أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2017

حيث ما يزال الجوع مشكلة

 الغد-ترجمة: ينال أبو زينة

النبأ السار هو أن تقدما عظيما أحرز في السنوات الأخيرة على صعيد الحد من أعداد الأفراد الذين يعانون الجوع، ولكن هناك ملايين حول العالم ممن لا يملكون القدر الكافي من الطعام. 
لقد وصفت الأمم المتحدة الجوع بأنه "أكبر المشاكل الممكن حلها في العالم". وقد تحسن الوضع إلى حد كبير في العقود الأخيرة. حيث أصبح الهدف الطموح الآن هو القضاء على الجوع بحلول العام 2030. ويعتبر هذا أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، التي وضعت في العام 2015. ويلقي "سبيغل أونلاين" نظرة فاحصة أكثر على هذه الأهداف في سلسلة حملة "ما بعد الغد". 
أصبح بإمكانك أن تعرف المناطق التي ارتفعت فيها أسعار المواد الغذائية، وتلك التي يفتقر أهلها للغذاء، فضلا عما تم القيام به من أجل القضاء على الجوع في مسابقة تفاعلية: فهناك العديد من الأسباب خلف الجوع في العالم. ومن هنا، دعونا نلقي نظرة ثلاثية من أبرزها:
الحرب والصراع
كثيراً ما يكون الجوع نتيجة للصراعات المسلحة. فسواء أكانت جارية أم انتهت قبل سنوات، جميعها يمكن أن تتسبب بأن يصبح الغذاء باهض الثمن. ووفقا لمؤشر الجوع العالمي، الذي تنظمه منظمة المعونة الألمانية "ويلثرغيرهيلفي"، فإن الدول صاحبة الدرجات الأسوأ هي تلك التي احتدمت فيها الحروب الأهلية في فترة ما أو ما تزال جارية فيها. ويضع المؤشر بين حساباته المستويات العامة لسوء التغذية في الدول، وكذلك مدى هزالة السكون وتوقف النمو ومعدلات وفيات الأطفال.  
ووفقا لأبحاث المنظمة الألمانية، بلغ الوضع أشده في جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث أطاحت جماعة "سيليكا" الإسلامية المتمردة بالرئيس المسيحي، فرانسوا بوزيزيه، في العام 2013. ومنذ ذلك الحين، وأعمال الميلشيا المسلحة العنيفة مستمرة، مع قتل الآلاف وتشريد مئات الآلاف قسرا أيضا. وقد دمرت سلاسل الغذاء في أجزاء عديدة من البلاد، وأصبح الوضع خطرا للغاية بالنسبة لمنظمات الإغاثة. ويعاني كثيرون في جمهورية أفريقيا الوسطى من سوء التغذية لأنهم يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم. 
والصراع المسلح يساهم أيضا في ارتفاع مستويات الجوع في كل من التشاد وسيراليون واليمن وأفغانستان والنيجر. ولا يمكن احتساب مستويات الجوع أيضا لبعض الدول، مثل جنوب السودان، بسبب نقص البيانات. والوضع هناك مأساوي حقيقة. حيث يشهد جنوب السودان، الذي عصفت به الحرب الأهلية، أسوأ أزمة إنسانية شهدتها أفريقيا منذ وقت طويل. ويقوم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتزويد مئات الآلاف من المشردين من الجنوب بالغذاء، ويتم ذلك أحيانا من خلال إسقاط الغذاء من الجو.
التغير المناخي والكوارث الطبيعية
على النقيض مما سبق، في هايتي تحديدا، تساهم الإضرابات السياسية مقترنة بالدمار الذي ألحقته الأعاصير وزلزال العام 2010 بانتشار الجوع في البلاد. لقد دمرت البنية التحتية لهايتي وأصبحت الأراضي الزراعية غير صالحة للاستخدام. وفي الوقت نفسه، ساهمت التأثيرات البيئية في الجوع الحاد الذي عانته شرق أفريقيا في السنوات الأخيرة. وقاد الجفاف في الصومال وكينيا وأثيوبيا، على سبيل المثال، إلى نقص حاد في المحاصيل، الأمر الذي أثر في المقام الأول على الأسر الزراعية التي تعيش على ما تبيع وتأكل من محاصيلها.
ومن المرجح أيضا أن يؤدي التغير المناخي إلى مزيد من حالات الجفاف والكوارث الطبيعية. وتخشى منظمات الإغاثة أن تنعكس التقدمات التي أحرزت على صعيد محاربة الجوع في السنوات الأخيرة، مع نضوب الأراضي الزراعية الخصبة ودمار المحاصيل على يد الفيضانات والعواصف. ووفقا لباحثي المناخ، سوف تكون المناطق الأكثر تأثرا بالتغير المناخي هي تلك التي يشكل فيها الجوع أساسا مشكلة كبيرة –جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية، جنوب آسيا، وأميركا الجنوبية.
أسعار المواد الغذائية المرتفعة 
تتقلب أسعار الغذاء في الأسواق العالمية باستمرار. وقد شهدت السنوات الأخيرة بعضها تتقلب بشكل خاص، مع ارتفاع أسعار الحبوب ومنتجات الألبان إلى مستويات غير معقولة في 2007 و2008، ومرة أخرى في 2010 و2011. وارتفعت عمليات إنتاج ومعالجة الحبوب والحليب بمتوسط 80 % بعد العام 2000، لتعود إلى الوضع الطبيعي فقط خلال 2016. ويفسر مؤشر أسعار الغذاء، الذي أسسته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، هذه التقلبات بشكل جيد. 
ويختلف الاقتصاديون حول الأسباب المباشرة للانفجارات في أسعار الغذاء. فمن ناحية، تراهم يشيرون إلى العوامل متوسطة وطويلة الأجل، مثل ارتفاع أعداد سكان العالم والنقص في المحاصيل بسبب تغير المناخ، فضلاً عن حقيقة أن الأراضي الزراعية التي كانت تستخدم سابقاً لإنتاج المحاصيل الصالحة للأكل أصبحت تستخدم بشكل متزايد في إنتاج المحاصيل المراد استخدامها في الوقود الحيوي. ومن ناحية أخرى، تعتقد الكثير من منظمات الإغاثة، وكذلك خبراء ماليون، أن المضاربة على السلع الأساسية تحمل جزءا من اللوم فيما تحدث من مجاعات. 
 وكلما اعتمدت دولة على الاستيراد أكثر، كلما زاد تأثر التقلبات في الأسواق العالمية على أسعار الغذاء المحلية. وظروف الدول أيضا عوامل تساعد انتشار الجوع في بعض الأحيان. بحيث يمكن للبنية التحتية المتضررة والمحاصيل الرديئة في أعقاب الجفاف أن تقود ليس فقط إلى الإنتقاص للغذاء وإنما إلى ارتفاع أسعاره أيضا. والنتيجة هي أن شرائح من السكان لن تستطيع تحمل أسعار الغذاء، أو تستطيع فقط تحمل أنظمة غذائية تفشل في تزيدها بالمغذيات التي تحتاجها. وهذا بدوره أيضا شكل من أشكال الجوع. 
ومن أجل تحديد تكاليف الغذاء في الدول حول العالم، تقارن منظمة الأغذية والزراعة أسعار المواد الغذائية بالسلع الأخرى الضرورية للحياة اليومية.
 
"سبيغل أونلاين، فون مارسيل بولي"