أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    31-Aug-2015

الفقر يولد التجاوزات*خالد الزبيدي

الدستور-الفقر يفضي الى التجاوزات، وتدريجيا الى النيل من هيبة الدولة ومعها يصبح كسر القوانين والتشريعات الناظمة لمناحي الحياة امرا عاديا، لذلك استجابت معظم شعوب المنطقة خلال ما يسمى بـ «الربيع العربي» املا في تحسين مستويات المعيشة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وفي ظل غياب الاحزاب السياسية وقوى الضغط الاقتصادي والاجتماعي طاش حجر الشعوب وذهبت جهودها الى الاسوأ، وما نراه هذه الايام في عواصم دول التغير العربي محزن للغاية، اذ كان المحرك الاول...انعدام المشاركة في صناعة القرار، وضعف توزيع الاقتصاد بين الناس، وتفاقم الفقر والبطالة الذي يقدر حسب الدراسات بحوالي ثلاثة اضعاف البطالة الموجودة عالميا.
قد يقول البعض بخبث اننا في الاردن ومعظم دول المنطقة لاسيما غير النفطية نفتقر للثروات الطبيعية، وبالتالي ما نراه من فقر وبطالة هو امر طبيعي وعلينا تقبل الواقع الذي نعيش، لكنهم ينسون او يتناسون هؤلاء ان الفقر ظاهرة لاتطال الجميع، وان الاختلال في التوزيع والتشوهات في التنمية وسوء التوظيف هو السبب الرئيسي لما فيه من معاناة، وهذا هو الذي قاد معظم عواصم القرار العربي الى الفوضى والانزلاق الى المجهول.
الغلاء المتراكم «غول» يهاجم السواد الاكبر من الاردنيين، وهذا الغلاء المحرك الرئيسي للفقر والبطالة في البلاد، وهو نتيجة لتراكم فشل للسياسات الاقتصادية والمالية الرسمية على مدار العقود والسنوات القليلة الماضية، وهذا الفشل ساهم في تغير تدريجي لانماط من سلوك العامة، لذلك نرصد بألم تمادي العامة على انظمة السير والنظافة العامة، وسرقة المياه والطاقة الكهربائية، وتحولت بعض الممارسات من المحرمات الاجتماعية والاخلاقية سابقا الى شطارة و» فهلوة»، وتصل الامور في بعض الاحيان الى شرعنة تلك الممارسات باعتبارها ردا على سياسات رسمية تعمق الفقر فقرا وتزيد ثراء البعض ثراء.
عمان العاصمة كانت فبل عدة عقود هادئة بسيطة في معيشة اهلها، وقلة قليلة من الاغنياء يعرفهم العامة ويتعاملون مع بعضهم البعض، وكانت الرحمة والاحترام المتبادل هو القاسم المشترك للعيش بين الجميع، اما اليوم نمت عمان التي توصف بأنها اكثر عواصم العالم نموا للسكان واتساعا افقيا وعموديا وبالكاد يعرف الجار جاره، واختلط فيها الحابل بالنابل، ففي بعض الاحيان تجد فيها فقرا مدقعا، وفقراء يتسع نطاقة يوما بعد آخر، وثراء فاحشا يتجاوز الحدود الممكنة وغير الممكنة.
هذه المظاهر لم تجد من يردعها حتى الان او من يبرد حرارتها، ويقينا ان كل الجهود والبرامج الحكومية التي ُنفذت لم تحقق اهدافها في تحسين مستويات معيشة العباد،
ويقيننا ان الاردن ليس فقيرا بالموارد البشرية والطبيعية، وهناك عدد كبير من الدول والشعوب تفتقر للموارد ومع ذلك تجاوزت الفقر وتعاملت مع البطالة وحولتهما الى عناصر قوة بتوظيف الطاقات المتاجة واعتمدت منظومة من التشريعات والقوانين واحتكمت الى العدالة وتطبيقاتها، فالانتاج والانتاجية العالية مفتاح الازدهار والرفاه.