عمان اكسشينج -

نتيجة إنجازات القوات العربية المصرية والسورية على جبهات القتال في الأيام الأولى للحرب، وللموقف الأمريكي الدائم بدعم إسرائيل، تقدم الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بتاريخ 19 أكتوبر للكونغرس يطلب موافقته على دعم فوري لإسرائيل قيمته بليوني دولار، كحزمة جسر جوي تسليحي لتعويضها عن خسائرها ولدعم موقفها العسكري.

 

تزامن قرار الإدارة الأمريكية بتقديم الدعم العسكري لإسرائيل مع القرارات العربية بالحظر النفطي وقرارات رفع سعر برميل النفط، ما شكلّ أجواء مواتية تماما لتعميق الصدمة الأولى للنفط، وأثار مشاعر الغضب على الجانب العربي، فبينما ظهرت مصاعب إسرائيل العسكرية، أخذ الجسر الجوي التسليحي يتدفق عليها ليرفع قدرتها على كسر اندفاع القوات العربية في الأيام الأولى للقتال، ويمكنها من استعادة زمام المبادرة العسكرية.

 

وكان الردّ العربي على قرار الدعم الأمريكي لإسرائيل  فوريا، عندما أعلنت المملكة العربية السعودية قرارها التاريخي بحظر كلّي لتصدير النفط للولايات المتحدة الأمريكية، وجاء بعده مباشرة  إعلان الدول العربية المصدرة للنفط بحظر تصدير النفط لهولندا لمساندتها السياسة الأمريكية وسماحها لطائرات الجسر الجوي الأمريكي باستعمال أجوائها ومطاراتها.

 

حتى تلك اللحظة كانت خيوط التفاوض بين الدول المصدرة للنفط والدول الصناعية الغربية بيد الشركات النفطية العملاقة ، لكن قرارات الدول العربية المصدّرة للنفط في 16، 17، 18، 20 من أكتوبر أربكت أسواق النفط ، وخلقت حالة هستيرية خوفا من توقف الإمدادات، وزادت الطلب تحوطا من مزيد من الإرتفاعات على سعر البرميل، حيث ارتفعت طلبات الشراء الأوروبية واليابانية التي أضافت مزيدا من عدم توازن السوق سعرا وكميات، خاصة في ظلّ المواقف المختلفة للدول الصناعية الغربية المستهلكة للنفط،  بين من يرى أن الشركات لا تملك إلا الموافقة على طلبات الدول المصدرة، ومن يرى ضرورة تنسيق المواقف وبناء استراتيجية موحدة للدول الصناعية الغربية. هذا وبينما العالم يتابع أخبار القتال على الجبهات، بدأت  حكومات الدول المستهلكة تستعد على خط التفاوض مع الدول المصدّرة للنفط بدلا من الشركات النفطية العملاقة.

 

نتيجة لهذه التطورات، وجدت أمريكا أن لا مناص من وضع استراتيجية نفطية خاصة بها تقوم على العناصر التالية:

1- برنامج طاقة أمريكي وطني يستعيد استقرار سوق النفط العالمي 2- دبلوماسية أمريكية لا تخضع للضغط العربي النفطي ، أو لضغط الحلفاء الغربيين ، للتعامل مع حرب أكتوبر ونتائجها 3- تشكيل موقف موحد للدول الصناعية الغربية المستهلكة.