أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    24-May-2017

إعادة إعمار دول الأزمات والجوار*خالد الزبيدي

الدستور-قدر خبراء البنك الدولي كلفة إعادة إعمار كل من سوريا واليمن وليبيا بـ 360 مليار دولار بعد سنوات من تدمير المكان والانسان، سوريا وحدها ربما تحتاج الى 180 مليار دولار، واليمن نحو مائة مليار دولار وليبيا 80 مليارا، اما العراق فإن البنك الدولي لم يحدد رقما اوليا، اما البنية التحتية فربما تحتاج الى رقم اكبر من ذلك بكثير، المنتدى الاقتصادي العالمي التاسع الذي اختتم اعماله الاحد الماضي، بث نوعا من التفاؤل باقتراب طي ملف الإرهاب وعودة المنطقة الى الاستقرار عندها ستبدأ دول المنطقة في معركة من نوع جديد هي إعادة الاعمار والبناء، وهذه المعركة تطال دول الجوار التي تحملت اعباء مباشرة وغير مباشرة جراء اللجوء المكثف وعرقلة تجارتها وتباطؤ اقتصاداتها بشكل لافت وبشكل خاص الأردن ولبنان وتركيا التي تحملت اعباء كبيرة ومتفاوتة.
 
خبراء البنك الدولي طالبوا بمساندة الدول المستضيفة للاجئين السوريين التي تحملت تكاليف ثقيلة اثرت على دولهم اقتصاديا وماديا واجتماعيا، فالدول الثلاث الاردن ولبنان وتركيا تحملت اعباء قرابة خمسة ملايين لاجئ، وتكاليف واعباء اللاجئين نسبة الى تعداد السكان وحجم الاقتصاد يكون الاردن في مقدمة الدول الثلاث من حيث الاعباء يضاف الى ذلك كلف اضافية عسكرية وامنية لمنع امتداد الارهاب اليها وعبرها، فالسنوات الفائته كانت ولا زالت غاية في الصعوبة والتعقيد تحملها الاردنيون برحابة صدر وصبر فقد ارتفعت فواتير التعليم والخدمات الصحية والمياه والبنية الاساسية الى مستويات قياسية.
 
المانحون العرب والاجانب وعدوا كثيرا في مؤتمرات خصصت لاغاثة اللاجئين الا ان الوفاء بما اقر كان محدودا بالمقارنة مع الاحتياجات الفعلية، وخلال لقاء مع المدير العام لمنظمة الامم المتحدة في جنيف خلال الاسبوع الماضي  قال ان الاردن تحمل بكرم الكثير، وشاطره في ذلك مدير الصليب الاحمر الدولي، ومفوضية اللاجئين وغيرهم من المنظمات الذين عبروا عن شكرهم لما قام ويقوم به الاردن حيال ملف اللاجئين السوريين.
 
ان إعادة الهدوء والحياة الطبيعية الى سوريا وليبيا واليمن والعراق والدخول في مرحلة البناء وإعادة الاعمار يتطلب جهودا محلية وعربية ودولية، وإطلاق مشروع او مشاريع تنموية على غرار مشروع مارشال عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وان نجاح إعادة الاعمار يرتبط بتولي سدة الحكم في دول المنطقة ممن يصلون من خلال صناديق الاقتراع، والابتعاد عن التشبث بكرسي الحكم تجاوزا على حقوق الشعوب واختياراتهم، وعلى نظم الحكم الحديثة..مثلما الهدم والتدمير سريع ومؤلم.. فإن البناء وإعادة الإعمار ممكن.