أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    17-Dec-2014

6 دنانير صحن الحمّص*أسامة الرنتيسي

العرب اليوم-تدخل مطعمًا يبيع الحمّص والفلافل (اقسم انه ليس ابو جبارة المشهور) لتناول وجبة فطور صباحية لا تتعدى صحن حمّص وكاسة شاي وخمس حبات فلافل، وتهف نفسك على منقوشة زعتر، للامانة فإن شُغلها متقن.

بعد قليل تطلب الفاتورة فيأتيك شاب أنيق بورقة صغيرة محشوة داخل غلاف جميل، فتطلع على قيمتها الاجمالية (خمسة دنانير و87 قرشا) بالتفصيلات التالية: كوب مياه معدنية صغير نصف دينار كاسة شاي 85 قرشا صحن حمّص دينارا و90 قرشا، فلافل خمس حبات 30 قرشا، زعتر وزيت 86 قرشا، سرفيس (حبة بندورة وخمس حبات زيتون و3 قطع صغيرة مخلل) 65 قرشا، و81 قرشا ضريبة مبيعات.

هذه الاسعار في احد مطاعمنا التي كنّا نسميها شعبية، لكن بعد تطور مفاهيم السياحة لدينا اصبحت مطاعم سياحية باسعار خيالية.

اذا كانت وجبة فطور شخص واحد تحتاج الى ستة دنانير، من دون الذهاب الى فنادق الخمسة نجوم، وتناول الاجبان والعسل والمواد الشهية في افطارات الفنادق الفخمة، فكيف لو فكر رب أسرة في يوم عطلة اصطحاب عائلته الى مطعم لتناول الحمّص والفول فهل يدفع 50 دينارا بدل الغلطة التاريخية التي ارتكبها؟!.

ليس أهل البلد وحدهم يشكون من ارتفاع الاسعار غير الطبيعي في كل شيء، فأشقاؤنا القادمون من الخليج العربي يصطدمون بالاسعار ويعتبرون ان فيها مبالغة غير مبررة، خاصة في اسعار المطاعم السياحية، ويتفاجأون اكثر عندما يعرفون ان هذه الاسعار ليست خاصة بهم وحدهم بل ايضا لابناء البلد.

قد يدافع أحدهم ويقول لك، هناك أيضا مطاعم شعبية تقدم الحمّص والفول والفلافل باسعار معقولة، لا يمكن مقارنتها بأسعار المطاعم التي أدخلت الفاتورة على الكمبيوتر، وصورة حبة الفلافل على لوغو المحل، لكن من حق الجميع ان يحصلوا على اسعار عادلة ومعقولة حتى في المطاعم السياحية التي تقدم الوجبات الشعبية.

من صحن الحمّص والفول والفلافل تبدأ إعادة النظر في فكر صناعة السياحة في بلادنا، وهي مصدر الدخل الرئيسي للموازنة بعد الضرائب التي يدفعها المواطنون، فنحن مهما حاولنا التجميل والترويج، بلد ليس صناعيا ولا زراعيا ولا نفطيا، وكل ما تملكه البلاد سياحة لا نستطيع ترويجها بالطريقة الصحيحة، ومع هذا تدر على موازنة الدولة نحو ثلاثة مليارات دينار سنويا، فكيف لو تقدمنا بالتفكير قليلا في صناعة السياحة، وطورنا مفاهيم ترويج الاردن سياحيا، لكن بشرط ليس على طريقة وعقلية وزير مهم في الحكومة، أجاب وامام رئيس الوزراء ووزير الاعلام على سؤال من "العرب اليوم" لماذا لا نضع خططا متقدمة وخلّاقة ومختلفة لترويج الاردن سياحيا بعيدا عن الطرق البدائية التي نعمل بها؟ حيث اكتفى الوزير بالاشارة الى ان جهود جلالة الملك هي اكبر مروج للسياحة الاردنية!!.

في بلد 80 % من مواطنيه من ذوي الدخل المحدود والفقراء، او يقبعون تحت خط الفقر، يصل صحن الحمّص ستة دنانير، (والله العظيم انها كارثة.. جريمة… وكفر).