أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    04-Nov-2017

شركات النفط الكبرى: من موتى مشاة إلى مشاة مصابين

 الغد-ترجمة: ينال أبو زينة

غلبت أرباح "إيكسون موبايل" التوقعات المجمع عليها، فيما غابت "شيفرون" عن هامش واسع. والأكثر أهمية، تمكنت الشركتان كلتاهما  من تغطية استثماراتهما وأرباحهما بأموال العمليات –المقياس الوحيد الذي يرقى إلى فكر المستثمرين في الوقت الراهن. وفعلت مواطنتهما الأصغر حجماً في المنبع، "كونوكو فيليبس"، الأمر ذاته –وإن كان ذلك فقط في حال أضفت مساهمة صندوق معاشات تقاعدية لمرة واحدة.
العودة إلى الظلام
لقد أحرزت الشركات الأميركية الكبرى الكثير من التقدم في تغطية الاستثمارات والأرباح، منعشةً بذلك التدفق الحر للأموال، واستفادت الشركات من السوق الأقوى، فقد زاد سعر برميل خام برنت، على سبيل المثال، في المتوسط بمقدار 5 دولارات في الربع الثالث من العام مقارنة بالعام الماضي. وتوضح مكاسب "إيكسون" في وحدات المنبع والمصب أنها أدت بشكل جيد أيضاً.
ومع ذلك، كانت أصغر هذه الشركات، "كونوكو"، هي من أرسلت الرسالة الأكثر إقناعاً للحشود والاقتصاد.
وكان الإنتاج أحد العناصر المهمة، فقد يبدو من الغريب اشتكاء وضع شركة تنتج 3,97 أو 2,72 برميل نفط فقط في اليوم. لكن إنتاج كل من "إيكسون" و"شيفرون"، على التوالي، انجرف بعيداً بشكل طفيف عن التوقعات السائدة. في حين تؤدي "كونوكو" بشكل أفضل من توجهاتها المتوقعة لهذا العام، مع احتمالية ارتفاع انتاجها بنسبة 3 % تقريباً خلال عامنا الحالي. ورغم أن "كونوكو" تنأى بنفسها بعيداً، يتعلق الأمر بآلية الإنفاق والأموال. فحتى مع تأكيد "كونوكو" مبادئها التوجيهية للإنتاج، إلا أنها قامت بتخفيض ميزانية الإنفاق الرأسمالي للمرة الثانية هذا العام، أخذةً إياها إلى 4,5 مليار دولار مقابل الرقم الأصلي عند 5,1 مليار دولار. وهذا الرقم المنخفض يقترح أن "كونوكو" عندما تستضيف المحللين في أول تحديث سنوي لها خلال الشهر المقبل، سوف تخفض تقييمها للنفقات الرأسمالية التي تحتاجها لمجرد المحافظة على أعمالها بدلاً من محاولة تطويرها وإنمائها.
وفي جزء منه، يعكس هذا الأمر أسلوب التصريف الذي تتبعه "كونوكو"، مع توقع الشركة أكثر مما تبلغ قيمته 16 مليار دولار في نهاية العام. ومع ذلك، فإن تخفيض الإنفاق الرأسمالي أمر في غاية الأهمية، حيث أن الهدف الرئيسي لهذه الصناعة يكمن في تخفيض سعر نقطة تعادل النفط لتمويل الإنفاق ومدفوعات المساهمين عند اقتضاء الأمر.
وبشكل ملحوظ، على هذه النقطة الأخيرة، تبتاع "كونوكو" في الواقع الأسهم، الأمر الذي لا تقوم به "شيفرون" و"إيكسون". ويمكن قراءة ذلك جزئياً في أن "كونوكو" تحاول تعويض بعض الأضرار التي افتعلتها عندما خفضت الأرباح في الأيام الأولى، المظلمة، من العام الماضي. وحتى مع ذلك، قياساً على رسملة السوق الحالية وباستخدام التوجيهات الجارية، ما تزال عوائد "كونوكو" المالية تصغر إلى حد كبير منافساتها الأكبر والأكثر تكاملاً.
النقد في الخارج
على الرغم مما سبق، فإن برنامج إعادة الشراء الذي اتبعته "كونوكو" هذا العام، من 3 مليارات دولار، تدفع بغلالها في مقدمة تلك التي جنتها "شيفرون" و"إيكسون". وهناك سبب وجيه لذلك، التصريفات التي تتبعها الشركة، وخاصة تلك التي حدثت في الوقت المناسب. وتتناقض قصة "كونوكو" النظيفة كلياً –من ارتفاع النمو، وانخفاض الإنفاق، وعمليات إعادة الشراء- مع منافساتها الأكبر حجماً واسماً.
وينبغي عدم تجاهل التدفق النقدي القوي لشركة "إيكسون"، والذي غطى الإنفاق والأرباح لأربعة أرباع على التوالي. لكن الحال تغير بسبب التوجيه الضبابي للإنفاق الرأسمالي. بحيث يمضي الإنفاق منذ بداية العام حتى الآن، عند 11 مليار دولار تقريباً، بشكل جيد ولكن دون التوقعات. 
وبالإضافة إلى ذلك، تقوض "إيكسون" هذا الأمر عبر خلط الإنفاق الرأسمالي بالممتلكات في أرقامها. وقد حاول العديد من المحللين صباح الجمعة الماضية –في مكالمة هاتفية- قضاء وقتهم طارحين الأسئلة في محاولة التعرف على الرقم الحقيقي والأساسي للإنفاق.
وبينما تحاول "إيكسون" رفع أرباحها بشكل أوثق من أي وقت مضى، يؤكد معدل النمو الضغوطات التي تتعرض إليها أعمالها التجارية.
 ترويض النمر
لقد أوقفت "إيكسون" برنامج إعادة الشراء السخي سابقاً خاصها، والنمو في الأرباح، ورغم أن الأوضاع ما تزال إيجابية، إلا أنها تباطأت إلى أقل من  3 %.
ومع "شيفرون" من جهة أخرى، يبدو أن القصة جيدة بشكل شامل. فقد أصبحت ضغوطات الإنفاق على المشاريع الضخمة تتلاشى شيئاً فشيئاً، في حين ما يزال نمو الإنتاج –حتى وإن كان مخيباً للآمال في الربع الأخير-مرتفعاً جداً بالنسبة لحجم الشركة.
والمشكلة هي أن "شيفرون"، بين الشركات الثلاث المذكورة، ما تزال تلعب لعبة السعي خلف المضمون. وكان التدفق النقدي الحر، بعد الأرباح، إيجابياً في الربع الثالث بالنسبة إليها. ولكن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها هذا الرقم مجرداً من المديونية منذ الربع الرابع من العام 2012، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبيرغ".
وينذر وصول تجاوز خام برنت سعر الـ60 دولارا للبرميل يوم الجمعة الماضي بوضع مزيد من الملح على جروح شركات النفط الكبرى خلال الربع الحالي. ومع ذلك، من حيث معالجة ندوب المستثمرين، لدى "كونوكو" اللمسة الأفضل حتى الآن.
 
"بلومبيرغ، ليام دينينغ"