أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    10-Nov-2019

لماذا تكره الشركات ورجال الأعمال النقابات؟*د. مهند مبيضين

 الدستور-النقابات برأي استاذ اللسانيات والمفكر الامريكي نعوم تشومسكي، تقف ضد تغول الشركات، وهي من قوى التغيير الديمقراطي، وبعد المخاطر التي واجهها السياسيون بعد الحرب العالمية حاول رجال الأعمال، مواجهة القوى الشعبية بعد الحرب لاحكام السيطرة على السوق ومواجهة النقابات.

في بريطانيا العظمى كان لا يمكن السيطرة على الشعب مطلقاً، وظهرت اساليب للتحكم الناس، ووقع الناس لاحقا بفخ الاستهلاك، بعد شيوع ثقافة الاستهلاك وتوجيه الناس إلى الموضة كي لا يقف الناس في وجه الشركات التي ترغب بزيادة البيع.
في حالنا اليوم يتوجه الناس إلى الترفية والاسواق لتحويل المجتمع من النظام المثالي إلى الاستهلاك حيث انفاق الوقت والجهد لامتلاك اشياء جديدة، فتنشط الدعاية التي تستهدف المجتمع وتسوق المنتجات لخلق مستهلكين جاهلين ذلك حسب ما يرى المفكر  تشومسكي.
انتقد تشومسكي خطابات أوباما في حملته الانتخابية، ووجد انه خطابه يبتعد عن السياسة، لكنه يُرضي رجال الأعمال، وهو أمر تكرر مع  ترامب لاحقا. كل ذلك قلص السياسية في اهتمامات الناس وبدأ الشعور بالغضب والاحباط، فاتجهت التعبئة الجماهيرية للتدمير الذاتي نتجية الغضب وهو ما انعكس على الصلات الاجتماعية سلباً.
تلك النزعات التي شوهت المجتمع طبقت قاعدة آدم سميث «كل شيء لك ولا شيء للآخرين» وكان على النقابات أن تعيد سلطة ممثليها ومنتسبيها، في مواجهة نادي رجال الأعمال والشركات ومحدثي النعمة.
في مجتمعتنا التي تنمو فيها ثروات المفسدين، لا يكون الحل إلا بتوسع الحرية واشاعة العدالة، فالمجتمع مليء بالأمراض ولا بد من وسائل جديدة للعمل السياسي، فالحقوق التي نستخدمها اليوم خلقها النشطاء المناضلون، وبمقدار ما نعرف عما يجري في العالم نعرف كيف نتصرف، ويتوحد الناس في التنظيم ووبالتالي يكون النضال من أجل حقوقنا ونجبر الحكومات على التريث ونحقق الانتصارات لاجل وطننا ومجتمعنا الأردني.
كلما زادت المطالب بالحقوق، تراجعت هيمنة الحكومات، وفي مجتمعاتنا العربية نشهد ذلك النمو، نمو سلطة التمثيل المبنية على انتخابات سليمة، واليوم نحقق المهن من معلمين وممرضين واطباء ذلك التغير عبر حركات عمالية نشطة، والحكومات، حين تتعامل مع النقابات عليها أن تعي بأن التعامل مع مؤسسات منظمة، منتخبة، أفضل من من التعامل مع الشارع الغاضب.
في كتابه «وداعا للحلم الامريكي»  استعاد نعوم تشومسكي الحديث عن ثورة الشباب الجامعيين في ستينات القرن العشرين، ويرى أنها «قد ولّدت ردود فعل مخيفة بالنسبة للطبقة الأرستقراطية في البلاد التي شعرت أنّ وجودها مهدّد فعلاً» كما أن دور المؤسسات المانحة ومؤسسات التسويق الاعلامية يزداد لاجل خلق المواطن غير الواعي بحقوق السياسة، وهنا يمكن دور النقابات العمالية، في خلق التوازن ووقف تغول الشركات.