الشركات الاوروبية العملاقة وعلى رأسها ايرباص وسيمنس وكبرى شركات السيارات لديها عقود ومشاريع ضخمة مع ايران ويكفي ان نعلم ان هناك صفقة مع ايرباص الاوروبية لشراء طائرات تتجاوز 20 مليار دولار وانعكست هذه المشاريع امس في اسواق المال هبوطا وتراجعا في اسهم هذه الشركات بانتظار ما يلي ذلك الاتفاق والذي قد يصل الى عقوبات شاملة سيكون الاتحاد الاوروبي ابرز الخاسرين فيها.

 

الاستنفار هو عنوان هذه الشركات واكثرها اوروبية رغم ان بوينغ الاميركية هي الاخرى ضمن الشركات التي ستخسر عقودا بمليارات لكن التأثير الاكبر سيكون على اوروبا وشركاتها. السفير الاميركي في برلين سارع امس وربما عن قصد الى مطالبة الشركات الالمانية بانهاء عملياتها في ايران في خطوة يبدو انها استفزت وزير الاقتصاد الفرنسي الذي رد بالقول انه من غير المقبول ان تضع الولايات المتحدة نفسها في مكانة «شرطي اقتصادي للعالم».

 

بالمقابل فان اسعار النفط مرشحة للارتفاع مع بدء سريان العقوبات على الناتج الايراني وهذا يصب في صالح دول الخليج والدول النفطية الاخرى لكن هذا الارتفاع لن يكون في صالح اقتصادات العالم وخاصة اوروبا والصين.

 

اوروبا وجدت نفسها امام قرارات متسارعة من ضفة الاطلسي الاخرى وحليفتها الامريكية التي هاجمت حلف شمال الاطلسي وتهدد برسوم على واردات الصلب الاوروبية وتمهد لحرب تجارية قد تدفع اوروبا الى مزيد من التكتل والايام ستنبئ اين سينتهي هذا الصراع الاقتصادي الخطر.