عمان اكسشينج - 

وافق الرئيس الأمريكي ترامب على التغير المناخي أم رفض ، فالأردنيون ، موافقون على التغير المناخي وآثاره على حياتهم بحكم الشواهد حتى الآن ، وفصل الشتاء في بدايته ، ما يفرض على المواطنين التعامل معه بجدية ، وعلى الحكومة أن تراجع خططها التنموية خارج عمان  .

 

أعتقد بضرورة قيام الحكومة بوضع خطة عاجلة ( خلال ساعات ) توظف ما جرى بطريقة ذكية للتعامل مع الإعلام الأجنبي ، ويمكن أن تكون بعض محاورها ، على سبيل المثال : - إجراء مقابلات مع السياح الأجانب الذين تمّ إخلاؤهم من وادي موسى ومن البتراء ( قبل أن يغادروا المملكة ) ليتحدثوا عن جهود الأجهزة المختصة التي قامت بواجبها نحوهم في أصعب اللحظات ، وعن روعة البتراء وعظمتها - عدم استعمال كلمات مثل" فاجعة البحر الميت " أو " سيول البتراء " أو إلصاق الحدث بأي موقع سياحي آخر ، لما لذلك من أثر على السياحة الخارجية - إذ أن تسمية الأشياء بمسمياتها  الداّلة الأخرى " سيول وادي أزرق ماعين " و "سيول وادي موسى " وهكذا ، تعرض الأسم المتعارف عليه في جغرافيا الأردن وتقسيماتة الإدارية - فكلمة " وادي " تعني بديهيا احتمال تعرضها للسيول - عرض جمال " البتراء / البحر الميت / وادي زرقاء ماعين ( بخشونته وروعته الجمالية وتلاوين صخوره ... ) مما يمكن أن يشكل عرضا سياحيا أردنيا يستثمر الحدث ، بدلا من العكس - استعمال كلمة " فيضان Floods " بدلا من الكلمة الدارجة شعبيا ورسميا " سيول "  - توزيع هذه الشرائط على وسائل الإعلام ، خاصة الأجنبي وأولها وسائل التواصل الإجتماعي لتحمل رسالة إيجابية تعرض الحدث بجوانبه كلها والتركيز على الإيجابية  - لدى الحكومة من المختصين القادرين على بلورة الخطة بالصورة الإيجابية المطلوبة .

 

كما للصيف ثقافته ، فالشتاء له ثقافته أيضا ، ومثلما نسمع عن " ضربة الشمس " وآثارها الصحية الخطيرة وضرورة شرب الماء تجنبا للجفاف ، وغير ذلك الكثير عن احتياطات الصيف ، فإن للشتاء ، والنموذج العاصف منه خاصة ، ثقافة يجب زراعتها في عقولنا ، وفق جهوزية حكومية شمولية تعمل بعبقرية ، لا تقتصر فقط على وضع المعلومة أمام الإعلام ، محلي وخارجي . ومثلما كنا نطالب بمسؤولية وزارة الشؤون البلدية عن نوعية الآليات الواجب توفرها في البلديات الأكثر عرضة للسيول والثلوج ، والتي يمكن اقتناؤها بشكل مشترك بين عدة بلديات تخفيضا للكلف ( مثلا بلدية وادي موسى والشوبك ) ، نطالب بجهوزية تحققها الكوادر الأردنية المتوفرة والمؤهلة ، إن كلفت بذلك.

 

رحم الله من توفوا ،  وكما سبق وقلنا ، فالكوارث والأزمات لن تتوقف ، لكنها تظهر معادن الرجال ، ومعادن الحكومات.