جامعة كمبردج البريطانية ، بعد مضي 800 عام على تأسيسها أصبحت خلالها من أرقى الجامعات في العالم ، تدرس إمكانية التخلي عن الكتابة بخط اليد في الإمتحانات وسماحها بإدخال واستعمال الأجهزة الألكترونية في الكتابة ، وذلك بعد أن لاحظت تزايد عدد طلبتها الذين يستعملونها في تدوين المحاضرات ، ما جعل إعلانها هذا يلقى التشجيع من البعض والمعارضة من البعض الآخر ، إذ يقول المشجعون ، أن الأساتذة يجدون صعوبة متزايدة في قراءة خط طلابهم لتردي مستواه ، والطلاب يعربون عن قلة استعمالهم الكتابة اليدوية ، بينما ينتشر استعمال الأجهزة الأليكترونية في حياتهم في الجامعات والمدارس وخارجهما. أما المعارضون ، فيرون أن استعمال الخط اليدوي في تدوين المحاضرات والإمتحانات يساعد الطلاب على الفهم وتثبيت المعلومات في اذهانهم ، ويقوي ذاكرتهم ، وأن توجه الجامعة له آثار سلبية بعيدة المدى على العملية التعليمية . كذلك ، تمكنت بعض دول الخليج العربي من برمجة العديد من الخدمات بحيث اصبح المستفيد منها يتعامل معها أليكترونيا ، كما في السعودية ودبي والإمارات .

 

للإرادة ، سياسية ومؤسسية دور اساسي في تنفيذ ما تقرره الحكومات والمؤسسات ، ما يرجعني لثمانينات القرن الماضي عندما كنت أدرس في أمريكا ، عندما جاء للجامعة وفدا سعوديا للتعاقد مع من يرغب من الطلاب العرب للعمل في البنوك العاملة آنذاك في المملكة العربية السعودية ، والتي قررت الحكومة السعودية سعودتها ، ونجحت في ذلك ، وقررت أيضا آنذاك سعودة الوظائف ، لكنها لم تحقق النجاح المأمول إلا خلال السسنتين الماضيتين ، عندما توفرت الإرادة السياسية ، فعمل المواطن السعودي في قطاعات الموبايلات مبيعا وصيانة ومنافذ الدفع ووظائف البيع وغيرها.

 

حكوماتنا وسياساتها أجهضت مشاريع الحكومة الأليكترونية وأجهضت إصلاح أنظمة تعليمنا ونقلنا وعملنا وضماننا الإجتماعي وماليتنا العامة وأعطت الفرصة لمندوب صندوق النقد الدولي ليتذاكى علينا ويقزّمنا في عمان ، بينما تعلن دائرة الإحصاءات العامة أن نسبة المتعطلين الأردنيين لأكثر من سنة ارتفعت خلال الفترة 2002 - 2016  من 20% إلى 43%.

 

متى نتحرك لنلحق بركب المسرعين أمامنا ؟