أخبار سوق عمان المالي / أسهم
 سعر السهم
Sahafi.jo | Rasseen.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
  • آخر تحديث
    20-Nov-2017

أكسيل فيبر: البنوك المركزية لا تستطيع تجاهل العملات الرقمية

فايننشال تايمز - 

ينبغي أن تكون البنوك المركزية أكثر انفتاحاً على إنشاء نسخ رقمية من عملاتها، الأمر الذي يُمكن أن يُحقق فوائد كبيرة للمجتمع، كما يقول رئيس مجلس إدارة المصرف السويسري "يو بي إس".
أكسيل فيبر هو الرئيس السابق للبنك المركز الألماني المحافظ - وكان في الماضي من المرشحين ليكون الرئيس المستقبلي للبنك المركزي الأوروبي. باعتباره رئيس مجلس إدارة "يو بي إس"، فهو يُساعد على دفع ثورة حول كيفية إجراء المصارف والشركات والأفراد الصفقات المالية.
في مقابلة مع "فاينانشيال تايمز"، يشعر فيبر بالقلق الآن من أن زملاءه السابقين في القطاع العام قد يتخلفون. يقول "في حين إن القطاع الرسمي غالباً ما ينظر إلى المخاطر التي تنطوي عليها هذه الوسائل الجديدة للدفع، إلا أن القطاع الخاص يغلب عليه النظر إلى الفرص التي تُقدمها".
تأتي تعليقات فيبر وسط حالة من عدم اليقين بين محافظي البنوك المركزية حول كيف ينبغي أن يتصرفوا مع صعود العملات الرقمية المشفرة وكيف تعمل خارج الأنظمة المالية الرسمية - ويُميّز بعناية هذه العملات على أنها تستخدم التشفير لإخفاء الصفقات.
يُجادل فيبر بأن المسألة ليست تقلب أسعار عملة البيتكوين - العملة "ببساطة ضئيلة للغاية على نحو يجعلها غير مهمة" من منظور الاستقرار المالي.
الأمر الأهم هو أن التهديد الآتي من عالم التشفير الذي يمول الإرهاب، أو يُمكّن غسل الأموال سيؤدي في نهاية المطاف إلى استجابة أقوى من السلطات. هناك "احتمال كبير نسبياً أن الهيئات التنظيمية ستنظمها في مرحلة ما".
مع ذلك، الأمر الأقل وضوحاً من المرجح أن يكون الحجج حول العملات الرقمية التي تُصدرها البنوك المركزية. مثل النقود، التي يُمكن أن تحل محلها في نهاية المطاف - لكن على عكس عملة البيتكوين - ستكون مدعومة من السلطات النقدية، حتى تكون أيضاً بمنزلة مستودع للقيمة، فضلاً عن كونها وسيلة دفع مقبولة على نطاق واسع.
في الصين قال البنك المركزي "إنه سيطور عملة رقمية باستخدام تكنولوجيا بلوكتشين". وفي أوروبا نشر ركسبانك "البنك المركزي السويدي" تقريرا في أيلول (سبتمبر) يُشير إلى أن هناك بعض العقبات أمام إصدار عملة كرونا إلكترونية.
لكن هناك بنوكا مركزية أخرى كانت أكثر حذراً بكثير. يينس فايدمان، خليفة فيبر في رئاسة البنك المركزي الألماني، جادل بأن التركيز ينبغي أن يكون بدلاً من ذلك على تحسين أنظمة الدفع الحالية.
مثل البنك المركزي الألماني، البنك الوطني السويسري غير مقتنع أيضا بالحاجة إلى عملات إلكترونية من البنوك المركزية. هناك مخاوف أنه في أوقات الذعر يُمكن أن يحوّل الزبائن الأموال بسرعة من الحسابات المصرفية العادية إلى العملات الإلكترونية، ما يفاقم مشكلة تدافع العملاء لسحب أرصدتهم. ويظل الألمان والسويسريون أيضاً مستخدمين ضخمين للنقود - على عكس السويديين.
لكن فيبر يقول "إن البنوك المركزية مخطئة إن هي اعتقدت أن المسألة إما النقود التقليدية وإما العملات الإلكترونية". ويضيف أن "أنماط الدفع تتطور، والأجيال الأصغر أكثر احتمالاً للدفع عبر الهواتف الخلوية بشكل مستقل عن المصارف. إذا اعتبرت البنوك المركزية العملات الرقمية فرصة، كما يقول، فإنها يُمكن أن تقدم على الأرجح خدمات دفع للمجتمع لا تتعلق بالحسابات، وبطريقة أرخص، واقتصادية أكثر".
ستكون المزايا أكثر وضوحاً في البلدان الكبيرة جغرافياً التي يكون نقل النقود فيها مُكلفا - كما هي الحال في القارة الإفريقية. ويلاحظ فيبر أن العملات الرقمية لا تملك ميزة إخفاء الهوية كالنقود – وهي ميزة في العملة يُمكن بالتأكيد أن تحدد هوية المستخدمين، بالتالي يُمكن منع القاصرين من شراء الكحول، مثلا. لكن يجب أن تكون التكنولوجيا محمية من القرصنة. "ينبغي أن تكون وسيلة دفع آمنة جداً".
في غضون ذلك، يضغط "يو بي إس" بالعملة الرقمية الخاصة به. وهي ناجحة مع مصارف أخرى، بما في ذلك "باركليز"، و"كريدي سويس"، و"إتش إس بي سي"، على "عملة تسوية المنفعة".
وستستخدم العملة الرقيمة تكنولوجيا دفتر الأستاذ الموزعة، ويُمكن استخدامها لإجراء المقاصة وتسوية الصفقات المالية. الفكرة، كما يقول فيبر، هي أن "قِطع العملة" المستخدمة للصفقات ستكون مدعومة بالنقود المحفوظة في الحسابات في البنوك المركزية. وستكون أكثر أمناً وأسرع من الأنظمة الحالية القائمة حول طرف مركزي واحد.
ويتحدث فيبر عن حالة "انفتاح من قِبل البنوك المركزية للاستماع بشأن هذا المفهوم" لكنه يعترف بأن المخطط لا يزال على مسافة بعيدة من أن يُصبح جاهزاً للعمل.
التخزين والقدرة الحاسوبية اللازمة لمثل هذه الشبكات لتكون سريعة بقدر الأنظمة الحالية "غير موجودة حتى الآن. لذلك السرعة بالنسبة إلى قواعد البيانات التقليدية لا تزال مشكلة".
ويرى رئيس مجلس إدارة "يو بي إس" أن عملة تسوية المنفعة يُمكن فتحها أمام طرف ثالث من المستخدمين، يمكن أن يشمل أكبر زبائن البنك. لكنه يتصور قِطَع عملة مختلفة تُستخدم للصفقات بعملات مختلفة، مثل اليورو أو الدولار - لذلك لن تُصبح أنموذجا أوليا لعملة عالمية.
النقاش بشأن مستقبل العملات الرقمية طغى عليه الضجيج حول عملة البيتكوين. هل يشعر فيبر بالقلق من أن انهيار عملة البيتكوين قد يعوق رواد العملة الرقمية؟ يشدد رئيس مجلس إدارة "يو بي إس" على أن هذا لن يحدث. "الناس بالتأكيد (...) يميزون بين بناء عملة البيتكوين أو العملات الرقمية المشفرة كما هي الآن، وبين الإمكانيات التي تملكها التكنولوجيا الكامنة". ويعتقد فيبر أن انتقالا عالميا سلسا إلى أسعار فائدة أعلى أو "طبيعية" أكثر، يعتمد على مواكبة البنوك المركزية "لزخمها" وراء خطوات تشديد السياسة النقدية الحالية.
وتوقع أن يعود التضخم إلى الظهور خلال العامين المقبلين. "من السابق لأوانه القول فعلاً إن التضخم ميت؛ من وجهة نظري، الصورة الأفضل هي أن التضخم نائم". "الاحتياطي الفيدرالي" وبنك إنجلترا بدآ في رفع أسعار الفائدة - والبنك المركزي الأوروبي يتجه أيضاً نحو إزالة بعض الدعم الاستثنائي الذي يوفره لمنطقة اليورو. خوف الأسواق المالية هو من التقلبات المفاجئة التي تثير ذكرى ما يُسمى "نوبة الغضب بشأن التخفيف التدريجي" في عام 2013، عندما أشار "الاحتياطي الفيدرالي" إلى إنهاء برنامج التسهيل الكمي.
يقول فيبر "أعتقد أن البنوك المركزية، إذا حافظت على زخمها، فستستمر في كونها مسيطرة على الأمور". في الوقت الراهن السياسات النقدية المتراخية ستدعم أسعار الأسهم. "نحن ننظر إلى الاقتصاد العالمي، ومعظم الاقتصادات الكبيرة لا تزال الآن في وضع منتصف الدورة أو مرحلة متأخرة، لذلك ليس الأمر كما لو أننا بشكل فريد في مرحلة متأخرة من الدورة".