أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    16-Apr-2017

«العبدلي» ليس جزيرة معزولة!*عصام قضماني

الراي-أطرف ما قرأت من توصيف وسط عمان الجديد «العبدلي» إنه جزيرة معزولة تغرّب سكان عمان عن مدينتهم !!.
 
هذا التوصيف دفع به مهندسون ربما لهم وجهة نظر في طبيعة العمارة التي تتناسب وعمان جبلية الطابع , لكن وكما يقال لا يمكن أن تعرف ما هو الأفضل ما لم تراه ناجزا .
 
اليوم العبدلي مدينة جديدة نابضة بالحياة تعكس تعددية ملائمة ليست حكرا على لون إجتماعي واحد وماذا لو كان ذلك فعلا ما هو عليه المشروع إن إجتذب شرائح تجتذب غيرها مواقع أخرى على أن ذلك لم يكن واقع الحال ففيه تناغم إجتماعي يفد اليه من كل صوب وحدب .
 
كان هذا ما ينقص عمان وسط سياحي وتجاري ومكان مناسب للمتعة والترفيه والتسوق والمشي في مدينة تراها في كل بلاد الدنيا التي لم توقف رغبتها في التطور قيود إجتماعية ولا عمرانية , فما بال الناقدين وقد أقحموا الفقر وومطية الطبقات الإجتماعية في نقدهم للمشروع .
 
العبدلي توافق بين الأصالة والحداثة، في إطلالة جديدة لعمّان؛ لم يفرغ المكان من بعده الاجتماعي وهو توظيف للإستثمار في مشروع استثماري ليس الهدف منه تكريس لبنية اجتماعية قائمة بل نقلها عتبة واحدة الى نسق جديد آلفه الناس وإندمجوا فيه وليس صحيحا أنه يكرس فكرة تقسيم عمان، التي تجذب المستثمرين وتطرد ساكنيها، إلى مناطق للأغنياء وأخرى للفقراء فهذا التجديف التحريضي على المكان سمعناه في تجييش الرأي العام ضد فكرة نقل المدينة الطبية من موقعها الحالي الى فضاء جديد .
 
مشروع العبدلي ليس رؤية تيار مهيمن، لا يرى في الأردن إلا عمّان ولا يرى في عمّان إلا عمّان الغربية بل هو فكرة محب للأردن وعاشق لعمان بلغ مسامعه سؤال كان يدور حول كيفية جلب الاستثمار الى الاردن ومن بين الأفكار , لماذا لا يتم اعمار وسط عمان؟، فانطلق مشروع العبدلي من هذه الفكرة وكانت مغامرة خاضها بهاء الحريري رغم معرفته للفرق بين المحيط الإجتماعي لبيروت ولعمان وكلاهما من أمهات المدن الحضرية مدنية الطبع والطبيعة وكلاهما لا يمتان للريف بصلة .
 
هناك من يرى في العبدلي نموا غير طبيعي لعمان , لكن روح التجديد مطلوبة لوسط مدينة تحتاج الى روح جديدة و الروح الجديدة هي في أسلوب إدارة المشروع وفي تسويقه وترويجه كنسخة أصيلة من العاصمة وليس كمجسم هبط فجأة من السماء .
 
مؤسف أن يتباكى بعض الناقدين على سوق البسطات الشعبي المزال من مجمع سفريات العبدلي سابقًا وبينما لا يمثل لبصره تلوث يرى في العبدلي ذلك .