أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    18-Jan-2020

كيف يمكن للتلاعب بعقارب الساعة أن يربك أسواق المال؟
أرقام - "يمكنك تعديل الساعة كما تشاء، لكنك لن تحرك الوقت مهما فعلت".. تحمل هذه العبارة بعض المنطقية التي يدافع عنها معارضو فكرة التوقيت الصيفي، ومع ذلك، فإنها تظهر هذا التغيير كما لو أنه شكلي لا يؤثر في شيء، والحقيقة -التي قد يحبها هؤلاء المعارضون- أنه يؤثر كثيرًا.
 
 
يستخدم التوقيت الصيفي من قبل عدة بلدان بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وبعض دول أوروبا، حيث يتم تقديم التوقيت ساعة في بداية الربيع حتى يستمر ضوء الشمس لفترة أطول خلال المساء، ثم تأخيره مجددًا قبل الشتاء، ليستمر الضوء فترة أطول في الصباح مع غروب الشمس مبكرًا.
 
لكن تظهر العديد من الدراسات أن التوقيت الصيفي يضر بعمليات صنع القرار لدى البشر، بسبب الاضطراب المصاحب له والذي يصيب الساعة البيولوجية لدى الإنسان، ووجدت الأبحاث أن الناس يعانون تقلبات مزاجية أكثر بعد تعديل التوقيت.
 
وبعد تعديل التوقيت، يقع المزيد من حوادث السيارات ويتعرض عدد أكبر من الناس لمضاعفات صحية، ويطالب أطباء في الولايات المتحدة السلطات بالتوقف عن تعديل التوقيت، بدعوى أن لها عواقب طويلة الأجل على الصحة.
 
الإضرار بالصحة والإنتاجية
 
 
- تقول أستاذة علم الأعصاب في المركز الطبي التابع لجامعة فاندربيلت في ناشفيل "بيث مالو": الأمر لا يتعلق بتقديم أو تأخير التوقيت ساعة واحدة لمرتين في السنة، إنه يؤدي إلى اختلال بين الساعات البيولوجية لمدة 8 أشهر من السنة.
 
 
- في الولايات المتحدة، يبدأ التوقيت الصيفي في ثاني يوم أحد من شهر مارس، وحينها تقدم معظم البلاد التوقيت بمقدار ساعة، ويستمر العمل بهذا النظام طيلة 8 أشهر، حتى يوم الأحد الأول من نوفمبر، وحينها يتم تأخير التوقيت ساعة.
 
 
- وفقًا لـ"بيث"، يمكن أن يؤثر التوقيت الصيفي على عدد من وظائف الدماغ، بما في ذلك اليقظة ومستوى الطاقة، مضيفة: عندما نتحدث عن التوقيت الصيفي والتحولات المصاحبة له والعلاقة بالضوء، فنحن نتكلم عن تأثيرات عميقة على الساعة البيولوجية، وهي بنية متأصلة في الدماغ.
 
 
- وجد الأستاذ المساعد في الإدارة والتنظيم "كريستوفر بارنز" أن معظم الناس يفقدون ما يصل إلى 40 دقيقة من معدل نومهم الطبيعي بعد تطبيق التوقيت الصيفي، وهو ما يقول إنه كاف لاضطراب الطبيعة الدورية لليوم وإرباك الساعة البيولوجية.
 
 
- لذلك، قد يشعر هؤلاء بالتعب والنعاس أثناء النهار، كما يمكن أن يؤثر سلبًا على العمل والتركيز والذاكرة، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو حقيقة أن هذه الاضطرابات تنعكس على الإنتاجية، وتزداد معها إصابات مواقع العمل.
 
كيف تتأثر أسواق المال؟
 
 
- تبين أن تعديل التوقيت قد يكون له آثار على الأسواق المالية أيضًا، وخلص بحث أجراه محاضر العلوم المالية بجامعة غلاسكو "أنتونيوس سيغانوس" إلى أن عملية اتخاذ المستثمر للقرار تتأثر بالتغييرات التي تطرأ على التوقيت.
 
 
- لاستكشاف التأثير، درس "سيغانوس" عائدات أسهم أكثر من 5500 شركة كانت جزءًا من صفقات دمج خلال الفترة بين عامي 1977 و2017 في الولايات المتحدة، والتي أعلن بعضها خلال يوم الإثنين التالي لتعديل التوقيت.
 
 
- بالنظر إلى أداء أسهم الشركات المستهدفة في صفقات دمج، تبين أنه بعد إتمام الصفقة، ارتفعت الأسهم أكثر من المعتاد وكانت أكثر تقلبًا في أول يوم تداول بعد تعديل التوقيت، ويقول "سيغانوس": في النهاية، حتى المستثمرون المحترفون هم بشر، والتوقيت الصيفي يؤثر على قراراتهم.
 
 
- عندما يتم الإعلان عن الصفقة، تشهد الشركة المستهدفة بها عائدًا نسبته 10% في المتوسط، نظرًا لأن الاندماج عادة ما يكون خبرًا جيدًا للمساهمين، لكن عندما يأتي الإعلان في يوم الإثنين التالي لتعديل التوقيت، فإن مكاسب السهم ترتفع في المتوسط بنسبة أكبر بنحو 2.5%.
 
 
- يعزى هذا الفارق إلى تغير أنماط نوم المستثمرين، ما يجعلهم يبالغون في رد الفعل على المعلومات المتاحة لهم خلال المدى القصير، ومع تزايد تقلبات المزاج يميل سلوك المستثمرين إلى المخاطرة بشكل أكبر، ويبدو أنهم على استعداد لدفع أسهم الشركات المستهدفة إلى قيم أكثر تطرفًا.
 
أولوية الاستقرار الذهني
 
 
- بالإضافة إلى كونها ضارة بصحة الناس، يبدو أن تعديل التوقيت له تأثير لا داعي له على الأسواق المالية، وتوضح دراسة "سيغانوس" كيف أن الاضطرابات التي تطرأ على مزاج ونوم الشخص يمكنها التأثير في قرارات الاستثمار.
 
 
- تعديل التوقيت يمكنه أن يغير أنماط النوم للأشخاص بأكثر من ساعة يوميًا، ما يثير مخاوف حول التأثير على عملية اتخاذ القرار، وهو أمر بطبيعة الحال مهم بشكل بالغ للمتخصصين في الاستثمار.
 
 
- يعد تطوير دورات النوم الصحي، وتوفير ساعات عمل مرنة تتناسب مع مختلف الأشخاص ومصابيح إضاءة عالية الجودة وأسرَّة النوم في المكاتب، من بين الطرق التي تسعى من خلالها الشركات إلى تحسين عادات نوم موظفيها للحفاظ على الإنتاجية.
 
المصادر: كونفرزشن، إنتربرونير، مديكال نيوز توداي