أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    19-Feb-2021

ارتفاع البتكوين هل هو دليل على رزانة المستثمرين أم مجرد هذيان للمضاربين؟

 أ ف ب: من عمالقة سوق المال في الولايات المتحدة إلى شركة «تِسلا»، تجذب عملة «بِتكوين» المثيرة للجدل، التي تجاوزت أمس الخميس 52 ألف و600 دولار، مزيداً من المشترين الذين أغراهم نموها المذهل، على الرغم من مخاوف العديد من مُنظِّمي السوق.

ففي بورصة وول ستريت، حيث كان المتحمسون للعملات المُشفَّرة ما زالوا يشكلون فئة هامشية في عام 2017 خلال الارتفاع الأخير في الأسعار، يتضاعف المقبلون على اقتنائها، إذ أعلنت شركة «بلاك روك» الرائدة في إدارة الأصول في العالم أو «بنك نيويورك ميلون» عزمهما على الاستثمار في القطاع.
ولا شك أن أداء «بِتكوين» يغري المستثمرين الشرهين في نيويورك. فمع وصول العملة الرقمية إلى أكثر من 52 ألف دولار أمس، تكون قد بلغت خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل سنة، فيما تبلغ قيمة جميع عملات «بِتكوين» التي تم إنشاؤها منذ إطلاقها في عام 2008 نحو 1000 مليار دولار.
ويرى مهنيون في هذا القطاع، مثل إيريك ديموث، رئيس منصة «بيتباندا» الاوروبية لبيع العملات المُشفَّرة، أن القضية سُويت وأن عملة «بِتكوين» صارت تمثل «ذهبًا رقمياً جديداً» يقبل عليه المستثمرون الراغبين في تنويع أصولهم وحماية أنفسهم من التضخم.
ويضيف «قريباً، سنجد عملات بِتكوين في احتياطيات البنوك المركزية».».
ويقول الباحث ماتيو بوفار، من كلية الاقتصاد في جامعة تولوز الفرنسية «إنها أصول متقلبة جداً وهو أمر محفوف بالمخاطر، ولكن في الوقت نفسه، مرت عشر سنوات منذ أن قلنا أن بِتكوين ستنهار وها هي ما زالت موجودة».
ويضيف أن «بِتكوين تتحرك نحو أسواق أكثر تنظيماً» وتقلباتها تتناقص حتى لو ظل تقلبها أعلى بعشر مرات من أسواق الأسهم.
وفي الوقت الحالي، يشعر المسؤولون عن المؤسسات النقدية بالقلق من هذه العملة الافتراضية التي أنشأها أشخاص مجهولون وتدار من خلال شبكة لامركزية.
فقد أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد في أوائل الشهر الحالي أن «بِتكوين ليست عملة» وأنها «أصول تنطوي على الكثير من المضاربة».
وقال ألكسندر باراديه، محلل السوق لدى شركة «آي جي فرانس»، أن هناك «جانباً تسويقياً واضحاً»، وأن بعض الشركات «تدرج كميات صغيرة من عملات بِتكوين في تدفقها النقدي لإظهار أنها تجاري أخبار التكنولوجيا»، مذكِّراً بأن حمى المضاربة لم تهيمن بعد على الأسواق في أوروبا، كما هو الحال في الولايات المتحدة.
وقال إيريك ديموث، رئيس منصة «بيتباندا»، بأسف «إن الأمر نفسه يتكرر على الدوام، أوروبا متأخرة عن الولايات المتحدة بعامين في تبني التقنيات» الجديدة، ورأى أن القارة العجوز يمكنها اللحاق بالركب في السنوات المقبلة.
وقال محللون في شركة «بايت-تري» المتخصصة في العملات المُشفَّرة أن حصة أوروبا من «بِتكوين» لا تمثل سوى 10% فقط من مشتريات صناديق الاستثمار.
وقال مؤسس الشركة تشارلي موريس أن «السبب الرئيسي وراء ذلك هو القيود الشديدة التي تفرضها اللوائح». وأضاف أنه لا يتوقع أن يرى الشركات الأوروبية تتبع مثال «تِسلا» للسيارات الكهربائية التي يقودها إيلون ماسك، الداعم المتحمس للعملات المشفرة والذي استثمر 1.5 مليار دولار في «بِتكوين».
تستثمر الشركات الرقمية العملاقة مثل «غوغل» و»أبل» التي لديها وفرة من المال بكثافة في سوق الأسهم، لكن «تِسلا» برزت من خلال دخول عالم العملات المشفرة المتقلب.
ولا يحبذ كل المستثمرين خوض مغامرات على غرار إيلون ماسك. فمنذ أن اشترت شركته «بِتكوين، انخفض سهم شركته بشكل حاد. وقال مستثمر في سوق العملات المشفرة «لقد كلفهم هذا أكثر من 60 مليار من رسملتهم السوقية».
عندما بدأت الأسعار في الصعود في نهاية عام 2020، كان مؤيدو العملات المُشفَّرة سعداء برؤية أن من يدعم الارتفاع مستثمرون محترفون، وليس أفراد كما في عام 2017، حين ارتفعت الأسعار قبل انهيارها في أوائل عام 2018.
لذلك ينتظر العديد من الفاعلين تصحيحاً حاداً في الأسعار، دون أن يتخلوا مع ذلك عن العملات المشفرة.
وقال ألكسندر باراديه «كما حدث خلال فقاعة الإنترنت، سيتوقف الكثير من المنتجات الجديدة المرتبطة بعملة البِتكوين، لكن المنتجات الأخرى التي ستكون الأفضل رسملة والأكثر صلابة، ستبقى».