أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    06-Apr-2020

ما بعد حزيران!*عصام قضماني

 الراي

أفضل السيناريوهات أن تستمر أزمة كورونا خلال الربيع لتنتهي في الصيف لكن هل هذا يعني نهاية المعاناة؟
 
على العكس، المعاناة الأهم ستبدأ والتوقعات أن يدخل الاقتصاد العالمي في فترة انكماش تمتد لنهاية العام وهو قد دخل مرحلة الركود بالفعل مع بدء ارتدادات صدمة العرض والطلب لانخفاض الإنتاج، واحجام المستهلكين عن الانفاق.
 
لم يحدد رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز مكانة الأردن في تصنيفه لتأثير أزمة كورونا على دول العالم التي قسمها إلى ثلاثة نماذج، الأول يحتاج إلى 60 يوماً لتعافي الاقتصاد، والثاني مئة يوم، والثالث لفترات طويلة؛ لكن على فرض أن حرب الكورونا وضعت أوزارها في حزيران القادم، فإن الاقتصاد الأردني لن يبدأ بالتعافي قبل نهاية العام ما يضعه في مصاف الدول ضمن الترتيب الثاني حسب تصنيف رئيس الوزراء.
 
صحيح أن الاقتصاد الأردني يتمتع بالمرونة في التعامل مع الأزمات لكن هذه المرونة غير كافية في هذه الأزمة المرتبطة بتعافي الاقتصاد العالمي أجمع.
 
معروف أن الحكومة بدأت الإعداد لخطط تتصدى للسيناريوهات التي صنفها رئيس الوزراء، وما يفعله اليوم هو إجراءات عاجلة للتخفيف من تأثير الأزمة في الوقت الراهن، لكن ضبابية التوقعات تجعل الحكومة عاجزة عن التنبؤ ما يصعب اعتماد خطة محددة وفق سيناريو محدد.
 
هل من الأفضل الاستمرار في التعامل مع التطورات الاقتصادية أولا بأول؟ أم وضع خطة يتم تنفيذها لمواجهة التحديات المقبلة؟.
 
حتى الآن يصعب تقدير حجم الأضرار لأن الأوضاع تتطور يومياً باتجاهات مختلفة ففي أوروبا قدرت الدراسات أن ينخفض النمو الاقتصادي 1ر2 نقطة لكل شهر من العزلة لكن هذه التوقعات لم تصمد مع سرعة تفشي الوباء.
 
معظم التوقعات تشير إلى أن الانتعاش سيعود فور انتهاء الأزمة بأشهر قليلة، على أساس أن الأسوأ سيبلغ مع نهاية النصف الأول من العام الحالي، لكن حتى هذه التوقعات الأكثر تفاؤلا لن تكون كما هي عليه إذا تبين أن الأزمة ستكون أطول.
 
ما الذي يمكن أن تفعله الحكومة بعد حزيران القادم وهو الموعد الأقرب بتوافق كل التوقعات لانتهاء المرحلة الأولى لأزمة كورونا على فرض أنها تقع في مرحلتين، صحية واقتصادية اجتماعية مزدوجة؟.
 
هل الحكومة مستعدة لاستدامة توفير السيولة لمواجهة تحديات المرحلة الثانية من الأزمة لنهاية العام الحالي، وهل هي مستعدة لاتخاذ إجراءات استثنائية فيها قدر كبير من التضحية والمخاطرة وهل الاقتصاد سيكون جاهزا لمثل هذه الإجراءات؟.