أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-May-2018

الحبّ العصيب* زيان زوانة
عمان اكسشينج - 
في اجتماع قمة دول الإتحاد الأوروبي في العاصمة البلغارية الأسبوع الماضي ، عبّر الرئيس الفرنسي عن الإحباط الأوروبي عندما قال " الإنسحاب من اتفاق النووي مع إيران سيئا وخاطئا " وأضاف " على دول الإتحاد تفعيل آليات حماية مصالحها ، وأنه لا ينبغي أن تدفع الشركات الأوروبية ثمن قرارات الإدارة الأمريكية " ، كما عبر رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي عن الإحباط الأوروبي بلغة أقل دبلوماسية عندما قال " عند النظر إلى قرارات ترامب الأخيرة ، فإن ما يتبادر إلى الذهن هو أنه لا حاجة للأعداء مع وجود هكذا أصدقاء " ، وتصريحه " لقد أضيفت ظاهرة جديدة إلى صعود الصين وسياسات روسيا العدائية ، ألا وهي نزوات الإدارة الأمريكية " وتصريحه عن الرئيس ترامب " أوروبا مدينة له بالشكر ، إذ أننا بفضله ودّعنا أحلامنا الخادعة ، وفهمنا أنه إذا كنت محتاجا للمساعدة فينبغي مساعدة نفسك بنفسك " . كذلك لم تكن المستشارة الألمانية اقل وضوحا عندما توجهت بعد القمة الأوروبية للإجتماع بالزعيمين الروسي والصيني وتعزيز العلاقات الأوروبية مع بلديهما ، خاصة ما يتعلق بخط نورد ستريم الذي يزود أوروبا بالغاز الروسي ، والذي تعارضه شركات النفط والغاز الأمريكية.
مثل الأوروبيين ، تلقى الأردن من الإدارة الأمريكية خلال سنة من عمرها ضربات استراتيجية ، كان آخرها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وكلمة كوشنير في حفل افتتاحها ، وقبلها دعم محاولات نزع الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة ، وتحدي حلّ الدولتين للصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي ووضعه على الرّف ، وخطاب المندوبة الأمريكية في اجتماعات مجلس الأمن لبحث قيام إسرائيل بتقتيل الشباب الفلسطيني الأعزل.
بينما ينتظرالإتحاد الأوروبي قرار ترامب في نهاية الشهر حول إخضاعه لضريبة الحديد والألمنيوم ، وبينما يحاول الأردن مواجهة تداعيات نقل السفارة على مصالحه ووصايته الهاشمية وانتظاره تفاصيل صفقة القرن ، فإن المؤكد أنهما لا يستطيعان تحدي قرارات الإدارة الأمريكية ، ولا يستطيعان مواجهتها ، ولا يستطيعان التخلي عن العلاقة معها وعن ما تقدمه من مساعدات ، برغم كلّ قراراتها ، لكّن كلمات رئيس مجلس الإتحاد الأوروبي عن الإعتماد على النفس تبدو منسوخة عن كلمات مماثلة سبقه إليها قائد البلاد ، ما يدفعنا للقول ، إن كان لدى الإتحاد الأوروبي غير إحباطه ، من آليات للتصرف لحماية مصالحها ، فماذا لدى الأردن ؟ وماذا عليه أن يقول أو أن يفعل ؟ إنه الحبّ الصعب حيث الخيارات ضيقة محدودة ، لكنها تبقى خيارات يستحسن تطويرها.