أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    14-Oct-2019

أيديولوجية الإنترنت*ماجد الحنيطي

 الدستور-يشاع التصور بإن التطورات في تكنولوجيا المعلومات هي ابتكارات ثورية من شأنها دفع المجتمعات والأمم نحو نمو اقتصادي متجدد، وأنماط جديدة من المشاركة السياسية، ذلك بأن غزارة الدراسات التي تُعد على جميع المستويات: الحكومات، ومراكز التفكير، والصحافة الشعبية جميعها تمدح الحاجة إلى تشجيع استغلال تكنولوجيا المعلومات لزيادة الإنتاجية وضمان التنمية الاقتصادية والسياسية والثقافية، كما يؤكد الكثيرون أن السلعة الأساسية التي سيتم معالجتها بواسطة هذا المحرك الهلامي للاقتصاد الجديد هي المعلومات نفسها.

 هذه التأكيدات تنشأ عن أيديولوجية سياسية متماسكة هي أيديولوجية تكنولوجيا المعلومات، تصدر هذه الأيديولوجية مجموعة من القيم الاقتصادية التي تتخلل المجالات السياسية والثقافية للمجتمعات، حيث تعبر أيديولوجية تكنولوجيا المعلومات عن مجموعة من القيم التي تمثل امتدادًا كامنًا للرأسمالية، وذلك لإضفاء الطابع السلعي على جميع مجالات الحياة الاقتصادية والثقافية، وبالتالي الربط بين بين تكنولوجيا المعلومات والاقتصاد والسياسة والثقافة أثناء اندماجها في إيديولوجية الإنترنت.
فعلى الصعيد الثقافي ألغت هذه الأيدولوجية ما يسمى «مكان المعرفة» حيث جعلت من المعرفة وسهولة الوصول إليها على نطاق واسع أمر حاسم وحصري في التنمية الثقافية والاقتصادية والسياسية لمواطني مجتمع منفتح وديمقراطي.
كما مثلت تكنولوجيا المعلومات أداة اقتصادية لزيادة الإنتاجية معتمدة على إنشاء بنى تحتية وطنية وعالمية للمعلومات، وقد أدى تسارع تقارب قيم السوق الحرة وتكنولوجيا المعلومات إلى التحول من اقتصاد الصناعة إلى اقتصاد معالجة المعلومات مدفوع من الناحية التكنولوجية لتصبح ظاهرة عالمية، ومن المؤكد على نطاق واسع أن هذه الضرورة التكنولوجية ستحيي الرأسمالية في البلدان المتقدمة، ثم تشجيع الدول النامية على تبني اقتصاد السوق الحر وتكنولوجيا المعلومات للوصول إلى عصر جديد من الرخاء العالمي.
ومع ذلك، من المبالغ فيه افتراض وجود حلول تكنولوجية للقضايا السياسية، فإن التحدي الحقيقي في عصر العولمة الاقتصادية السريعة هو تحديد الساحة السياسية المناسبة لمعالجة مثل هذه القضايا التي تمزج بين اقتصاديات السوق الحرة، والسياسات المحافظة الجديدة، والحتمية التكنولوجية.