أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    22-Nov-2020

قمة مجموعة العشرين*عصام قضماني

 الراي

«ما بعد «كورونا» ليس كما قبلها» على الأقل هذه هي الحقيقة التي تخيم على أجواء قمة مجموعة العشرين التي تنعقد برئاسة السعودية ويحضرها الأردن وهو ليس من بين أعضائها في دلالة على أهمية هذا الصوت خصوصا وأن الملك استبق القمة بمجموعة من الأفكار حول العولمة والغذاء والمناخ.
 
«قمة العشرين» هذا العام تنعقد في الرياض افتراضياً، وهي أول علامات تغيير قواعد العولمة أما العلامة الثانية فهي قد كانت على الدوام تنعقد بعيدا عن المنطقة, تحدد مستقبلها ومستقبلنا دون أن يكون لنا رأي وإن كان من فضل فالجائحة هي من دفعت دول الصف الثاني وربما الثالث إلى القيادة.
 
فاتحة القمة هي القيادة والريادة في القرن الحادي والعشرين والتي ستكون لصناعة المعرفة التي تمثل الثورة الصناعية الرابعة وتتمحور حول الكمبيوتر وتطبيقاته غير المحدودة في جميع مجالات الحياة والفائز هو القادر على التجديد والإبداع وتجاوز الواقع.
 
الأمة العربية أصبحت طرفاً في هذه المنافسة العالمية وهي لم تكن طرفا في صنع أحداث القرنين السابقين على الأقل، والعقل العربي بات مساهما في صياغة هذا القرن ليس فقط لموقعه الإستراتيجي وليس لأنه المستضيف الأول للصراعات العالمية وميدانها إن شئت بل لأنه مصدر كلما سبق.
 
في القرون السابقة كان مستقبل العالم أمامه وكان مستقبلنا خلفنا فهل ستتغير هذه الصورة في هذا القرن أو القرون القادمة؟.
 
حتى الآن يفشل العالم في تنسيق الجهود العالمية لمكافحة جائحة «كورونا» والحد من تأثيرها الإنساني والاقتصادي، وتوفير اللقاحات ضد الفيروس للإنسانية جمعاء الفقراء والأغنياء.
 
لم يكن العالم مشتتا وانعزاليا كما هو اليوم في مواجهة أزمة كورونا حتى أن البعض رحب مبكرا بأدوار الدول المركزية وسرع من توقعات أفول نجم الديمقراطية وموت العولمة.
 
هذا الوباء خالف كل قواعد العولمة، فباغت بضراوة الأغنياء من دول العالم وكان حتى الآن رحيما بالفقراء من الدول النامية والمتخلفة وإن كان لم يفرق بين من يمتلك أساطيل تملأ البحار وأسرابا تغطي الأفاق وبين من لا حول له ولا قوة، لكن النتيجة أن كل ما أنفق على التسليح من مليارات بل بليونات الدولارات لم ينفع في وقت الشدة وكأن الدنيا اختصرت بكمامة وجهاز تنفس صناعي.
 
إذا كانت العولمة مستمرة بفضل التكنولوجيا وثورة الاتصال فهي أيضا ستكون السلاح الذي سينقض عليها..! أما بالنسبة للعالم العربي، فيكفيه قرن من الهزائم الثقافية والعسكرية والاقتصادية والعلمية، وعليه أن يتحرك ليكون له دور في صياغة العولمة الجديدة.