أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    13-May-2012

المصارف الإسلامية وتحديات السيولة - د. غسان الطالب

 

الغد- تعتبر السيولة من أهم التحديات التي تواجه المصارف الإسلامية في أيامنا هذه بسبب عدة مبررات منها عدم الرغبة في استثمارات طويلة الأجل والتركيز من قبل  المصارف الاسلامية على استثمارات قصيرة الأجل كون المخاطرة فيها قليلة ثم العائد أي الربح شبه مضمون وكذلك الاستفادة من سرعة استعادة الأموال التي تدخل في مثل هذه الاستثمارات مثل المرابحة والإجارة.
والمبرر الآخر هو عدم قدرة هذه المصارف على اللجوء للبنك المركزي كمقرض أخير عند حاجتها إلى السيولة بسبب سعر الفائدة الذي يفرضه البنك.
وإذا كنا قد نعذرها في هذا الجانب لتجنبها التعامل في سعر الفائدة إلا إننا نرى أن توظيف الفائض من السيولة يجب أن يتجه كذلك إلى الاستثمار متوسط وطويل الأجل مثل الاستثمار في الصناديق الاستثمارية الإسلامية والصكوك الإسلامية، فقد أصبحت اليوم الأدوات الاستثمارية الإسلامية متنوعة وقد قطعت شوطا مهما في هذا الاتجاه.
وكما أشرنا في مقالاتنا السابقة فإن المصارف الإسلامية مطالبة بالابتكار والتجديد وليس العمل على إيجاد البديل للأدوات الاستثمارية المتبعة في المصارف التقليدية أو محاكاتها وأن الوقت الآن مناسب لأن تأخذ المصارف الإسلامية مكانها المتقدم في السوق المصرفية العالمية وأن تضع الاستراتيجيات المنافسة في هذا السوق خاصة وأن الأزمة المالية العالمية ما تزال تلقي بظلالها على أغلب دول العالم وخاصة المتقدمة منها.
ويضاف إلى ما سبق التحديات التي تفرضها اتفاقيات "بازل 3" وما طرحته من مبادئ استرشادية بهدف إدارة مخاطر السيولة "كما تحدثنا عنها في المقالة السابقة" والتي حددت نماذج وأدوات لإدارة المخاطر مثل نماذج التنبؤ بالتدفقات النقدية والاحتفاظ كذلك بنسبة من الأصول السائلة عالية الجودة لمواجهة أي طارئ مالي غير متوقع.
إذا؛ لا بد من وجود إدارة للسيولة ملتزمة وفعالة والتي يجب أن تترافق مع العمل على التطوير الإداري القادر على الابتكار والتجديد والتطوير وإيجاد المنافذ المالية لتوظيف فائض السيولة وكذلك توفير مستوى عال من الشفافية والإفصاح عن المعلومات والبيانات المتعلقة في المصرف.
كما أننا ننبه إلى الشق الآخر من السيولة والمتمثل في نقص السيولة فقد يكون لها كذلك أثر في إعاقة عمل المصرف عندما يحتفظ بأصول ليس من السهولة تحويلها إلى سيولة وقت الطلب مع العلم أن المصرف لا يمكنه اللجوء إلى البنك المركزي كمسعف (مقرض) أخير.
لذلك فإننا نرى أنه من الضروري وضع استراتيجية تتفق عليها المصارف الإسلامية لإدارة السيولة وكذلك الالتزام بالمعايير الرقابية والمحاسبية التي تضعها الهيئات المختصة وتفعيل الأدوات المالية المتاحة والإصدارات التي يمكن تداولها بين المصارف الإسلامية مع التأكيد على ضرورة العمل الجاد على إيجاد وسائل وابتكار أدوات مالية جديدة قادرة على مواجهة التحدي والمخاطر في استثمار هذه السيولة. 
 
*جامعة العلوم الإسلامية العالمية