبوعاً من قبل شركة الطيران. وقالت مصادر مطلعة بمطار القاهرة الدولي، إن «رحلة الخطوط البريطانية رقم 155 من طراز (بوينغ 787 دريملاينر) وصلت القاهرة في تمام الحادية عشرة من مساء أمس (العاشرة بتوقيت غرينتش)، بحسب جدول تشغيلها في مطار القاهرة، على متنها 200 راكب، ومن المنتظر أن تعود إلى وجهتها في صباح اليوم (السبت)».

كان شريف برسوم، المدير الإقليمي للخطوط الجوية البريطانية، وكيل الشركة بالقاهرة، قد أكد «عودة رحلات الخطوط البريطانية إلى القاهرة، حسب جدول التشغيل الخاص بها في مطار القاهرة».

وخيم الغموض بشأن أسباب تعليق الرحلات الذي وصفته القاهرة في وقت سابق بـ«المنفرد»، دون إخطار سابق لسلطات مطار القاهرة، خصوصاً مع تمسك مسؤولي الشركة البريطانية بأنه يرتبط بـ«أمن وسلامة طائراتها». وقالت السلطات المصرية، عقب توقف رحلات الشركة، إن سفير بريطانيا لدى مصر، جيفري آدامز، تقدم بـ«اعتذار» إلى وزارة الطيران المدني، عن «عدم إبلاغ السلطات المصرية» قبل إعلان تعليق شركة الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش إيروايز» لرحلاتها إلى القاهرة.

وقال آدامز، خلال لقاء وزير الطيران المدني، إن قرار تعليق الرحلات الجوية للشركة البريطانية للقاهرة لا يتعلق بالتدابير الأمنية للمطارات المصرية، وخصوصاً على ضوء تطوير المنظومة الأمنية لجميع المطارات المصرية، بشهادة لجان المرور الدولية، ومن بينهم لجنة المرور البريطانية. وكان مسؤول في الشركة قد قال عقب صدور قرار التعليق: «نراجع باستمرار ترتيباتنا الأمنية في جميع المطارات التي نعمل فيها حول العالم، وعلقنا الرحلات الجوية إلى القاهرة سبعة أيام كإجراء وقائي للسماح بإجراء مزيد من التقييم». وتحاول مصر منذ 4 سنوات، تلافي آثار حادث تفجير طائرة روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل 224 راكباً كانوا على متنها، وأحدث القرار «هزة» قوية لقطاع السياحة؛ لكن القاهرة تمكنت تدريجياً من اجتذاب حركة الطيران والسياحة لمطاراتها وخصوصاً في العاصمة القاهرة، واستقبلت وفوداً من بلدان عدة راجعت إجراءات الأمن.

وأجرى السفير المصري في موسكو إيهاب نصر، مطلع يوليو (تموز) الحالي، مباحثات مع رئيس هيئة الملاحة الجوية الفيدرالية الروسية، ألكسندر نيرادكو، تناولت إمكانية الاستئناف الكامل للرحلات الجوية بين روسيا ومصر، المتوقفة منذ نحو 4 سنوات.

وعادت حركة الطيران الروسي إلى العاصمة القاهرة رسمياً في أبريل (نيسان) الماضي؛ لكن حركة الطيران المباشرة لم تعد إلى الوجهات السياحية على البحر الأحمر في شرم الشيخ والغردقة.

وسمحت السلطات المصرية لكثير من الوفود الأمنية الأجنبية بالتفتيش على أمن مطاراتها، خصوصاً في شرم الشيخ والغردقة، للتأكد من تطبيقها للمواصفات العالمية في التأمين، وأثنت على التحديثات التي تمت. ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قام وفد أميركي رفيع المستوى بإجراء تفتيش على إجراءات الأمن المتبعة لتأمين الركاب والبضائع والطائرات في مطار القاهرة، وأشاد بجميع الإجراءات الأمنية والتأمينية، التي تتم داخل صالات السفر والوصول مع الركاب وشحن الحقائب.

من جهته، أكد النائب أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب (البرلمان)، لـ«الشرق الأوسط»، أن «مصر نفذت جميع الملاحظات المطلوبة على المطارات، من حيث التأمينات والأجهزة الأمنية الحديثة».