الربط الكهربائي مع السعودية ودول الجوار مصلحة مشتركة وتعزيز للنظام الكهربائي كما يحمل في طياته منافع فنية واقتصادية للشبكة الوطنية حيث سيزيد ذلك من قدرة واستقرار هذه الشبكة، بحسب خبراء.

وأكدت الأردن والسعودية في بيان مشترك عقب زيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى المملكة أهمية استمرار التعاون في الربط الكهربائي بين البلدين وتعزيز التعاون المشترك في مجال كفاءة الطاقة، والابتكار والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، وتطوير التقنيات النظيفة لاستخدام الموارد الهيدروكربونية في تطبيقات متنوعة في المجال الصناعي والإنشائي.

خبراء في قطاع الطاقة أكدوا أن التوسع في الربط الكهربائي يساعد على استقرار الشبكة والنظام الكهربائي من خلال تبادل الأحمال مع شبكات الجوار.

وأشار وزير تطوير القطاع العام الأسبق د. ماهر مدادحة إلى أن الربط الكهربائي يساعد على تصريف القدرة الفائضة وتصديرها وكذلك تبادل الأحمال في فترات الذروة في وقت تعد فيه الاستطاعة التوليدية للنظام الكهربائي الأردني أكبر من حاجته.

ومن ناحية اقتصادية، فإن الربط الكربائي يعد جزءا من التكامل الاقتصادي العربي، كما يتيح فرصة التوسع في مشاريع الطاقة والطاقة المتجددة في المملكة وتشجيع الاستثمارات فيها، بحسب مدادحة.

وقررت الحكومة، الشهر الماضي، الموافقة على استئناف إقامة مشاريع الطاقة المتجددة التي تزيد على 1 ميغاواط لتغطية استهلاكات المستثمرين الجدد أو توسعة الاستهلاك القائم.

وأكد رئيس مجلس إدارة جمعية إدامة للطاقة والبيئة والمياه د. دريد محاسنة أن الربط الكهربائي مع السعودية ودول الجوار سيقلل من تلقبات التيار الكهربائي على الشبكة الوطنية كما سيتيح فرصة توفير طاقة كهربائية بأسعار أقل في بعض الفترات.

وأوضح في هذا الخصوص أن غالبية إنتاج الكهرباء في المملكة تتم باستخدام الطاقة المستوردة مع الإشارة إلى ما يحدث لأسعارها عالميا، بينما الأمر مختلف بالنسبة للسعودية التي تنتج الكهرباء بكلف أقل ما يجعل من استيرادها في بعض الفترات أمرا ذا جدوى اقتصادية أكثر منه من توليدها محليا.

وكانت وزارة الطاقة والثروة المعدنية أشارت في وقت سابق إلى أنه تم الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية الخاصة بالمشروع، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين ممثلة بوزارة الكهرباء السعودية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية، بهدف تفويض الشركات المعنية في كلا البلدين لإعداد اتفاقيات الربط، واختيار النموذج الأفضل لتمويل المشروع.

إلى ذلك، قال الخبير الاقتصادي د. قاسم الحموري: “إن الربط الكهربائي مع السعودية يوفر منفعة كبيرة للاقتصاد الأردني في حال تصدير الكهرباء إليها في بعض الأوقات خصوصا الطاقة الفائضة من مشاريع المتجددة، ويرفع من مستوى الميزان التجاري الذي يميل لصالح السعودية بشكل كبير حاليا.

أما في حال استيراد هذه الطاقة من السعودية فإنه يتيح الطاقة بكلف أقل على اعتبار أن إنتاج السعودية للكهرباء من الوقود التقليدي بكلفة أقل من إناتجها محليا.

يذكر أن شركة الكهرباء الوطنية طرحت في وقت سابق من هذا الشهر العطاء الخاص بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين المملكة والعراق التي ينتظر أن يكون جاهزا نهاية العام الحالي لتزويد العراق بقدرة 400 كيلو فولت، كما اتفقت الأردن ومصر أيضا في وقت سابق من العام على تعزيز خط الربط الكهربائي المشترك ورفع قدرته إلى 1000 ميجاواط وذلك ضمن خطط الحكومة لرفع قدرة الربط الكهربائي مع دول الجوار.