أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    01-Apr-2017

«سامسونج» تعوِّل على «جالاكسي S8» من أجل بداية جديدة

 فايننشال تايمز -

 
الضجة حول الهاتف الذكي الرائد الجديد من "سامسونج" لا يُمكن أن تُخفي بالكامل القلق بين التنفيذيين في مجموعة الإلكترونيات المضطربة في كوريا الجنوبية، التي لا تزال تترنح من إطلاقها الكارثي السابق ومن فضيحة فساد.
"سامسونج" تُريد إسدال الستار على أزمات الماضي القريب من خلال إطلاق "جلاكسي S8" على نحو يؤكد أهمية استعادة مُتابعي التكنولوجيا المتقلّبين.
لكن بالنسبة إلى "سامسونج" كانت هناك مهمة أوسع يجب إنجازها تتمثل في المساعدة على استعادة صورة الشركة المهتزة. هناك أكثر من مجرد مبيعات الهاتف التي على المحك بالنسبة إلى "سامسونج" بعد أن عانت الشركة خسائر تزيد على 5.3 مليار دولار من فشل هاتفها الذكي "جالاكسي نوت 7" العام الماضي.
يقول لي يونج هي، نائب الرئيس التنفيذي المسؤول عن التسويق العالمي "لقد فكّرنا في كثير من الاحتمالات التي يمكن أن تنشأ (...) لأن هذا المُنتج مهم لاستعادة ثقة الزبائن".
ويضيف "في النهاية ليس علينا فقط استعادة ثقة الزبائن، لكن أيضاً التوقعات العالية التي دائماً ما ينظرون بها إلى سامسونج".
وأُلقي اللوم في فشل "نوت 7" على تصميم وتصنيع البطارية الخاطئ، لكن "سامسونج" لعبت الأمر بشكل آمن من خلال عدم زيادة قدرة بطارية "S8" على الرغم من تكبير حجم الهاتف.
الضجة الأولية حول جهاز S8 كانت إيجابية، إذ أشاد المحللون بالتحسينات على تصميمه، مثل شاشة العرض "غير النهائية" والتحسينات على عدد من السمات الرئيسية، فضلاً عن إدخال مُساعد صوتي جديد لمنافسة "سيري" من "أبل".
وتتوقع "آي إتش إس ماركيت" أن تشحن "سامسونج" 331 مليون هاتف ذكي في عام 2017، أي نحو 6.8 في المائة أعلى من عام 2016. لكنها تضيف بنوع من التلميح "على افتراض أن S8 لا يملك مشكلات كبيرة من حيث القطع".
يقول بريان ما، المحلل في "آي دي سي"، "نجاح جهاز S8 أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى "سامسونج" للمساعدة على إخراجها من الفوضى الكاملة التي دخلت فيها العام الماضي مع جهاز نوت 7".
ويتابع "الشيء الجيد هو أنهم قاموا بعمل جيد فعلاً مع جهاز S8. من خلال منع أي مشكلات كارثية في البطارية من الحدوث مرة أخرى، هذا ينبغي أن يُساعد "سامسونج" على العودة بقوة هذا العام".
مشكلة نوت 7 كلّفت "سامسونج" قيادتها العالمية لسوق الهواتف الذكية، إذ كانت الشركة تُمثّل 17.8 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية العالمية في الربع الأخير من عام 2016، أقل قليلاً من "أبل"، بحسب شركة جارتنر.
ولا يرى المحللون أن الضرر الذي لحق بسمعتها سيكون دائما. دانيال كيم، المحلل في "ماكواري"، يقول "إن مسألة السلامة في "نوت" 7 لا ينبغي أن تُثني الزبائن عن شراء هواتف جديدة"، لكنه لا يتوقع أيضاً أن تتفوق مبيعات S8 على الأجهزة السابقة، مشيرا إلى أن سوق الهواتف الذكية الممتازة مزدحمة بمنتجات مماثلة، ودورة الاستبدال تُصبح أطول لأن الزبائن لا يشعرون أنهم بحاجة إلى التحديث في فترات قصيرة.
لكن مبيعات الهواتف الذكية لم تعُد المقياس الرئيسي الذي يتبعه المستثمرون، كما يقول المحللون، لأن مزيدا من التركيز الآن منصب على انتعاش الشركة القائم على المكوّنات. رقائق الذاكرة وشاشات العرض المسطحة المتطورة تفخر بهوامش ربح أوسع تأتي من أسعار أعلى. وتُمثّل الهواتف الذكية الآن ربع أرباح "سامسونج"، مقارنة بنحو الثُلثين في عام 2013.
وسجّلت أسهم الشركة مستويات قياسية في الآونة الأخيرة بعد أن قال محللون "إن أرباحها التشغيلية في الربع الأول من المتوقع أن ترتفع 30 في المائة على مبيعات قوية للرقائق الصغيرة وشاشات OLED". وأُغلق سعر السهم مرتفعا 0.5 في المائة يوم الخميس، مُحققاً بذلك زيادة تبلغ 16 في المائة مقارنة بسعره قبل عام.
ويرى كيم يونج وو، المحلل في شركة إس كيه للأوراق المالية أن إطلاق هاتف ذكي جديد ليس ذا أهمية استراتيجية كما كان في السابق، لأن الهواتف الذكية لم تعُد المولّد الرئيسي للأرباح في "سامسونج".
ويضيف "إذا كانت مبيعات الأجهزة الجديدة جيدة، يُمكن أن تكون بمنزلة حافز آخر، لكنها ليست عاملا حاسما في تحديد أسعار أسهمها".
المخاوف بشأن نمو الشركة على المدى الطويل لا تزال قائمة. إطلاق جهاز S8 ذكّر المستثمرين بضعف "سامسونج" الكامن في البرمجيات والخدمات، حتى إن انضمت الشركة أخيراً إلى السباق لإدخال الذكاء الذي يُسيطر عليه الصوت إلى الهواتف الذكية في خدمة جديدة تُسمى "بيكسبي".
الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى المستثمرين هو غياب لي جاي يونج، قائد الشركة الذي يخضع لمحاكمة بتهمة الرشوة والاختلاس في فضيحة فساد سياسي. وعلى الرغم من أن عمليات الشركة اليومية لن تتأثر بالفراغ القيادي، إلا أن اتّخاذ القرارات الاستراتيجية التي تنطوي على عمليات استحواذ كبيرة أو إصلاحات حوكمة الشركات يُمكن أن تتقوّض، كما يقول المحللون.
لكن سعر سهم الشركة يشير إلى أن المستثمرين راضون في الوقت الحاضر عن التركيز على النجاح في سوق المكوِّنات أكثر من المخاوف طويلة الأمد بشأن الإدارة.
يقول كيم، من شركة إس كيه للأوراق المالية، الذي يتوقع أن تحقق الشركة هذا العام أرباحا تشغيلية مقدارها 50 تريليون وون "44 مليار دولار"، مقارنة بـ 29 تريليون وون في العام الماضي "الوقت الحالي ليس مناسبا من الناحية السياسية للسعي وراء أي تغييرات هيكلية".
ويضيف "كثير من المستثمرين تخلوا عن الأمل في إصلاح الحوكمة في المستقبل القريب، لا تزال هناك آمال كبيرة في الحصول على عوائد مساهمين أعلى، لأن أرباح الشركة جيدة إلى حد كبير".
وطالما ليس هناك تكرار لما حدث مع "نوت 7" الذي كانت تشتعل فيه النار، تستطيع "سامسونج" أن تتوقع تعزيزا للأرباح من إطلاق هاتفها الجديد.
يقول ريتشارد وندسور، وهو محلل لدى مجموعة إديسون للأبحاث "هذا الجهاز هو أول اختبار حقيقي تمر به "سامسونج" منذ كارثة "نوت 7"، وهي السبب في أن هاتف S8 بحاجة إلى أن تكون مبيعاته جيدة للغاية، على نحو يقهر الهبوط الكبير في الثقة الذي عانته "سامسونج" على مدى الأشهر الستة الأخيرة".
"أنتجت سامسونج الجهاز الذي تحتاج إليه لتدعيم انتعاشها، لكن الأمر الآن في أيدي المستهلكين".