أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    05-Feb-2019

الاقتصاد الإسلامي والتحول للاقتصاد الرقمي

 الراي

يشهد العالم اليوم تحولا سريعا باتجاه الاقتصاد الرقمي مع التطور المذهل في وسائط تكنولوجيا المعلومات في كافة القطاعات الاقتصادية خاصة المالية منها، فاين نحن في الصناعة المصرفية الإسلامية من هذا التحول والتي تمثل الجناح المالي للاقتصاد الإسلامي، ويراودنا السؤال المنطقي الذي مبعثه الحرص على تجربتنا المالية الإسلامية لان تأخذ مكانتها في الصناعة المصرفية العالمية وان تقدم دائما الحلول المصرفية المتوافقة مع احكام الشريعة الإسلامية وتنسجم كذلك مع التحولات الهائلة في الاقتصاد العالمي الرقمي، سؤالنا، هل نحن جاهزون. ففي ظل التطور التكنولوجي والعلمي وثورة الاتصالات وما تبع ذلك من تطور اقتصادي ومعرفي هائل, دخل مفهوم جديد للاصول المساهمة في العملية الانتاجية لكافة القطاعات وهو ما يعرف بالاصول المعرفية , والتي هي في النهاية تمثل رأس المال الفكري والمعرفي المرتبط في إنتاج افكار جديدة أو تطوير الموجود منها, لهذا فهو يمثل مجموعة خبرات ومعرفة تمتلكها وحدات الاقتصاد الانتاجية وبالتالي سوف ينعكس ذلك على الأداء الاقتصادي ككل ,والذي اطلق عليه مسمى اقتصاد المعرفة. ويعرّف اقتصاد المعرفة بأنه الاقتصاد الذي يقوم على المعرفة التي تشكل جزءا أساسيا في العملية الانتاجية , ومن سماته الاعتماد على الاستثمار في الموارد البشرية بإعتبارها رأس المال المعرفي للمشروع و بما يمثله من قوى عاملة و كوادر مؤهلة و متخصصة , لهذا فإن الاهتمام بالتدريب و التعلم المستمر من أهم عناصر القوة لاقتصاد المعرفة و ما يرافق ذلك من تطور لأساليب البحث العلمي و المعرفي التي تساهم و بشكل مباشر بالتنمية الاقتصادية المتربطة بالمعرفة , ومن اهم خصائصه التي يتميز بها , هو عنصر الابتكار والذي من خلاله يمكننا مواكبة ثورة المعرفة وتسارع تطورها ثم استيعابها وتكييفها مع احتياجات الانتاج المحلية والخارجية , ثم الكثافة المعرفية المتعلقة بالأنشطة الاقتصادية والتي مردها ً ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتسارع التقدم التكنولوجي في شتى مناحي الحياة. - يُعرف الاقتصاد الرقمي ( Digital economy ) بأنه الاقتصاد الذي يقوم ويعتمد في كل قطاعاته و بكل مراحل العملية الانتاجية على تكنولوجيا المعلومات من برمجيات وخدمات وتطبيقات , وما يرافق ذلك من تدريب للكوادر للتعامل مع كل مكونات هذه التكنولوجيا من صناعة او وضع برمجيات وما الى ذلك. بمعنى اخر هو الاقتصاد الذي يتعامل مع المعلومات الرقمية التي تنتجها تكنولوجيا المعلومات والمعتمدة على الانترنت. واليوم يتكلم العالم عن العصر الرقمي الذي تنتشر فيه وبشكل مذهل التقنيات الحديثة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات و الإنترنت او ما يسمى بثورة الاتصالات , للحد الذي اصبح فيه من الصعب جدا ان نتصور بأن يعيش العالم بدونها ليُصرف ويدير اعماله المحلية او الخارجية , هذا اذا علمنا على سبيل المثال ان الإقتصاد الرقمي اليوم يحقق قيمة وعائدا اقتصاديا هائلا داخل مجموعة العشرين الصناعية، بحيث يحقق بحدود ال % 50 من الناتج المحلي الإجمالي الكلي لدول المجموعة اي ما يقرب ,32 تريليون دولار، فاي تطور على مستوى الاقتصاد المحلي او العالمي لا بد وان ينعكس ذلك على مفردات الصناعة المصرفية الإسلامية طالما انها وصلت الى مجتمعات عدة واصبح انتشارها ملفتا للنظر , فامام مصارفنا الإسلامية مهمة العمل بجد على وضع استراتيجية هدفها الابتكار والتجديد والانتقال بالبحث العلمي وادواته الى مستوى يواكب التطور العلمي والتكنولوجي والاستعداد للتعامل مع استحقاقات الاقتصاد الرقمي، ولتُمهد كذلك لتأسيس قاعدة معرفية وبحثية للمصرفية الإسلامية اينما وجدت، مبنية على الالتزام بأخلاقيات واحكام الشريعة الإسلامية تتلائم وتنسجم مع مستجدات الاقتصاد العالمي، وإعطاء أولوية استثنائية يكون الهدف منها تطوير للافكار و الفلسفة القائم عليها عمل قطاع المصارف الاسلامية ومؤسساته المالية حتى لا تشهد حالة من الجمود وعدم القدرة على التقدم بما يوافق التغيرات السريعة في الاقتصاد العالمي , ويكون لأدواتها التمويلية فاعلية في المساهمة في الاستقرار الاقتصادي، العالمي.