التكامل الاقتصادي لمواجة التحديات الاقليمية والعالمية هو الخيار الاستراتيجي الذي نسعى اليه مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، مسنودا الى متانة العلاقات الثنائية ما بين البلدين التي تؤكد اننا على قلب واحد لا يفرق بيننا شيء مجتمعين على الدين و السياسة والاقتصاد والأمن والترابط والتقارب الاجتماعي و معززة بارادة القيادتين اللتين لم تتوقفا عند زمان او مكان أو ظروف.

 

اليوم يحل على مملكتنا الهاشمية ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان في مسعى الى تعزيز العلاقات بما يخدم مصالح الدولتين على كافة الاصعدة من خلال المباحثات التي سيعقدها مع اخيه جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامير الحسين بن عبدالله، وتحديدا في الشأن الاقتصادي والقضايا التي تعنى بتعزيز التكامل الاقتصادي لمواجهة التطورات العالمية التي تستوجب التعاون والتنسيق الهادف الى تذليل العقبات التي تقف أمام الامن الغذائي وامن الطاقة في البلدين، لينعكس ايجابا على الجميع.

 

على الصعيد الاقتصادي يرافق ولي العهد السعودي وفد اقتصادي رفيع المستوى من القطاعين العام والخاص وهذه فرصة كبيرة على الطرفين استغلالها والبناء عليها لتذليل العقبات والتحديات التي تقف أمام نمو العلاقات الثنائية اقتصاديا وسياحيا وبمختلف المجلات، من خلال الترابط والتشارك في اقامة المشاريع الاستثمارية الكبرى والعمل على توفير بيئة مناسبة لعملية التكامل الاقتصادي في كل شيء لينعكس بعد ذلك على الميزان التجاري وأمن الغذاء والطاقة اللذين يهددان العالم حاليا نتيجة المتغيرات الجوسياسية على الصعيد الدولي وتحديدا الدول ال?نتجة للكثير من السلع التي نعتمد عليها في حياتنا اليومية.

 

العلاقات الاردنية السعودية اقتصاديا قوية ولا تحتاج الا مزيدا من التشارك ما بين القطاع الخاص في البلدين ووضع كافة التحديات والمعيقات على طاولة المباحثات للوصول الى مراحل جيدة ترقى بمستوى حجم العلاقات وبما يحقق المصالح المشتركة ما بين البلدين على اكمل وجه، فالبيانات الاحصائية تبين أن المملكة العربية السعودية تعتبر الشريك التجاري الأول للأردن من حيث «التبادل التجاري «صادرات وواردات وبالاضافة الى حجم استثماراتها في المملكة و اعداد السياحة الوافدة منها، حيث سجلت الصادرات الوطنية إلى المملكة العربية السعودية نمو?ً هو الأعلى منذ خمس سنوات بنسبة 27.3% خلال الفترة ما بين 2020 -2021، بقيمة نحو 1.03 مليار دولار، فيما بلغت قيمة المستوردات خلال العام الماضي نحو 3.21 مليار دولار، بمعدل نمو 50 بالمئة مقارنة مع عام 2020، وبلغ حجم الاستثمارات السعودية في المملكة ما يقاراب 12 مليار دولار، حيث توزعت في قطاعات اقتصادية مختلفة اهمها: النقل، البنية التحتية، المالي، والسياحة وفقا لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة–ASEZA، يوجد مشروع سعودي واحد تحت اسم (AYLA) في قطاع العقارات والسياحة بقيمة إجمالية للاستثمارات تبلغ حوالي 2.1 مليار?دولار أميركي.

 

"الاردن والسعودية» أثنان في مركب واحد، يحتاج كل منهما الى التشارك والتضافر والتعاون والتكامل والتجذيف باتجاه شواطئ المستقبل ومواجهة الامواج العاتية التي تعصف في العالم نتيجة ما يحدث ويدور دوليا، وتحديدا بالامن الغذائي وامن الطاقة، فالسعودية غنية بالطاقة والموارد وبكثير من الطموح الذي لايتوقف ويسابق الزمن، والاردن غني بموارده البشرية الحالمة والقادرة على جعل المستحيل حقيقة، فلننطلق من هذه المباحثات وهذه الزيارة الى افاق رحبة يتطلع لها الشعبان الشقيقان.