أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    07-Sep-2021

أبواب دمشق مفتوحة أمام تعاون اقتصادي مع الأردن ولبنان*علي ابو حبلة

 الدستور

الكهرباء الأردنية والغاز المصري يدفعان بوفد لبناني رسمي إلى زيارة دمشق بموافقة ضمنية من واشنطن، فبعد أقل من شهر من إبلاغ واشنطن لبنان قرار الإدارة الأمريكية بمواصلة مساعدته لنقل الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا، والغاز المصري، وصل وفد لبناني دمشق. وتهدف زيارة الوفد اللبناني، برئاسة نائبة رئيس مجلس الوزراء، وزيرة الدفاع والخارجية بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال، زينة عكر، لبحث الإجراءات المطلوبة لتفعيل اتفاقيتي نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية، وبحث سبل التعاون في ما يتعلق بنقل الكهرباء من سوريا، إذ وصل الوفد العاصمة السورية دمشق، السبت، والتقى وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وعدد من المسؤولين السوريين.
 
تجدر الإشارة إلى أن يوم الخميس 19 أغسطس الماضي، ذكرت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس، ميشال عون، تلقى اتصالا هاتفيا من سفيرة الولايات المتحدة لدى بيروت، دوروثي شيا، أبلغته خلاله بـ»قرار الإدارة الأمريكية بمساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري»، في محاولة منها لمساعدة لبنان في احتواء أزمة الطاقة الكهربائية التي يعاني منها حاليا، وذلك عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن، تمكنه من انتاج كميات إضافية من الكهرباء ووضعها على الشبكة التي تربط الأردن لبنان عبر سوريا، بالإضافة إلى تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان.
 
وجاء ذلك بعد أن أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، عن انطلاق أولى السفن الإيرانية المحملة بالمشتقات النفطية إلى لبنان الذي يعاني من نقص حاد بالمشتقات النفطية، محذرا من اعتراض السفينة. في حين أكد الأردن استعداده لتقديم «كل الدعم الممكن للبنان» وتزويده بالطاقة الكهربائية من الشبكة الأردنية وإيصال الغاز المصري عبر الأردن وسوريا إلى لبنان.
 
وبحسب مصادر لبنانية، فإن ما كشفت عنه السفيرة الأمريكية أعاد إلى الواجهة مشروع خط الغاز العربي، الذي تم الاتفاق على إنشائه في العام 2000، والذي من المفترض أن يتولى نقل الغاز المصري إلى دول المشرق العربي، ومنها إلى أوروبا بطول 1200 كيلومتر، حيث أنه في العام 2003، تم تدشين المقطع الأول من الخط، الذي يربط مدينة العريش المصرية العقبة الأردنية، بينما في العام 2008 تم الانتهاء من استكمال مسار الخط داخل الأراضي السورية وصولا إلى طرابلس في لبنان، وأشارت المصادر إلى أن «المشروع كان يستهدف ضم منتجين كبار، كالسعودية والعراق، والربط مع الشبكة الأوروبية عبر تركيا، إلا أن التطورات التي حصلت في المنطقة حالت دون أن يبصر النور، الأمر الذي يفتح الباب أمام طرح الكثير من التساؤلات، نظرا إلى أن خطوط إمداد الغاز نحو أوروبا هي جزء من صراع كبير على مستوى المنطقة، مع العلم أنه مع انطلاق أحداث ما بات يعرف بـ»الربيع العربي» والصراع الذي تعرضت له سوريا تعرض هذا الخط إلى سلسلة من الاعتداءات، سواء داخل الأراضي المصرية أو السورية».
 
وصرحت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية، لوري هايتيان، لـ»النشرة»، اللبنانية إن «الخط العربي هو امتداد لمشروع ربط الدول العربية بمشروع تعاوني، يبدأ من مصر وصولا إلى سوريا، مروراً بالأردن»، ولفتت إلى أنه كان هناك مشروع ليصل إلى تركيا، بينما لبنان يستفيد من خط يمتد من سوريا نحو دير عمار.
 
الوفد اللبناني الذي زار سوريا أوّل وفد لبناني يزور سوريا بصفة رسمية في ظل حكومة دياب، إذ اقتصرت الزيارات مؤخراً على سياسيين مقربين من سوريا وعلى كلٍّ من وزير الصحة حمد حسن، الذي زار دمشق بداية العام الحالي بهدف الحصول على الأكسجين الذي فُقد من لبنان في عز موجة قاسية لـ«كورونا»، ووزير الشؤون الاجتماعية الذي زار دمشق لبحث ملف عودة النازحين السوريين. وكان وفد لبناني ضم عدداً من النواب المنتمين إلى أحزاب حليفة لسوريا قد زار نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، دمشق، حيث التقى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، لبحث مواضيع تتعلق بالتنسيق سياسياً واقتصادياً.
 
وزيارة الوفد اللبناني تأتي في وقت باتت تسوية العلاقات مع سوريا أمراً مطلوباً انطلاقاً من علاقة دولة مع دولة ولا سيّما في ظلّ انفتاح كثير من الدول العربية والأوروبية على دمشق وإعادة سفاراتها حسبما أشارت المصادر، مع تأكيد أنّه من المفيد للبنان حلحلة كلّ القضايا العالقة. في موازاة ذلك حصل الأردن ضمناً على استثناء من تبعات قانون «قيصر» من أجل إحياء خطّ التجارة بين عمّان ودمشق وتمثل الجارة سوريا للأردن اهتمام مهم ويبذل الأردن جهود في هذا المضمار لعودة سوريا تتبوأ مقعدها في ألجامعه العربية، مطالبا بضرورة إيجاد حلّ للوضع السوري من منظور عربي وهو ما يفسّر اللقاءات الأردنية السورية على مستوى الوزراء بعد قطيعة طويلة منذ اندلاع الحرب في سوريا.