أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    30-Sep-2022

«في أوقات الشدة»... لماذا قوة الدولار مهمة؟

 لندن: «الشرق الأوسط»

«في أوقات الشدة، يكون الدولار ملاذ العالم وقوته، حتى عندما تكون الولايات المتحدة الأميركية هي مصدر المتاعب، كما حدث في الأزمة المالية 2007 - 2009. وهو ما يحدث مرة أخرى الآن»، وفقاً لتقرير تحدثت فيه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن أهمية ارتفاع الدولار أمام العملات العالمية، وتأثيره على الاقتصاد العالمي.
وقال كاتب التقرير مارتن وولف، وهو كبير المحللين الاقتصاديين في الصحيفة، إن ارتفاع الدولار له آثار ركود في أماكن أخرى.
وأشار إلى أن سلسلة من الصدمات، بما في ذلك التضخم المرتفع في الولايات المتحدة، أدت إلى صعود مألوف للدولار، ليس فقط مقابل عملات الاقتصادات الناشئة، ولكن أيضاً مقابل عملات البلدان مرتفعة الدخل.
وأضاف أن «اضطراب إحدى سياسات الاقتصاد الكلي، خصوصاً الإدارة المالية، يكون أمراً خطيراً، خصوصاً عندما يكون الدولار قوياً، وترتفع أسعار الفائدة، ويسعى المستثمرون إلى ملاذ آمن».
وقد ارتفع سعر الصرف الفعلي للدولار الأميركي بنسبة 12% منذ نهاية العام الماضي حتى الآن، وفقاً لتقديرات مؤسسة «جيه بي مورغان»، كما انخفض الجنيه الإسترليني أمام الدولار بنسبة 21%، والين بنسبة 20%، واليورو بنسبة 16%، «وأصبح الدولار الملك بلا منافس»، على حد تعبيره.
وتساءل الكاتب: لماذا حدث ذلك؟ وهل الأمر مهم؟ ما الذي يمكن القيام به حيال الأمر؟
وعن السبب، ذكر الكاتب أن الجواب يكمن في أن الاقتصاد العالمي عانى من أربع صدمات متصلة منذ عام 2020؛ وهي وباء «كورونا»، وتوسع مالي ونقدي ضخم، بالإضافة لأزمة الإمدادات بعد الجائحة، حيث أثر الطلب غير المتوازن على المدخلات الصناعية والسلع، وأخيراً جاء الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي أصاب سوق الطاقة، خصوصاً بالنسبة لأوروبا.
وكانت هناك نتائج لتلك الصدمات، من بينها تزايد حالة عدم اليقين، والضغط التضخمي القوي في الولايات المتحدة، والحاجة إلى سياسة نقدية خاصة من «الاحتياطي الفيدرالي»، للتوافق مع قوى الركود القوية خصوصاً في أوروبا، حسب الكاتب، الذي أشار إلى أن قوة الدولار تعززت مع تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي إجراءاته أكثر من نظرائه في البلدان ذات الدخل المرتفع. وفي الوقت نفسه، يتم تحديد النتائج المتباينة للاقتصادات الناشئة من خلال مدى جودة إدارة اقتصاداتها، سواء كانت تصدر السلع أو الديون المرتبطة بها.
ورأى أنه «من المدهش أن عملات الكثير من البلدان الناشئة داخل مجموعة العشرين كان أداؤها أفضل من عملات البلدان ذات الدخل المرتفع»، لافتاً على سبيل المثال إلى أن الروبل الروسي ارتفع بشكل حاد، فيما يوجد في الأسفل الجنيه الإسترليني والليرة التركية والبيزو الأرجنتيني.
 
 
هل قوة الدولار مهمة؟
أكد الكاتب في تقريره أن قوة الدولار مهمة فعلاً، مستشهداً بما يشير إليه البحث الأخير الذي شارك في تأليفه كبير الخبراء الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي موريس أوبستفيلد، الذي قال إن الدولار يميل إلى فرض ضغوط انكماشية على الاقتصاد العالمي.
ورأى أن أدوار أسواق رأس المال الأميركية والدولار أكبر بكثير ما يوحي به الحجم النسبي لاقتصادها، مشدداً على أن أسواق الولايات المتحدة المالية هي أسواق العالم، وعملتها هي الملاذ الآمن في العالم.
وأوضح الكاتب أنه «عندما تتغير التدفقات المالية اتجاهها من أو إلى الولايات المتحدة، يتأثر الجميع»، وبالتالي فإن أحد الأسباب هو أن معظم الدول تهتم بأسعار الصرف، خصوصاً عندما يكون التضخم مصدر قلق.
وخلص الكاتب إلى القول إن الخطر يكون أكبر على تلك الدول التي لديها التزامات ثقيلة كديون لأطراف خارجية، وأكثر من ذلك إذا كانت مُقدرة بالدولار، فالدول القوية نسبياً تتجنب هذا الضعف، لكن الكثير من البلدان النامية ستحتاج الآن إلى المساعدة.