أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2022

أخطاء الكبار الوداع للدولار*إسماعيل الشريف

 الدستور

«أسير في حلقة مفرغة، في قبر من الأخطاء القديمة، العميقة والمؤلمة»، سيلفيا بلاث (روائية أمريكية).
قد يكون بوتين قد تورط في حرب أوكرانيا؛ قلل من شأنها، ومن ردة فعل أوروبا، ومن خلفها الولايات المتحدة، اعتقد بأنها نزهة تحولت إلى حرب طويلة، حاول منع حلف الناتو أن يكون على حدوده في أوكرانيا ولكنهم جاءوه من حيث لم يحتسب، من فنلندا، ستكون هذه الحرب حربًا حاسمة في مستقبل بوتين وروسيا والعالم بأسره، ومن الصعوبة بمكان معرفة نتائجها.
ولكن الشيء المؤكد سيكون من نتائج هذه الحرب تراجع الدولار، وقد نشهد انهياره في سنوات قليلة قادمة!
منذ أن وعينا على الدنيا والدولار هو سيد العملات الاحتياطية بلا مُنازع، ويقصد بالاحتياطيات مجموع ما يملكه البنك المركزي أو أي سلطة نقدية من عملات أجنبية أو معادن ثمينة تستخدم في الاقتصاد العالمي، وشرط أي عملة احتياطية أن تكون قابلة للاستبدال السهل السريع والثقة والتوفر، وموجودة بكثرة في المؤسسات المالية، وهذه شروط مجتمعة تجدها في الدولار.
قبل الدولار كانت هنالك عملات سادت التجارة العالمية على النحو التالي:
الريال البرتغالي: 1450-1530، 80 عامًا.
البيزيتا الإسبانية: 1530-1640، 110 أعوام.
الجلدر الهولندي: 1640-1720، 80 عامًا.
الجنيه الفرنسي: 1720-1815، 95 عامًا.
الجنيه الإسترليني: 1815-1920، 105 أعوام.
وفقدت هذه الاحتياطيات قيمتها نتيجة الحروب والديون الكبيرة، وهنالك علماء يعزونها لما يسمى «بالتشبع المفرط» أي وصولها لنقطة القمة وبعدها يبدأ التراجع.
وبسبب الحرب العالمية الثانية أوشكت بريطانيا على الإفلاس، فتم توقيع اتفاقية بريتون وودز عام 1944، التي تم الإعلان فيها رسميًّا أن الدولار قد أصبح عملة احتياطية عالمية، وتم تثبيت أسعار الذهب والعملات الأخرى مقابل الدولار.
ما تمر به الولايات المتحدة حاليًا مرت به دول العملات الاحتياطية السابقة، فهنالك عامل الزمن لفترة السيادة ومدته في المتوسط مائة عام، ثم هنالك المديونية العالية للولايات المتحدة التي تبلغ الثلاثين تريليون دولار، ويعتبر أكبر دين في التاريخ، وانهارت العملة الفرنسية لسبب مشابه عندما عجزت فرنسا عن سداد ديونها في القرن الثامن، أو الجنيه الإسترليني الذي أنهكته حربان عالميتان.
ورغم عنصري الزمن والمديونية، إلا أن الدولار بقي سيد العملات، إلى أن اقترف بايدن خطيئة كبرى، حين قام بإزالة روسيا من نظام السويفت فلا يُسمح لها بالتداول بالدولار، وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ، وحتى أعتى خصوم الولايات المتحدة ألمانيا النازية واليابان لم يتم بحقهما مثل هذا الإجراء، فقامت روسيا بسحب العملات الأجنبية من سوقها واشترطت عقود البيع بالروبل، وربطته بالذهب جزئيًّا، فحافظ على سعره.
هذه الخطيئة ستخيف دولًا أخرى من الاحتفاظ بكميات كبيرة من الدولار خوفًا من التعرض لنفس موقف روسيا، وستبدأ دول أخرى في التداول بعملات غير الدولار، وسيبدأ الدولار بالانخفاض التدريجي ثم سيصبح سريعًا عند تخلل سلاسل الإمدادات نتيجة انخفاض سعر الدولار.
لذلك يُجمع المحللون بأن ثمة نظامًا عالميًا جديدًا سيخرج على أنقاض هذه الحرب، إذا لم يضع السيد بوتين أصبعه على الزر الأحمر مُنهيًا هذا العالم.