الحقائق التي لا يمكن انكارها أن قطاع الصناعات الدوائية الأردنية كثيرة ومنها أن عدد هذه المصانع داخل الاردن تعدى المئة مصنع وأن عددها خارج الاردن بالعشرات وأن مساهمته في إجمالي انتاج القطاع الصناعي تعادل 8% و2% من الناتج المحلي الإجمالي وأن القطاع يشغل اكثر من عشرة الاف اردني، كل هذه وغيرها حقائق تجعل هذا القطاع محط فخر الأردنيين جميعا.

 

هذا القطاع بمصانعه وعامليه غاب عن الجهد العالمي في مكافحة جائحة كورونا التي تعاني منها البشرية منذ ما يزيد على العام والتي من غير المرحج أن تنتهي قريبا.

 

شركات عالمية كثيرة سخرت طاقاتها لإنتاج لقاحات لمقاومة الفيروس المسبب لكوفيد-19، وبفضل هذه الجهود تعرفنا على اسماء شركات مثل «بيونتك» و«موديرنا» و«كيورفاك». الصناعات الدوائية الأردنية تصنع ما يعرف بالادوية الجنيسة، وهي الادوية التي تحتوي على نفس المادة الكيميائية الموجودة اصلا في دواء كان محميا ببراءة اختراع. بغض النظر عن وجهة نظري في براءات الاختراع في القطاع الدوائي، فأن الادوية الجديدة التي تنتجها شركات الادوية العالمية لجائحة كورونا أو غيرها هي نتاج جهود بحثية علمية لاقسام البحث والتطوير في هذه الشركات ?و نتاج شراكات مع الكليات المختصة في الجامعات.

 

غياب قطاع الصناعات الدوائية الاردنية عن معركة كورونا يعود بنظري الى سببين رئيسين هما:

 

اولا: عدم وجود اقسام للبحث والتطوير في معظم مصانع الادوية في الأردن وهنا اعرف قسم البحث والتطوير بانه الذي يسعى لاكتشاف دواء جديد انطلاقا من نقطة الصفر ومن المؤكد أني لا اعني بقسم البحث والتطوير ذلك المعني بكميات المادة الفعالة في الدواء وامور التغليف وغيرها لأن هذا النوع من أقسام البحث والتطوير موجود بلا ادنى شك. ثانيا: غياب التواصل ما بين مصانع الدواء وما بين كليات العلوم والصيدلة والطب في الجامعات الوطنية.

 

وهنا أحمّل مسؤولية غياب هذا التواصل لطرفي المعادلة، فلا المصانع تثق بقدرة أعضاء الهيئات التدريسية في الكليات المعنية على تطوير منتجات جديدة ولا أعضاء الهيئات التدريسية قادرون على إظهار قصص نجاحهم لاقناع قطاع الصناعة. قصة الانسأن مع الداء والدواء لن تنتهي ولذلك اليوم وأكثر من اي وقت مضى يجب على مصانع الدواء الاردنية أن تبادر وسريعا إلى إنشاء اقسام حقيقية للبحث والتطوير وإلى عقد شراكات مع المتميزين من أعضاء الهيئات التدريسية في الكليات المعنية، كما ويجب على الجامعات أن تحسن انفاق ما خصصه القانون للبحث العلمي?لإجراء بحوث علمية تطبيقية في القطاع الطبي أو غيره.