أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2022

تجارة الحيوانات الأليفة.. هواية تتحول مصدرا للرزق عبر “التواصل الاجتماعي”

 الغد-هبة العيساوي   – على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، كتب مهند ياسين منشورا على صفحته الخاصة “أنثى شيرازي للتزاوج.. للجادين التواصل على الخاص”، في غاية منه لكسب المال من الراغبين في الحصول على أطفال قطط من هذا النوع المفضل لدى الكثيرين.

العشريني ياسين وجد في تربية القطط ذات السلالة الأجنبية فرصة عمل تدر عليه دخلا موسميا إلى جانب وظيفته في مجال المحاسبة، يرى أن الكثير من الشباب أصبحوا يربون القطط محليا ويعرضونها للتزاوج للإنتاج من السلالة النقية نفسها أو كسلالة هجينة مع نوع آخر.
ويبين أنه ينتظر نحو شهرين بعد أن تتم عملية تزاوج القطط وإنجاب الأطفال، ليقوم بعد ذلك ببيعهم إلى محال مرخصة أو مواطنين بشكل مباشر عبر صفحته على فيسبوك، ميشرا إلى أن السعر يتفاوت بحسب نوع القطط.
ويشير ياسين إلى أن الربح من هذه العملية مضمون مقارنة مع الكلفة المحدودة، كونه عادة ما تنجب القطة من 4 إلى 6 أطفال، في حين أن كلفة طعامهم لا تتجاوز 50 دينارا شهريا، مشيرا إلى أن العناية الصحية تقتصر على القطة الأم في حين أن الأطفال يحتاجون إلى المطاعيم بعد سن الشهرين.
ويبين أن أطفال القطط (شهرين) يباعون وفقا للنوع بين 50 و250 دينارا، مشيرا إلى أن نوع هيملايا، سيامي، بريتش، وشيرازي، تعتبر من أغلى الأنواع.
وفي جانب آخر من الحيوانات الأليفة أيضا، يخصص أحمد جابر طابق التسوية في منزل أهله لتربية كلاب من نوع الهاسكي، ليعرضها للبيع عبر صفحات خاصة له على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويقول جابر (42 عاما): “إنه بدأ بتربية كلاب الهاسكي كهواية وحب لهذه السلالة الفريدة والجميلة، ولكن بدأ بالتجارة بعدما سأله أكثر من شخص إذا كان يرغب ببيع الكلب الأنثى الخاصة به”.
ويقول جابر: “بحثت عبر الإنترنت عن شخص لديه كلب هاسكي ذكر وعرضت عليه أن يقوم بتزويجه لكلبتي من النوع نفسه مقابل 100 دينار بشرط أن أدفع المبلغ بعد أن تحمل كلبتي بالجراء”.
ويضيف “بالفعل حملت كلبتي بستة صغار هاسكي ودفعت المبلغ للشاب وبعد أن أنجبت قمت بتربيتهم في التسوية وإطعامهم أفضل طعام سواء من مخلفات المطبخ أو من المحلات الى أن أصبح عمرهم شهرين قمت بعرضهم للبيع”.
تجلس غادة منصور، ربة المنزل، على الأريكة ممكسة هاتفها الذكي ومحاطة بأطفالها الأربعة، لتبحث عبر مواقع التوصل الاجتماعي عن صفحة إلكترونية تبيع الحيوانات الأليفة، وخاصة القطط من نوع الهملايا.
وتقول منصور (46 عاما) التي وعدت أطفالها بشراء قطتين صغيرتين للعيش معهم بالمنزل: “أريدهم أن ينشغلوا باللعب مع القطط وعنايتها بدلا من مسك الايباد واللهو بالألعاب الالكترونية طوال اليوم.”
وتضيف أنها لاحظت أن أسعار القطط عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أرخص مقارنة مع المحال المخصصة لبيع الحيوانات الأليفة، معلقة: “زرنا محلا لبيع القطط وطلب في قطة الهملايا الصغيرة 250 دينارا ولكن وأنا أبحث على موقع “فيسبوك” وجدتها بسعر أقل”.
وتشير منصور، التي تعتبر عائلتها من الطبقة المتوسطة، إلى أنه مع العيش في شقق مغلقة ضمن مبان سكنية أصبح من الصعب توفر مساحات للعب الأطفال مقارنة مع الأيام التي عاشتها أثناء طفولتها لذلك وجدت بشراء القطط فرصة لتجربة جديدة بعيدا عن الإنترنت وألعابه.
وتقول: “صحيح أنه سيكون لها تكلفة ومصروفا يوميا، سواء بمراجعة الطبيب البيطري وإعطاؤها المطعوم إضافة إلى الأكل الخاص بالقطط، إلا أننا مضطرون لهذا الإنفاق وأصبح ضرورة بالنسبة لعائلتنا.”
ووفقا لإحصائية غرفة تجارة الأردن يبلغ عدد المحال المرخصة لبيع الحيوانات الأليفة ومستلزماتها نحو 105 محلات تتركز الغالبية العظمى منها في عمان.
من جانبها تقول رشا سليمان، التي كانت تحلم منذ صغرها بتربية طير ببغاء يستطيع الكلام: “إنها وجدت صفحة على موقع “انستغرام” تبيع تلك الطيور، ولكن سعرها مرتفع جدا، ما اضطرها لادخار مبلغ شهري كي تستطيع شراءه”.
وتبين سليمان (32 عاما) والموظفة في القطاع الخاص، أن سعر الببغاء الذي ترغب بشرائه يصل لنحو 500 دينار، مشيرة إلى أنها لن تنشغل كثيرا بموضوع كلفة طعامه كونه يأكل من مخلفات المطبخ.
وتشير إلى أن المحال التي تبيع الطيور في عمان أسعارها أعلى من أسعار صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لذلك لم تذهب لتلك المحال.
وتؤكد سليمان أنها ندمت على عدم اقتناء حيوان أليف في منزل أهلها خلال فترة “كورونا”، والتي قضى خلالها الجميع وقت فراغ طويل في بيوتهم، مشيرة إلى أن تلك التجربة علمتها ضرورة وجود حيوان أو طير أليف بالبيت.
الحيوانات والجائحة
بدوره يقول مستثمر في قطاع تربية الحيوانات الأليفة عماد قدورة: “إنه بعد جائحة “كورونا” لاحظنا إقبالا كبيرا من الناس على اقتناء الحيوانات الأليفة في بيوتهم وكأنهم يتخذونها ونيسا للكبار والصغار”.
ويبين قدورة أن أكثر الحيوانات الأليفة التي يتم استيرادها من الخارج هي الكلاب وأسعارها تتراوح بحسب النوع ومصدر الاستيراد وقد تصل أحيانا إلى 750 دولارا.
ويشير إلى أن أكثر البلدان التي تستورد منها الكلاب هي أوكرانيا وروسيا وأوروبا الشرقية، وأما بالنسبة للقطط فالقليل جدا منها يستورد لأن غالبية تربيتها محلية والتزاوج بين الأنواع في المملكة، كالسيامي، والشيرازي أو هيملايا.
أما بالنسبة لطعام الحيوانات، فيبين قدورة أنه يتم استيراده من أميركا، كونه غذاء كاملا متكاملا ويجب أن يحتوي على فيتامينات ومعادن، مشيرا إلى أن أسعاره تختلف وفقا لمصدر إنتاجه واستيراده.
ويبين أن أكثر البلدان التي يستورد منها الأردن طعام الحيوانات هي أوروبا، تركيا، وجنوب شرق أسيا، في حين تتراوح أسعاره وفقا للنوع والمصدر بين 50 إلى 70 دينارا للكيس الذي يحتوي على 12 كيلو.
ويؤكد قدورة أن اقتناء الكلاب والقطط تحديدا، لم يعد يقتصر على العائلات الميسورة، مشيرا إلى أنه حتى العائلات من الطبقة الأقل من المتوسطة تربي في منزلها أسماك زينة أو قطط أو طيور الحب، كون كلفة تربيتها أقل مقارنة مع حيوانات أخرى ولا تحتاج لمساحات كبيرة.
أما بالنسبة للبيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيقول قدورة: ” بالطبع البيع على صفحات المواقع فيه تفاوت كبير في الأسعار مقارنة مع المحال كأي سلع أخرى”.
ويضيف أن “الشراء أون لاين يضر المحال المرخصة ولكن لا ننكر أن البيع الإلكتروني له مستقبل”.
القدرات الاقتصادية والمفاهيم الاجتماعية
أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين محادين يرى أن اقتناء الحيوانات الأليفة في المنزل هو مظهر استهلاكي اجتماعي يندرج في الغالب تحت باب التقليد للثقافة الغربية أو لثقافة الصورة التي زادت من خلال التطور التكنولوجي.
ويضيف محادين أن تربية تلك الحيوانات في المنازل مرتبط باختلاف القدرات الاقتصادية والمفاهيم الاجتماعية للأسر، مؤكدا على ارتفاع كلفة اقتنائها وتوفير الطعام والصحة لها.
وحول وجود الحيوان الأليف كونيس للعائلة يرى محادين أن الأصل هو تحسن علاقات الناس ببعضهم البعض ورعاية الأباء لأبنائهم وتفاعلهم معهم بدلا من ايجاد بدائل غير علمية لذلك.
ويدعو إلى تجنب التقليد الأعمى للغرب والتقاط السلوكيات الدخيلة على المجتمع، رغم أن تربية الحيوانات الأليفة لايوجد بها اشكالية ولكن يجب أن لا يكون هناك اهمال تربوي في الأسرة.
دائرة الافتاء
وحول هذا الموضوع، استطلعت الغد رأي دائرة الافتاء العام، والتي أكدت أن تربية الحيوانات والطيور والتجارة بها جائز وغير محرم الا ما ورد تحريم اقتنائه في السنة النبوية.
نقابة أطباء البيطرة
عضو نقابة أطباء البيطرة الدكتور عبد جميل عواد يشير إلى أن تجارة الحيوانات الأليفة واقتناء الأسر لها في توسع ملحوظ وخاصة بعد جائحة كورونا التي ساهمت في ازدياد الاهتمام بوجود حيوان أليف في المنزل.
ويبين عواد أن أكثر من نحو 1700 عيادة بيطرة منتشرة في المملكة وتتفاوت أسعار الخدمة فيها وفقا لموقعها وايجارها والموظفين العاملين فيها.
ويؤكد على ضرورة وجود شهادة مطعوم لكل حيوان أليف تقتنيه الأسرة وخاصة المطاعيم الدورية لتجنب الأمراض المعدية، إلى جانب المراجعات الدورية.
ويتراوح سعر المطعوم للقطط والكلاب في العيادات البيطرية ما بين 5 إلى 15 دينار، في حين يتراوح سعر خدمة قص المخالب والشعر والاستحمام ما بين 10 إلى 20 دينارا.
ولا يحق لأي طبيب فتح عيادة بيطرية خاصة في المملكة إلا بعد الحصول على رخصة بذلك من وزارة الزراعة ويشترط للحصول عليها أن يقدم الطبيب طلبه بذلك إلى الوزارة عن طريق نقابة الأطباء البيطريين.
ويشترط في ترخيص العيادة البيطرية الخاصة أن تتوفر فيها عدة شروط منها، أن لا تقل مساحتها عن 28 متراً مربعاً. وأن تكون مجهزة بالمرافق الصحية بما في ذلك الماء والكهرباء والصرف الصحي. وأن تكون مزودة بالأدوات الطبية الضرورية وطاولة للمعالجة وثلاجة. وأن تبعد عن أقرب عيادة بيطرية مسافة لا تقل عن خمسين متراً وتقاس المسافة بين أقرب نقطتين، ويستثنى من هذا الشرط الحالات التي يتم فيها موافقة خطية من صاحب العيادة الأسبق. وأن توضع لافتة على مدخل العيادة البيطرية يدرج عليها إسم الطبيب وعنوانه ورقم هاتفه وأوقات العمل في العيادة.
وزارة الزراعة
مصدر في وزارة الزارعة طلب عدم ذكر اسمه يقدر كميات طعام الحيوانات الأليفة المستخدمة لتغذية كافة الأصناف المنزلية او غير المنزلية وكذلك كلاب الحراسة وكلاب المخدرات والبحث والانقاذ بحوالي 2440 طن سنويا وتشمل كذلك حيوانات الحدائق والاسماك.
وقدر المصدر تكلفة تلك الأطعمة بحوالي 2 مليون دينار سنويا، مشيرا إلى أن تصنيع هذه الأغذية يتم من مخلفات المسالخ والصناعات الغذائية لانتاج أعلاف مستساغة وذات قيمة، في حين يستورد جزء من هذه المواد من عدد من الدول ومن اهمها الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وتركيا.
ويلفت إلى أن هناك المئات من الأشخاص البسطاء الذين يكرسون جزء من دخلهم لرعاية الحيوانات، مؤكدا أن جميع الحيوانات او الاعلاف تخضع للفحص والإشراف المباشر من الجهات الرسمية.
ويشير المصدر إلى أن آلية بيع هذه المواد عبر التجارة الإلكترونية أثر بشكل كبير على تسويقها مثل باقي السلع وأدى الى تقليل الأسعار نتيجة المنافسة.
في حين أن أكثر الحيوانات المنزلية شيوعا هي القطط والكلاب والارانب وأسماك الزينة، بحسب المصدر نفسه.
ويلفت إلى أنه حصل انخفاض في استيراد الحيوانات الأليفة خلال الفترة 2019 – 2022 مقارنة مع السنوات السابقة، نتيجة ارتفاع كلف الشحن وتشديد إجراءات الاستيراد وطلب فحوصات مخبرية مع الشهادات المرفقة ونتيجة ضعف الوضع الاقتصادي بشكل عام.
ولكن يؤكد توفير انتاج محلي من خلال هواة التربية ما غطى معظم الطلبات على الأصناف المرغوبة.
ويبين أن عدد الحيوانات المستوردة من الأصناف من قطط وكلاب وارانب وبعض الأصناف الأخرى من حيوانات المزارع حوالي الفين فقط خلال عام كامل، مؤكدا أن الإنتاج المحلي يصعب حصره.