أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    29-Apr-2017

الحكومة السعودية تتوقع 200 مليار دولار إيردات من عمليات خصخصة في السنوات المقبلة وتحقق تقدما أفضل من المتوقع في خفض التكاليف

رويترز: قال مسؤول حكومي رفيع المستوى أمس الأول ان الحكومة السعودية تتوقع جمع نحو 200 مليار دولار في السنوات المقبلة، عبر بيع أصول في مؤسسات حكومية في قطاعات من الرعاية الصحية وحتى المطارات، وقال أيضا انها تحقق تقدما أفضل من المتوقع في خفض التكاليف. وقال محمد التويجري، نائب وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي، في مقابلة جرت في الرياض ان هذا الرقم قائم على أساس دراسات مفصلة للتقييمات وحجم الطلب في السوق منذ إطلاق خطة الخصخصة قبل عام. وأضاف أن الترتيبات الإدارية أصبحت مكتملة، وأن الحكومة تعتزم البدء في خصخصة بعض الأصول هذا العام في أربعة قطاعات: هي الرياضة، والكهرباء، والمياه، وصوامع الحبوب. وقال «هذا العام لدينا فكرة واضحة تماما عن حجم الطلب في السوق، والتقييم والمستشارين الماليين.. وشهية السوق المحلية والعالمية، والتدفقات النقدية، والمبادرات الحكومية، والهيكل المطلوب.. كل هذا تمت دراسته». ومن شأن خطه الخصخصة، في حال تحقيقها، أن تساعد على تحويل الاقتصاد السعودي عبر إشراك القطاع الخاص في جزء كبير من قطاعاته، كما ستساعد على دعم الأوضاع المالية العامة، التي تضررت جراء هبوط أسعار النفط. وسجلت السعودية عجزا قيمته 79 مليار دولار في 2016، وتستهدف القضاء على عجز الموازنة بحلول عام 2020. وقال التويجري، وهو طيار عسكري سابق وكان يشغل منصب الرئيس التنفيذي لبنك «إتش.إس.بي.سي» في الشرق الأوسط، ان مبلغ المئتي مليار دولار لا يشمل عشرات المليارات من الدولارات تعتزم الحكومة جمعها العام المقبل عند طرح ما يصل إلى خمسة في المئة من عملاق النفط «أرامكو السعودية».
ومن المتوقع خصخصة مؤسسات حكومية في 16 قطاعا بشكل جزئي أو كلي بحلول عام 2020. وقال التويجري ان الرياض ستظهر مرونة في اختيار الهيكل الذي يفضله المشترون، بما في ذلك الطروحات الأولية، والطروحات الخاصة، وصفقات الاستثمار المباشر. ومن بين الأصول التي سيجري طرحها للخصخصة خلال العام الجاري مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، حسبما أفاد التويجري. وقال عن الصفقة «وصلنا مرحلة متقدمة جدا، وتأكدنا من إقبال المستثمرين، وتعكف الجهات الحكومية المختصة على وضع نموذج الخصخصة.» ولفت إلى أن الحكومة ترى في قطاع الرعاية الصحية فرصا كبيرة للخصخصة، وتدرس إمكانية خصخصة كافة المستشفيات العامة ونحو 200 ألف صيدلية. * نمو تعثر نمو القطاع غير النفطي في المملكة العام الماضي، بعدما دفع هبوط أسعار النفط الحكومة إلى خفض إنفاقها. ولا تزال الحكومة تكافح من أجل خفض عجز الموازنة، وتهدف لاستعادة النمو عبر إقناع الشركات الخاصة بضخ المزيد من الاستثمارات. وأحد العوامل الرئيسية لهذه الاستراتيجية هو برنامج الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والذي تتشارك من خلاله الحكومة مع القطاع الخاص في تحمل تكاليف الاستثمار والمخاطر وفي جني الأرباح من المشروعات. ويمكن تطبيق هذا البرنامج في قطاعات تأمل الرياض في تطويرها مثل صناعة السيارات. وقال التويجري ان قطاعات البلديات والخدمات اللوجستية التي تشمل المواصلات والمطارات والموانئ ربما تكون أولى القطاعات التي تشهد شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، لكنه لم يحدد إطارا زمنيا لذلك. ولفت إلى أن السلطات تستهدف وضع أطر قانونية مفصلة لكل قطاع على حدة فيما يتعلق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. وتعتزم الحكومة طرح حزمة تحفيز للقطاع الصناعي في الربع الأخير من العام الجاري لدعم القطاع الحيوي وستركز على القطاعات التي تحظى بميزة تنافسية مثل التعدين والأنشطة المرتبطة به.
وقال المسؤول السعودي ان هناك نشاطا متسارعا لكل من «صندوق التنمية الصناعي»، الذي يقدم القروض للشركات الصناعية، و»صندوق الاستثمارات العامة» الذي يستثمر في المشروعات عبر شراء حصص فيها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قال صندوق الاستثمارات العامة انه سيكون مستثمرا رئيسيا في مدينة ترفيه جديدة تعتزم السعودية إنشاءها جنوب الرياض. وقال عبد العزيز الرشيد، وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية، ان عمليات الصندوقين من شأنها أن تساعد القطاع غير النفطي على النمو بنحو 0.5 في المئة هذا العام، مضيفا أن هذه النسبة قد تتجاوز خمسة المئة في المستقبل. وفي إشارة لوتيرة تعافي الاقتصاد السعودي قال التويجري «لن يشهد الاقتصاد انتعاشا حادا وسريعا ولكنه سيكون انتعاشا تدريجيا نوعا ما»، وأضاف ان الحكومة السعودية تحقق تقدما أفضل من المتوقع في خفض التكاليف، وهو السبب الرئيسي وراء المركز القوي للموازنة حتى الآن هذا العام مقارنة مع التوقعات الأولية.
وخلال الأسبوع الماضي أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بإعادة جميع البدلات المالية إلى موظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، بعد استقطاعها في سبتمبر/أيلول الماضي لمساعدة الحكومة في خفض عجز الموازنة الناجم عن هبوط أسعار النفط. وقال التويجري انه على الرغم من اتخاذ الحكومة لهذه الخطوة، لا تزال خطط القضاء على عجز الموازنة بحلول 2020 كما هي ولم تتغير، لأسباب أبرزها المكاسب الكبرى التي تحققت نتيجة لخفض التكاليف.
وأضاف أن عجز الموازنة خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار) وهو ما يقل كثيرا عن توقعات أولية بتسجيل عجز قيمته 56 مليار ريال. وتابع أن 17 مليار ريال من هذا الفارق كان نتيجة لخفض التكاليف، بينما حققت الحكومة ما بين أربعة وخمسة مليارات ريال من الإيرادات غير النفطية التي جاءت أعلى من المتوقع، فيما يعود المبلغ المتبقي من الفارق الكبير في العجز لعوامل أخرى. وقال ان الإمكانية الكاملة لخفض التكاليف تبدو واضحة لواضعي السياسات. وأضاف «حتما لا يزال هناك المزيد من الفرص لترشيد التكاليف.» وأثار استقطاع البدلات استياء الكثير من السعوديين على مدى الأشهر الماضية. وأوضح التويجري أن صانعي السياسات صوتوا لصالح إعادة البدلات لموظفي الدولة لتحسين مستوى الرعاية الاجتماعية وتحفيز النمو الاقتصادي، لكن جرى اتخاذ القرار بعد التأكد من إمكانية تعويض الإنفاق الزائد من خلال نواح أخرى. وقال «قرار تحقيق ميزانية متوازنة بحلول 2020 لم يتغير ولا يزال كما هو.»
وتتوقع ميزانية السعودية تسجيل عجز قيمته 198 مليار ريال (52.8 مليار دولار) خلال عام 2017 بأكمله.
(الدولار يساوي 3.75 ريال سعودي).