مباشر - سالي إسماعيل

 

هل تواجه مشاكل مادية؟ هل ترغب في زيادة أرباحك وربما مضاعفتها؟ هل يراودك حلم الثراء السريع؟ إذن، ما عليك سوى الانضمام لتكنولوجيا "البلوكشين" والعملات الإلكترونية.

 

بالتجربة العملية، تمكنت أسهم شركات من تحقيق مكاسب خيالية بمجرد الإعلان عن اعتزام الاستثمار في العملات الإلكترونية أو التكنولوجيا المرتبطة بها "البلكوشين" أو حتى إجراء اختبارات متعلقة بهذا الأمر.

 

وتدعم تكنولوجيا "البلوكشين" العملات الإلكترونية بشكل كبير، حيث تعمل على هيئة نظام سجل إلكتروني لتدوين البيانات ومعالجتها وبالتالي هي تنشئ سوقاً رقمية عالمية مشتركة بما يمكن المستخدمين من إجراء تبادلات يومية عبر شبكة آمنة.

 

ومع بداية العام الجديد، شهدت العملات الافتراضية حالة من التحول سواء في اهتمامات المستثمرين التي تغيرت من "البيتكوين" إلى عملات أخرى أقل قيمة أو موقف الحكومات التي بدأت تتبع نبرة أكثر حدة في اتخاذ قرارات صارمة بشأنها، إلا أن كل هذا لم يحول دون مكاسبها القياسية التي تهبط بين الحين والآخر خلالها بشكل حاد.

 

وصعدت القيمة السوقية للعملات الإلكترونية مجتمعة من 615.605 مليار دولار سجلتها في نهاية تعاملات العام الماضي إلى 660.904 مليار دولار بنهاية جلسة 11 يناير بعد أن تجاوزت مستوى 830.742 مليار دولار في جلسة 8 يناير.

 

وفي تصريحات صارمة، حذر رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية المستثمرين من مخاطر الاستثمار في العملات الإلكترونية لتزايد فرص الاحتيال والتلاعب.

 

وأكد "جاي كلايتون" أن تداول والطروحات الأولية لهذا العملات الافتراضية قد تنتهك القوانين الفيدرالية للأوراق المالية.

 

وتسمح العروض الأولية للعملة للشركات الناشئة القائمة على تقنيات العملات الإلكترونية مثل "البلوكشين" بجمع رؤوس أموال بسرعة عبر إصدار العملات الافتراضية للمستثمرين.

 

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة "بيبسوك" للاستثمار في نوفمبر الماضي، فإن شركات عديدة حققت مكاسب كبيرة ليس بسبب نتائج أعمالها لكن لدخولها في مجال تكنولوجيا "البلوكشين" والسماح لمستخدميها باستخدام العملة الرقمية.

 

وأكد التقرير ذاته أنه رغم عدم وجود دليل على النهاية التي ستكون من نصيب عملة "البيتكوين" لكن الطريقة التي ترتفع بها أسهم هذه الشركات تعيد إلى الأذهان مشهد فقاعة "دوت كوم".

 

"كوداك" تعالج قصورها المالي

 

وفي 9 يناير، كشفت الشركة الأمريكية "إيستمان كوداك" عن انضمالها إلى تقنية "البلوكشين" عبر إطلاق عملة إلكترونية باسم "كوداك كوين" للمصورين من خلال شراكة ستعقدها مع "دبليو.آي.إن.إن ديجيتال" من أجل تأسيس منصة لإدارة حقوق الصور.

 

وسجل سهم "كوداك" مكاسب بلغت 292% في 3 جلسات فقط بعد أن قفز السهم من مستوى 3.10 دولار إلى 12.15 دولار قبل أن يتراجع قليلاً بنهاية جلسة 11 يناير إلى 8.40 دولار.

 

وتنضم "كوداك" إلى قائمة الشركات التي تتجه نحو الاستثمار في مجال العملات الإلكترونية بهدف تحسين موقفها المالي، حيث تكافح الشركة الأمريكية من أجل استعادة الزخْم التي كانت عليه قبل الانتقال إلى العصر الرقمي.

 

وكانت الشركة الأمريكية قد أشهرت إفلاسها قبل 6 سنوات من الآن، لكنها عادت من جديد مع محاولات للتركيز على الطباعة الرقمية إلا أن بعض المشاكل المالية لا تزال تحاصر رائد التصوير في العالم سابقاً.

 

ماذا يحدث بعد إعلان خطط بشأن "البلوكشين"؟

 

ما أن تكشف شركة ما صغيرة أو كبيرة من حيث قيمتها السوقية عن خطط تتعلق بتقنية "البوكشين" أو حتى منصات تداولات العملات الإلكترونية إلا وكانت المكاسب القوية من نصيبها.

 

وبعد أن أعلنت شركة "رنرين" عن تطلعها لجمع تمويل عبر عروض الطرح الأولية للعملات الإلكترونية من خلال خطط لما يسمى بمنصة الشبكة الاجتماعية المفتوحة على أساس "البلوكشين"، صعد سهم الشركة الصينية بسرعة.

 

وارتفع سهم "رنرين" العاملة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي بأكثر من 50% مقارنة مع مستوى 18.32 دولار وصلت له في جلسة 3 يناير الجاري بالتزامن مع الكشف عن خطط الشركة الجديدة.

 

وسجل سهم "رنرين" مستوى 12.25 دولار مع إغلاق جلسة 11 يناير الجاري.

 

أما شركة "تي.جي.أي" أعلنت في بداية العام الجاري أنها تخطط لاقتحام سوق العملات الإلكترونية والبلوكتشين عبر استخدم منصة تعرف باسم "داتابوس للاستثمار" في أسواق "بلوكشين".

 

وخلال تعاملات 2 يناير، ارتفع سهم الشركة الأمريكية العاملة في مجال الطاقة المتجددة بنحو 233% ليصل إلى 0.2 سنت لسهم وهي أكبر مكاسب حققها سهم الشركة منذ 19 مايو الماضي.

 

كما قفز سهم شركة "سكوير" من 40.66 دولار في جلسة 15 نوفمبر الماضي إلى مستوى 48.86 دولار في جلسة 24 نوفمبر قبل أن يتراجع إلى 42.30 دولار في الوقت الحالي.

 

أما سهم شركة "أوفر ستوك دوت كوم" فصعد من مستوى 50.03 دولار إلى 80.60 دولار حالياً بعد أن تجاوز مستوى 86.90 دولار.

 

تغيير العلامة التجارية للفوز بمكاسب قياسية

 

وفي 21 ديسمبر الماضي، قررت شركة مشروبات أمريكية تغيير اسمها من "Long Island Iced Tea Corp" إلى "Long Blockchain Corp" كما ستحول نشاطها إلى استكشاف فرص استثمارية في تكنولوجيا "البلوكشين".

 

وجاء قرار الشركة العاملة في مجال المشروبات بعد أن واجهت تحذيراً بالشطب في أكتوبر الماضي من قبل "ناسداك" بسبب انخفاض قيمتها السوقية إلى أقل من 35 مليون دولار، ليقفز سهم الشركة حينذاك بنحو 250%.

 

وبمجرد أن أعلنت شركة صغيرة تعمل في مجال التكنولوجيا المالية شراء منصة "بلوكشين" تنفذ جميع تعاملاتها بالعملات الإلكترونية، قفز سهم "لونج فين" بأرقام مضاعفة تصل إلى 2600%.

 

وخلال الفترة من 13 وحتى 18 ديسمبر الماضي، وتحديداً بعد إعلان الشركة الأمريكية شراء منصة "زودي دوت كوم" وهي منصة تمكن صغار المقرضين العالمين من تقديم حلول، صعد سهم "لونج فين" من مستوى 5.75 دولار إلى 142.8 دولار.

 

كما أوقفت هيئة البورصات الأمريكية التداول على سهم "كريبتو" في 19 ديسمبر حتى 3 يناير الجاري بعد أن قفز السهم بنحو 2775% في أقل من 20 يوماً.

 

وكانت الشركة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية كشفت في 4 ديسمبر الماضي عن بدء المرحلة الأولى من عمليات التداول ومنصات العملات الرقمية.

 

ماذا عن صناديق التحوط؟

 

حالفت المكاسب القياسية أيضاً أول صندوق تحوط في العالم يركز استثماراته على العملات الإلكترونية ليتجاوز أكبر صناديق التحوط في العالم أرباحاً.

 

وبلغت عائدات صندوق التحوط "بانتيرا بيتكوين" الذي ظهر في عام 2013، خلال العام الماضي 25004%، وفقاً لبيان صادر عن الصندوق.